ثقافة

تجربة روائية لمحمد الرحبي تستلهم سيرة ذاتية لسعيد الكلباني

غلاف الرواية
 
غلاف الرواية
مسقط - العمانية: تجربة جديدة يقدّمها الكاتب محمد بن سيف الرحبي عبر روايته "تاج ونجمتان وسيفان" مستلهمًا السيرة الذاتية التي سبق أنْ قدّمها الرحبي عبر كتاب "جندي من مسكن.. شهد الذاكرة" والذي تضمّن مسيرة الفريق أول متقاعد سعيد بن راشد الكلباني، منذ رحلته الأولى في العسكرية جنديًا ضمن جيش السلطان سعيد بن تيمور، ووصولاً إلى تقلّده جهاز الشرطة كأول عُماني يتولّى هذا المنصب. يخوض محمد الرحبي التجربة كما يقول عنها إنها "تجريب روائي آخر" بعد ثمانية أعمال روائية بدأ أولها قبل أكثر من عشرين عامًا برحلة أبو زيد العماني، وفي كل عمل يقدِّم طريقة سردية مُغايرة لما سبقها من كتاباته في عالم الرواية، فرواية "تاج" تعتمد على الواقع، كما يرى، وهذا الواقع لا بدّ له من "متخيّل" يحيله من كونه سيرة ذاتية واقعية إلى أخرى روائية يتداخل فيها ذلك المزيج القادر على خلق عمل روائي ينأى عن التقريرية والمباشرة. يقدِّم المؤلف الإهداء "إلى الجندي والإنسان سعيد بن راشد الكلباني، كما عرفتك عاشقًا لأرضه.. وجبلاً، كجبال مسكن، ممتن لك.. لأن حياتك أهدتني الكثير.. لأتعلم منه قبل أن أكتبه"، مُصدرًا الفصل الأول بعنوان "لا تبدو كنهاية" وصولاً إلى الختامي "فاصلة أخيرة"، وبين الفصلين تمضي سطور الحكايات تحت عناوين لها دلالاتها، لحظة الاكتشاف الأولى لأمكنة الانتظارات والتدريب والرصاص المنهمر في حرب ظفار والإصابة بطلقة بدأت معها رحلة ألم طويلة، مغمورة بالمزيد من القصص الإنسانية العميقة. يتناول العمل مجموعة من الإشارات الإنسانية في حياة الكلباني، حيث تركّز الرواية على الشخصية / الإنسان، وعلاقتها بما حولها، كالأسرة، والأمكنة، وبعض المواقف التي جمعته بالسلطان قابوس - طيّب الله ثراه، مع نثر العديد من الذكريات التي توهّجت بها حياة "معالي الفريق أول متقاعد" منذ أن انتظر سيارة "البيدفورد" في حارتهم بقرية مسكن كي يقبلوا به جنديًا ينضم إلى عشرات سبقوه من أبناء عمّ وغيرهم من شباب قريتهم. يُذكر أن الإصدار هذا هو الـ 36 في مسيرة الإعلامي والكاتب محمد بن سيف الرحبي، والتي تضمنت كتبًا في القصة القصيرة والمقالات والمسرح وأدب الرحلات والنصوص، وقدّم إصداره الأول عام 1994 بمجموعة قصصية عنوانها "بوابات المدينة" وآخر عمل له رواية "ناجم السادس عشر".