البيان العماني السعودي وآمال المنطقة
الثلاثاء / 2 / ذو الحجة / 1442 هـ - 19:08 - الثلاثاء 13 يوليو 2021 19:08
وعلى ضوء ذلك تطرق البيان المشترك الذي صدر في ختام الزيارة السلطانية الناجحة الى الشقيقة السعودية إلى جملة من القضايا المحورية التي تهم المنطقة واستقرارها وفي مقدمة تلك القضايا الأزمة اليمنية والعلاقات مع إيران علاوة على موضوع السلام في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، أما على صعيد العلاقات بين البلدين فقد تضمن البيان المشترك جملة واسعة من المجالات الاقتصادية والتجارية وفي مجال الطاقة المتجددة والاقتصاد الأخضر وفي المجال اللوجستي والنقل وأيضا هناك مجالات الثقافة والرياضة. ومن هنا فإن مجلس التنسيق العماني السعودي سوف يكون هو المرجعية التي تشرف على كل ذلك التعاون والتكامل المشترك بين البلدين الشقيقين.
زياره تاريخية ورؤى مشتركة
تكاملت الظروف الموضوعية والسياسية والبعد الاستراتيجي للبلدين الشقيقين بأن تكون الزيارة السلطانية هي بالفعل تاريخية على اعتبار أنها الأولى لسلطان البلاد ،حفظه الله ،بعد توليه الحكم في١١ يناير من العام الماضي وهي زيارة دولة ذات المقام الرفيع بروتوكوليا، وأخيرا هي دعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ومن هنا جاءت تلك الحفاوة منذ القدوم وحتى المغادرة.
ولعل من أهم مظاهر تلك الزيارة التاريخية هي مظاهر الفرح الكبير على الصعيد الشعبي في البلدين وهذا شيء حيوي عند تحليل أي زيارة من هذا النوع الرفيع حيث كان التفاعل الإيجابي في كل المحافظات العمانية والسعودية وكان للإعلام الرسمي والخاص في البلدين دور محوري كبير لابد من الاشادة به كتغطية إعلامية غير مسبوقة، كما أن الإعلام الخاص في البلدين وشبكات التواصل الاجتماعي كان لهما دور فاعل في إعطاء الزخم الذي تستحقه تلك الزيارة السلطانية التاريخية الى مدينة نيوم السعودية وهي مدينة المستقبل وتعبر عن رؤية السعودية ٢٠٣٠ كما هي الطموحات الكبيرة من خلال رؤية السلطنة 2040.
الاهتمام السياسي والإعلامي من القنوات والشبكات الإخبارية العربية والدولية كان كبيرا من خلال النظر إلى تلك القمة العمانية السعودية والتي جاءت في وقت مهم تتطلع منه المنطقة إلى إيجاد حلول واقعية سياسية حتى تنعم المنطقة بالسلام والأمن والاستقرار، كما أكد على ذلك البيان المشترك بين السلطنة والسعودية.
ومن هنا فإن ذلك الاهتمام الرسمي والشعبي والإقليمي والدولي جاء منسجما مع نتائج الزيارة خاصة وأن البيان المشترك تطرق الى تطابق وجهات النظر وأيضا الدفع بعلاقات التعاون في كل المجالات إلى مستوى متقدم سوف تظهر نتائجه في المرحلة القادمة خاصة وأن للبلدين مقومات خاصة على صعيد الموقع الاستراتيجي على البحار المفتوحة سواء كان البحر الأحمر في غرب السعودية والخليج العربي في شرقها وفي السلطنة هناك المحيط الهندي وبحر العرب في شرق وجنوب السلطنة وهناك بحر عمان والخليج العربي ومضيق هرمز الاستراتيجي في شمال السلطنة علاوة على المقومات الاساسية التي تجعل من التعاون والتنسيق السياسي والتكامل الاقتصادي أمرا مثاليا، والذي يدخل في صالح البلدين والشعبين ويمتد لصالح المنطقة كما أن تلك الزيارة التاريخية فتحت المجال أمام تعاون كبير في المجال اللوجستي خاصة الطرق الدولية ولاشك أن الكل في السلطنة والسعودية يترقب افتتاح الطريق المهم الذي يربط الأراضي العمانية بالاراضي السعودية ويختصر أكثر من٨٠٠ كليو متر وسوف يكون له انعكاس على التنقل والتجارة والسياحة وقد يفتح المجال لتواصل الطريق الدولي حتى أراضي دولة الكويت الشقيقة ويؤسس لمرحلة سكة الحديد الخليجية.
التنسيق السياسي
البيان المشترك أعطى صورة واضحة على مدى التعاون والتنسيق في عدد من الملفات وهي كانت مدار نقاش وبحث بين القيادتين وتم رصد عدد من الاتصالات والزيارات خاصة بين وزيري خارجية البلدين. ومن هنا جاء الملف اليمني في مقدمة الاهتمام السعودي العماني حيث إن هناك تطابقا في الرؤى وهو ما حرصت عليه الدبلوماسية العمانية خلال أزمة الحرب في اليمن وعلى مدى ست سنوات، كما أن السلطنة بذلت جهودا كبيرة للتوفيق بين الفرقاء في اليمن سواء الحكومة اليمنية أو جماعة أنصار الله الحوثية. كما أن هناك تنسيقا الآن بين مسقط والرياض مع المبعوث الأممي وأيضا المبعوث الأمريكي من خلال زيارات متواصلة لمسقط والرياض ولاشك أن التطابق في الرؤية العمانية السعودية حول الملف اليمني سوف يعطي زخما سياسيا على الصعيدين الإقليمي والدولي بهدف الوصول إلى حل سياسي توفيقي ينهي معاناة الشعب اليمني ويتم تنفيذ المرجعيات الثلاث تمهيدا للمصالحة ودخول اليمن الشقيق مرحلة من الاستقرار كون اليمن بلدا مهما واستراتيجيا في شبه الجزيرة العربية وعلى ضوء ذلك تطرق البيان الختامي المشترك حول اليمن بصورة واضحة، وسوف تبذل المزيد من الجهود السياسية للتوصل إلى حل سياسي في ظل استحالة أي حسم عسكري بعد ست سنوات من المواجهة العسكرية.
أما على صعيد الأمن والاستقرار في المنطقة والحوار مع إيران فإن هناك متغيرا مهما شهدته المرحلة الأخيرة وهو الحوار غير العلني بين طهران والرياض في بغداد وهناك حديث أنه انتقل إلى مسقط حسب بعض المصادر الصحفية.
ومن هنا فإن حل الإشكالات واختلاف وجهات النظر بين أي بلدين وفي منطقة جغرافية واحدة يعد من العوامل الأساسية ولاشك أن الدبلوماسية العمانية النشطة سوف يكون لها دور إيجابي في تقريب وجهتي النظر بين الشقيقة السعودية وإيران وهذا الحوار الممتد سوف تكون له نتائج مبشرة تخدم البلدين والشعبين والمنطقة وفتح مجالات التعاون بين دول المنطقة لخدمة الشعوب والأجيال الحالية والقادمة، وهذا التطور السياسي شكّل محور النقاش بين القيادتين السعودية والعمانية خلال الزيارة الأخيرة للسلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه مع أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
مسار العلاقات المتميزة
انطلق مسار العلاقات العمانية السعودية من عوامل تاريخية مشتركة ومنذ قرن من الزمن تميزت تلك العلاقات بالاحترام المتبادل ومن حسن الجوار تمثل في خطوة ترسيم الحدود بين البلدين الشقيقين في مطلع عقد التسعينيات من القرن الماضي علاوة على علاقات الود بين الشعبين العماني والسعودي رأينا مظاهره خلال الزيارة السلطانية التاريخية للمملكة العربية السعودية ولقاء القيادتين علاوة على مظاهر الاحتفاء الرسمي والشعبي.
ومن هنا فإن مسار تلك العلاقات المميزة سوف يشهد تعاونا كبيرا وفي كل المجالات كما عبر عنها البيان المشترك وأيضا الدور المحوري لمجلس التنسيق العماني السعودي ودوره كمرجعية لتنفيذ جمله من المشاريع والخطط وربط البلدين بعدد من القطاعات الواعدة وجديدة كالاقتصاد الاخضر وفي مجال الطاقة النظيفة وربط الموانئ السعودية والعمانية والاستثمار في منطقة الدقم الاقتصادية ودور قطاع الأعمال والغرف التجارية.
ومن هنا فإن مسار تلك العلاقات يتجه الى نقلة نوعية في مجال التعاون الاقتصادي والتنسيق السياسي بما يشكله ذلك من تطور نوعي سوف يكون له الأثر الإيجابي على ازدهار البلدين الجارين والشعبين وعلى المنطقة بشكل عام.
**صحفي ومحلل سياسي
لا تزال أصداء زيارة دولة التي قام بها السلطان هيثم بن طارق ، حفظه الله ورعاه ، إلى أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله ، تلقى المزيد من التحليلات حول العلاقات التاريخية بين السلطنة والمملكة العربية السعودية في كل المجالات ولكن أيضا من خلال تأثير ذلك إيجابا على المنطقة والعالم العربي من خلال عدد من الملفات والتي تحتاج إلى رؤية سديدة مشتركة تنطلق من الرياض ومسقط.
زياره تاريخية ورؤى مشتركة
تكاملت الظروف الموضوعية والسياسية والبعد الاستراتيجي للبلدين الشقيقين بأن تكون الزيارة السلطانية هي بالفعل تاريخية على اعتبار أنها الأولى لسلطان البلاد ،حفظه الله ،بعد توليه الحكم في١١ يناير من العام الماضي وهي زيارة دولة ذات المقام الرفيع بروتوكوليا، وأخيرا هي دعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ومن هنا جاءت تلك الحفاوة منذ القدوم وحتى المغادرة.
ولعل من أهم مظاهر تلك الزيارة التاريخية هي مظاهر الفرح الكبير على الصعيد الشعبي في البلدين وهذا شيء حيوي عند تحليل أي زيارة من هذا النوع الرفيع حيث كان التفاعل الإيجابي في كل المحافظات العمانية والسعودية وكان للإعلام الرسمي والخاص في البلدين دور محوري كبير لابد من الاشادة به كتغطية إعلامية غير مسبوقة، كما أن الإعلام الخاص في البلدين وشبكات التواصل الاجتماعي كان لهما دور فاعل في إعطاء الزخم الذي تستحقه تلك الزيارة السلطانية التاريخية الى مدينة نيوم السعودية وهي مدينة المستقبل وتعبر عن رؤية السعودية ٢٠٣٠ كما هي الطموحات الكبيرة من خلال رؤية السلطنة 2040.
الاهتمام السياسي والإعلامي من القنوات والشبكات الإخبارية العربية والدولية كان كبيرا من خلال النظر إلى تلك القمة العمانية السعودية والتي جاءت في وقت مهم تتطلع منه المنطقة إلى إيجاد حلول واقعية سياسية حتى تنعم المنطقة بالسلام والأمن والاستقرار، كما أكد على ذلك البيان المشترك بين السلطنة والسعودية.
ومن هنا فإن ذلك الاهتمام الرسمي والشعبي والإقليمي والدولي جاء منسجما مع نتائج الزيارة خاصة وأن البيان المشترك تطرق الى تطابق وجهات النظر وأيضا الدفع بعلاقات التعاون في كل المجالات إلى مستوى متقدم سوف تظهر نتائجه في المرحلة القادمة خاصة وأن للبلدين مقومات خاصة على صعيد الموقع الاستراتيجي على البحار المفتوحة سواء كان البحر الأحمر في غرب السعودية والخليج العربي في شرقها وفي السلطنة هناك المحيط الهندي وبحر العرب في شرق وجنوب السلطنة وهناك بحر عمان والخليج العربي ومضيق هرمز الاستراتيجي في شمال السلطنة علاوة على المقومات الاساسية التي تجعل من التعاون والتنسيق السياسي والتكامل الاقتصادي أمرا مثاليا، والذي يدخل في صالح البلدين والشعبين ويمتد لصالح المنطقة كما أن تلك الزيارة التاريخية فتحت المجال أمام تعاون كبير في المجال اللوجستي خاصة الطرق الدولية ولاشك أن الكل في السلطنة والسعودية يترقب افتتاح الطريق المهم الذي يربط الأراضي العمانية بالاراضي السعودية ويختصر أكثر من٨٠٠ كليو متر وسوف يكون له انعكاس على التنقل والتجارة والسياحة وقد يفتح المجال لتواصل الطريق الدولي حتى أراضي دولة الكويت الشقيقة ويؤسس لمرحلة سكة الحديد الخليجية.
التنسيق السياسي
البيان المشترك أعطى صورة واضحة على مدى التعاون والتنسيق في عدد من الملفات وهي كانت مدار نقاش وبحث بين القيادتين وتم رصد عدد من الاتصالات والزيارات خاصة بين وزيري خارجية البلدين. ومن هنا جاء الملف اليمني في مقدمة الاهتمام السعودي العماني حيث إن هناك تطابقا في الرؤى وهو ما حرصت عليه الدبلوماسية العمانية خلال أزمة الحرب في اليمن وعلى مدى ست سنوات، كما أن السلطنة بذلت جهودا كبيرة للتوفيق بين الفرقاء في اليمن سواء الحكومة اليمنية أو جماعة أنصار الله الحوثية. كما أن هناك تنسيقا الآن بين مسقط والرياض مع المبعوث الأممي وأيضا المبعوث الأمريكي من خلال زيارات متواصلة لمسقط والرياض ولاشك أن التطابق في الرؤية العمانية السعودية حول الملف اليمني سوف يعطي زخما سياسيا على الصعيدين الإقليمي والدولي بهدف الوصول إلى حل سياسي توفيقي ينهي معاناة الشعب اليمني ويتم تنفيذ المرجعيات الثلاث تمهيدا للمصالحة ودخول اليمن الشقيق مرحلة من الاستقرار كون اليمن بلدا مهما واستراتيجيا في شبه الجزيرة العربية وعلى ضوء ذلك تطرق البيان الختامي المشترك حول اليمن بصورة واضحة، وسوف تبذل المزيد من الجهود السياسية للتوصل إلى حل سياسي في ظل استحالة أي حسم عسكري بعد ست سنوات من المواجهة العسكرية.
أما على صعيد الأمن والاستقرار في المنطقة والحوار مع إيران فإن هناك متغيرا مهما شهدته المرحلة الأخيرة وهو الحوار غير العلني بين طهران والرياض في بغداد وهناك حديث أنه انتقل إلى مسقط حسب بعض المصادر الصحفية.
ومن هنا فإن حل الإشكالات واختلاف وجهات النظر بين أي بلدين وفي منطقة جغرافية واحدة يعد من العوامل الأساسية ولاشك أن الدبلوماسية العمانية النشطة سوف يكون لها دور إيجابي في تقريب وجهتي النظر بين الشقيقة السعودية وإيران وهذا الحوار الممتد سوف تكون له نتائج مبشرة تخدم البلدين والشعبين والمنطقة وفتح مجالات التعاون بين دول المنطقة لخدمة الشعوب والأجيال الحالية والقادمة، وهذا التطور السياسي شكّل محور النقاش بين القيادتين السعودية والعمانية خلال الزيارة الأخيرة للسلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه مع أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
مسار العلاقات المتميزة
انطلق مسار العلاقات العمانية السعودية من عوامل تاريخية مشتركة ومنذ قرن من الزمن تميزت تلك العلاقات بالاحترام المتبادل ومن حسن الجوار تمثل في خطوة ترسيم الحدود بين البلدين الشقيقين في مطلع عقد التسعينيات من القرن الماضي علاوة على علاقات الود بين الشعبين العماني والسعودي رأينا مظاهره خلال الزيارة السلطانية التاريخية للمملكة العربية السعودية ولقاء القيادتين علاوة على مظاهر الاحتفاء الرسمي والشعبي.
ومن هنا فإن مسار تلك العلاقات المميزة سوف يشهد تعاونا كبيرا وفي كل المجالات كما عبر عنها البيان المشترك وأيضا الدور المحوري لمجلس التنسيق العماني السعودي ودوره كمرجعية لتنفيذ جمله من المشاريع والخطط وربط البلدين بعدد من القطاعات الواعدة وجديدة كالاقتصاد الاخضر وفي مجال الطاقة النظيفة وربط الموانئ السعودية والعمانية والاستثمار في منطقة الدقم الاقتصادية ودور قطاع الأعمال والغرف التجارية.
ومن هنا فإن مسار تلك العلاقات يتجه الى نقلة نوعية في مجال التعاون الاقتصادي والتنسيق السياسي بما يشكله ذلك من تطور نوعي سوف يكون له الأثر الإيجابي على ازدهار البلدين الجارين والشعبين وعلى المنطقة بشكل عام.
**صحفي ومحلل سياسي
لا تزال أصداء زيارة دولة التي قام بها السلطان هيثم بن طارق ، حفظه الله ورعاه ، إلى أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله ، تلقى المزيد من التحليلات حول العلاقات التاريخية بين السلطنة والمملكة العربية السعودية في كل المجالات ولكن أيضا من خلال تأثير ذلك إيجابا على المنطقة والعالم العربي من خلال عدد من الملفات والتي تحتاج إلى رؤية سديدة مشتركة تنطلق من الرياض ومسقط.