«تركيا .. المالديف .. وشمال إيران».. أكثر وجهات السفر طلبًا من قبل المواطنين
الاثنين / 11 / شوال / 1442 هـ - 16:35 - الاثنين 24 مايو 2021 16:35
47474
مكاتب السفر ترصد إقبالا غير متوقع للسياحة الخارجية لموسم الصيف -
كتبت - رحمة الكلبانية -
اعتادت «عمان» في كل موسم سياحي استقصاء الوجهات السياحية الأكثر طلبًا من قبل المواطنين، وكانت خارطة الوجهات تلك تتغير حسب الموسم والعروض والخدمات، وكانت التفضيلات الشخصية والأسعار هي المعيار الذي يحدد من خلاله السياح وجهاتهم، إلا أن الظروف الصحية التي يمر بها العالم قلصت الخيارات المفتوحة والمتنوعة أمام السياح اليوم، وأصبحت الاختيارات محدودة ومحفوفة بمخاطر وإجراءات منفرة للبعض.
وفي تصريحات لـ«عمان» أشار مجموعة من أصحاب مكاتب السفر والسياحة إلى وجود إقبال على السفر - غير متوقع - خلال الأشهر من يونيو وحتى سبتمبر، إلى عدد من الوجهات التي يسهل الدخول إليها وتتطلب إجراءات أقل ولا تلزم السياح بقضاء فترة حجر، ومن أبرزها تركيا والبوسنة وشمال إيران والمالديف.
وأجمع أصحاب تلك المكاتب بأنه على الرغم من التحذيرات الصحية وعدم وضوح حركة الطيران إلا أن الإقبال على السفر عاود الارتفاع مرة أخرى خاصة مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة محليًا، الأمر الذي قلص الطلب على السياحة الداخلية وأنشطتها المختلفة.
عودة الأمل
وقال طلال بن هلال الرواحي، المدير العام بمكتب ألوان للسفر والسياحة: أستطيع القول بإن الطلب على السفر قد عاد بنسبة 20%، فبالرغم من الظروف السياحية لا تزال تصلنا طلبات واستفسارات للسفر إلى تركيا والبوسنة وأوكرانيا والمالديف وهي الدول التي لا تتطلب الكثير من الإجراءات ولا يقضي فيها السياح فترة حجر عند الوصول إليها.
وأضاف: عودة الرغبة للسفر قد يكون سببها الأمل الذي أعطته اللقاحات للعالم، وإعادة فتح مجموعة كبيرة من الأنشطة في مختلف الدول، ففي تركيا على سبيل المثال رجعت الحياة كالسابق مع وجود بعض الإجراءات الاحترازية بالإضافة إلى عودة بعض الخطوط المباشرة من شركات الطيران لبعض الدول والمناطق السياحية. إلا أن النشاط ما زال مقيدًا ويلفه شيء من الغموض، مما يحد من أنشطتنا كمكاتب للسفر والسياحة ويضعنا أمام مخاطر غير متوقعة.
وعن الإجراءات الجديدة والوجه المتوقع للسفر في المستقبل القريب، قال الرواحي: إنه لا يتوقع أن تغير الدول القائمة اقتصاداتها على السياحة كتركيا والبوسنة إجراءات الدخول إليها خلال الموسم الحالي كون ذلك لا يصب في مصلحتها، وإنها إن فرضت وجوب التطعيم فإن ذلك لن يتم قبل بداية العام المقبل. وأضاف: شكل السفر يتوقف على كل دولة وقوانينها وليس هنالك شيء واضح حتى الآن.
صلالة كوجهة داخلية ومع انتشار فيروس كورونا وأحكام إجراءات التنقل والسفر، وجدت مكاتب السفر والسياحة نفسها أمام تحدٍ كبيرٍ، لم تنجح جميعها في خوضه، مما أدى إلى إغلاقها.
فيما قاومت المكاتب الأخرى متمسكة بأنشطة السياحة الداخلية. ويرى القائمون على تلك المكاتب صلالة كوجهة رائدة في فصل الصيف لإعادة إنعاش أعمالها إذا ما تم تنظيم السياحة بها بشكل فعال من خلال تنظيم الدخول إلى المناطق والمنشآت السياحية ومنع التجمعات.
يقول الرواحي: السياحة الداخلية كانت طوق النجاة خلال الفترة الماضية، والأجواء الشتوية كانت عامل نجاح مهما، وقد استطعنا التعاقد مع منشآت فندقية وتقديم تجارب سياحية متكاملة في مسندم وصلالة بالإضافة إلى الرحلات البحرية الخاصة والتي لاقت إقبالًا واسعًا. ونأمل أن يتم فتح صلالة للسياح في الموسم القادم وفق ضوابط ومتابعة مستمرة.
زيادة طلب..
ولكن ومن جانبه أكد فيصل السعدي مدير مكتب الزيتون الأخضر للسفر والسياحة أن الطلب على السفر للموسم المقبل قد ازداد بلا شك في الآونة الأخيرة بالإضافة إلى الحجوزات المبكرة، إلا أن الخوف من تصاعد الأزمات الصحية وارتفاع أسعار فحوصات فيروس كورونا التي يتوجب على السياح إجرائها 4 مرات على الأقل لا تشجع الكثيرين على مواصلة اتخاذ قرار السفر بعد استفسارهم عنها.
وحول وجهات السفر الأكثر طلبا التي تصلهم، قال السعدي: أغلب الحجوزات والطلبات هي لتركيا والبوسنة والمالديف ومؤخرًا الشمال الإيراني، فبالإضافة إلى إجراءاتها المبسطة، فإن تكاليف السفر لهذه الدول تعد معقولة وفي متناول شريحة كبيرة من الناس.
استثمار العزل المؤسسي
ولمواجهة تحديات تقييد السفر والأنشطة السياحية توجه مكتب الزيتون الأخضر خلال الفترة الماضية لتقديم خدمات متكاملة للعزل المؤسسي، حيث قال السعدي: وجدنا فرصة يمكن استثمارها في العزل المؤسسي وكانت ما انقذنا في ظل الركود السياحي الذي يشهده العالم مؤخرًا، حيث قدمنا خدمات التوصيل من المطار وللحجر بالإضافة إلى الحجوزات والوجبات وغيرها.
تحديات القطاع ومن جانبه توقع فيصل السيابي، صاحب مكتب سفريات الهيثم بإن القطاع سيتعافى خلال الأعوام القادمة إذا ما استمرت الأوضاع على ما هي عليه إلا أن ذلك لا يزال مبهمًا، خاصة وأن شكل وإجراءات السفر باتت متوقفة على كل دولة وقوانينها الخاصة، مع غياب بروتوكولات عالمية عامة منظمة لحركة السياحة.
وقال السيابي: إن هناك وجهات سفر يطلبها المواطنون بكثرة الفترة الماضية مثل تايلند وخاصة للسياحة العلاجية بالإضافة إلى دول أوروبية ولكن لصعوبة إجراءات الدخول إليها يتوجهون لوجهات أخرى.
ويرى السيابي أن مكاتب السفر والسياحة تمر اليوم أمام تحدٍ كبيرٍ ليس فقط بسبب تقييد الأنشطة السياحية والسفر، وإنما تشمل التحديات غياب الدعم الذي كان يقدم لها من قبل والمتمثل في استضافة الوفود الرسمية وتنظيم سياحة المؤتمرات، بالإضافة إلى انتشار التكنولوجيا التي مكنت الأفراد من حجز رحلاتهم بأنفسهم.
وقال: هناك أبعاد أكبر للتحديات التي يتوجب لمكاتب السياحة الالتفات لها ومعالجتها وابتكار طرق وحلول بإمكانها مواصلة عملها من خلالها، فنحن نمر اليوم بفترة صعبة، حيث الأزمات الاقتصادية التي لا تسمح للجميع بالسفر، ومغادرة نسبة كبيرة من القوى العاملة الوافدة التي كان جزء كبير من أعمالنا في السابق يعتمد على حجوزاتها، من ثم هناك منافسة كبيرة في السوق، فمع تبسيط إجراءات فتح مكاتب السفر بات هناك في أحد السنوات مئات المكاتب السياحية في السلطنة، بعضها تنقصه الخبرة اللازمة موصيًا بضرورة تنظيم هذا القطاع لتحسين أعمال الشركات العاملة به.
إن التحديات التي تمر بقطاع السياحة اليوم لم تعد شأنا محليًا، حيث بعد هذا القطاع الأكثر تضررًا جراء انتشار فيروس كورونا منذ بداية العام المنصرم، حيث أشارت الإحصائيات إلى تراجع السياحة الدولية بنسبة 44% في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2020، مع هبوط عدد السياح الدوليين بنسبة 97% ، وفقد العالم 180 مليون سائح ونحو 195 مليار دولار أمريكي من عائدات التصدير من السياحة الدولية في أربعة أشهر فقط.
كتبت - رحمة الكلبانية -
اعتادت «عمان» في كل موسم سياحي استقصاء الوجهات السياحية الأكثر طلبًا من قبل المواطنين، وكانت خارطة الوجهات تلك تتغير حسب الموسم والعروض والخدمات، وكانت التفضيلات الشخصية والأسعار هي المعيار الذي يحدد من خلاله السياح وجهاتهم، إلا أن الظروف الصحية التي يمر بها العالم قلصت الخيارات المفتوحة والمتنوعة أمام السياح اليوم، وأصبحت الاختيارات محدودة ومحفوفة بمخاطر وإجراءات منفرة للبعض.
وفي تصريحات لـ«عمان» أشار مجموعة من أصحاب مكاتب السفر والسياحة إلى وجود إقبال على السفر - غير متوقع - خلال الأشهر من يونيو وحتى سبتمبر، إلى عدد من الوجهات التي يسهل الدخول إليها وتتطلب إجراءات أقل ولا تلزم السياح بقضاء فترة حجر، ومن أبرزها تركيا والبوسنة وشمال إيران والمالديف.
وأجمع أصحاب تلك المكاتب بأنه على الرغم من التحذيرات الصحية وعدم وضوح حركة الطيران إلا أن الإقبال على السفر عاود الارتفاع مرة أخرى خاصة مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة محليًا، الأمر الذي قلص الطلب على السياحة الداخلية وأنشطتها المختلفة.
عودة الأمل
وقال طلال بن هلال الرواحي، المدير العام بمكتب ألوان للسفر والسياحة: أستطيع القول بإن الطلب على السفر قد عاد بنسبة 20%، فبالرغم من الظروف السياحية لا تزال تصلنا طلبات واستفسارات للسفر إلى تركيا والبوسنة وأوكرانيا والمالديف وهي الدول التي لا تتطلب الكثير من الإجراءات ولا يقضي فيها السياح فترة حجر عند الوصول إليها.
وأضاف: عودة الرغبة للسفر قد يكون سببها الأمل الذي أعطته اللقاحات للعالم، وإعادة فتح مجموعة كبيرة من الأنشطة في مختلف الدول، ففي تركيا على سبيل المثال رجعت الحياة كالسابق مع وجود بعض الإجراءات الاحترازية بالإضافة إلى عودة بعض الخطوط المباشرة من شركات الطيران لبعض الدول والمناطق السياحية. إلا أن النشاط ما زال مقيدًا ويلفه شيء من الغموض، مما يحد من أنشطتنا كمكاتب للسفر والسياحة ويضعنا أمام مخاطر غير متوقعة.
وعن الإجراءات الجديدة والوجه المتوقع للسفر في المستقبل القريب، قال الرواحي: إنه لا يتوقع أن تغير الدول القائمة اقتصاداتها على السياحة كتركيا والبوسنة إجراءات الدخول إليها خلال الموسم الحالي كون ذلك لا يصب في مصلحتها، وإنها إن فرضت وجوب التطعيم فإن ذلك لن يتم قبل بداية العام المقبل. وأضاف: شكل السفر يتوقف على كل دولة وقوانينها وليس هنالك شيء واضح حتى الآن.
صلالة كوجهة داخلية ومع انتشار فيروس كورونا وأحكام إجراءات التنقل والسفر، وجدت مكاتب السفر والسياحة نفسها أمام تحدٍ كبيرٍ، لم تنجح جميعها في خوضه، مما أدى إلى إغلاقها.
فيما قاومت المكاتب الأخرى متمسكة بأنشطة السياحة الداخلية. ويرى القائمون على تلك المكاتب صلالة كوجهة رائدة في فصل الصيف لإعادة إنعاش أعمالها إذا ما تم تنظيم السياحة بها بشكل فعال من خلال تنظيم الدخول إلى المناطق والمنشآت السياحية ومنع التجمعات.
يقول الرواحي: السياحة الداخلية كانت طوق النجاة خلال الفترة الماضية، والأجواء الشتوية كانت عامل نجاح مهما، وقد استطعنا التعاقد مع منشآت فندقية وتقديم تجارب سياحية متكاملة في مسندم وصلالة بالإضافة إلى الرحلات البحرية الخاصة والتي لاقت إقبالًا واسعًا. ونأمل أن يتم فتح صلالة للسياح في الموسم القادم وفق ضوابط ومتابعة مستمرة.
زيادة طلب..
ولكن ومن جانبه أكد فيصل السعدي مدير مكتب الزيتون الأخضر للسفر والسياحة أن الطلب على السفر للموسم المقبل قد ازداد بلا شك في الآونة الأخيرة بالإضافة إلى الحجوزات المبكرة، إلا أن الخوف من تصاعد الأزمات الصحية وارتفاع أسعار فحوصات فيروس كورونا التي يتوجب على السياح إجرائها 4 مرات على الأقل لا تشجع الكثيرين على مواصلة اتخاذ قرار السفر بعد استفسارهم عنها.
وحول وجهات السفر الأكثر طلبا التي تصلهم، قال السعدي: أغلب الحجوزات والطلبات هي لتركيا والبوسنة والمالديف ومؤخرًا الشمال الإيراني، فبالإضافة إلى إجراءاتها المبسطة، فإن تكاليف السفر لهذه الدول تعد معقولة وفي متناول شريحة كبيرة من الناس.
استثمار العزل المؤسسي
ولمواجهة تحديات تقييد السفر والأنشطة السياحية توجه مكتب الزيتون الأخضر خلال الفترة الماضية لتقديم خدمات متكاملة للعزل المؤسسي، حيث قال السعدي: وجدنا فرصة يمكن استثمارها في العزل المؤسسي وكانت ما انقذنا في ظل الركود السياحي الذي يشهده العالم مؤخرًا، حيث قدمنا خدمات التوصيل من المطار وللحجر بالإضافة إلى الحجوزات والوجبات وغيرها.
تحديات القطاع ومن جانبه توقع فيصل السيابي، صاحب مكتب سفريات الهيثم بإن القطاع سيتعافى خلال الأعوام القادمة إذا ما استمرت الأوضاع على ما هي عليه إلا أن ذلك لا يزال مبهمًا، خاصة وأن شكل وإجراءات السفر باتت متوقفة على كل دولة وقوانينها الخاصة، مع غياب بروتوكولات عالمية عامة منظمة لحركة السياحة.
وقال السيابي: إن هناك وجهات سفر يطلبها المواطنون بكثرة الفترة الماضية مثل تايلند وخاصة للسياحة العلاجية بالإضافة إلى دول أوروبية ولكن لصعوبة إجراءات الدخول إليها يتوجهون لوجهات أخرى.
ويرى السيابي أن مكاتب السفر والسياحة تمر اليوم أمام تحدٍ كبيرٍ ليس فقط بسبب تقييد الأنشطة السياحية والسفر، وإنما تشمل التحديات غياب الدعم الذي كان يقدم لها من قبل والمتمثل في استضافة الوفود الرسمية وتنظيم سياحة المؤتمرات، بالإضافة إلى انتشار التكنولوجيا التي مكنت الأفراد من حجز رحلاتهم بأنفسهم.
وقال: هناك أبعاد أكبر للتحديات التي يتوجب لمكاتب السياحة الالتفات لها ومعالجتها وابتكار طرق وحلول بإمكانها مواصلة عملها من خلالها، فنحن نمر اليوم بفترة صعبة، حيث الأزمات الاقتصادية التي لا تسمح للجميع بالسفر، ومغادرة نسبة كبيرة من القوى العاملة الوافدة التي كان جزء كبير من أعمالنا في السابق يعتمد على حجوزاتها، من ثم هناك منافسة كبيرة في السوق، فمع تبسيط إجراءات فتح مكاتب السفر بات هناك في أحد السنوات مئات المكاتب السياحية في السلطنة، بعضها تنقصه الخبرة اللازمة موصيًا بضرورة تنظيم هذا القطاع لتحسين أعمال الشركات العاملة به.
إن التحديات التي تمر بقطاع السياحة اليوم لم تعد شأنا محليًا، حيث بعد هذا القطاع الأكثر تضررًا جراء انتشار فيروس كورونا منذ بداية العام المنصرم، حيث أشارت الإحصائيات إلى تراجع السياحة الدولية بنسبة 44% في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2020، مع هبوط عدد السياح الدوليين بنسبة 97% ، وفقد العالم 180 مليون سائح ونحو 195 مليار دولار أمريكي من عائدات التصدير من السياحة الدولية في أربعة أشهر فقط.