روضة الصائم

فتاوى يجيب عنها فضيلة مساعد المفتي العام للسلطنة

965
 
965
فضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي -

هل يصلح استخدام حمام البخار في فترة الصيام؟ كذلك توجد تقنية جديدة وهي استخدام جهاز يقوم بفرز بخار ماء مع روائح لتجديد الهواء ولكن المتعارف عليه أنه يفرز بخار ماء مع رائحة فهل يصلح استخدامه خلال فترة الصيام؟

- الجواب: فإن الجواب أن مرد ذلك يعود إلى قدر البخار الذي يمكن أن يلج إلى الجوف فإن كان قدرا يسيرا غير مقصود فلا حرج فيه أما إن كان مقدارا كثيرا يمكن أن يصل إلى الحلق ثم يدخل إلى الجوف لأن بخار الماء في حمام البخار - كما يقولون - يكون عالي التركيز فيتجمع ويتكثف في أعلى التجويف الأنفي ثم بعد ذلك يدخل إلى الجوف فهذا يفطر، لكن هل يحصل هذا في مثل هذه المواضع؟ أو أن قدر البخار يسير ويتوزع في الجو وما يصل منه إلى الجوف عبر الاستنشاق هو شيء يسير جدا مغتفر؟ فإن الفقهاء ناقشوا مسألة من يستنشق بخار القدر؟ وأشبه ما يمكن أن تكون عليه هذه المسألة هي مسألة استنشاق بخار القدر، لكنّ هناك فارقا فهذا يقصد أن يقترب من بخار قدر يغلي ليستنشق ذلك البخار، فلذلك شدد عددٌ من الفقهاء في مثل هذه الصورة، لكن الحال هنا فيما يعرف بحمامات البخار أن هذا البخار يسير وأنه يتوزع في أجواء الموضع الذي يكون فيه وأنه لا يكاد يصل منه شيء إلى الجوف فهذا لا يفطر، لكن مع ذلك من باب الاحتياط ينبغي أن يجتنب ذلك في نهار رمضان وأن يجتنب إن كان البخار كثيفا يمكن أن يصل إلى الجوف فهذا يجب أن يتقى في هذه الصورة والله تعالى أعلم.

التقنية الثانية: قد يفهم من السؤال أن المقصود هو ما يضاف إلى الماء عند الاستحمام مما يبعث رذاذا فيه شيء من الرائحة وهنا مسألتان: المسألة الأولى: هل يعد هذا الماء ماء مضافًا وبناء على ذلك تترتب عليه أحكام الماء المضاف أو أنه لا يؤثر فيه؟ والصحيح أنه لا يؤثر فهذا الذي يضاف إلى ماء الاستحمام ثم يبعث هذا الرذاذ الذي قد تكون فيه روائح مختلفة هو قدر يسير جدا، فتلك العلبة تكفي لآلاف اللترات من الماء، فما يكون من نصيب الحالة الواحدة عند الاستحمام هو أمر يسير جدا، لا يكاد يذكر، ففي هذه الحالة لا يقال بأنه ماء مضاف بل هو ماء طاهر مطهر. وهل يؤثر ذلك على الصائم؟ الفقهاء ذكروا ما يتعلق بمن يستعمل الماء الساخن في الاستحمام في البرد وهو صائم فقالوا إن ذلك لا يؤثر عليه لأنه غير مقصود، وبأن المقدار يسير جدًا لا يكاد يصل شيء أصلا إلى الجوف، فإن كان على هذه الصفة فضابطه هو ما تقدم أيضا من أنه إن كان لا يصل منه شيء لأن دخول شيء من قطرات الماء أو الرذاذ أثناء الاستحمام فهذا وارد لكن ذلك لا على سبيل التعمد والقصد والاختيار ولذا فهو غير مفطر فإن أضيف إليه شيء أو كان الماء ساخنا في الشتاء فتصاعد منه بخار فإن الفقهاء قد نصوا بأن ذلك لا يفطر. والله تعالى أعلم.