سقطرى.. أكبر الجزر اليمنية تعاني من العزلة والفقر
الجمعة / 17 / رمضان / 1442 هـ - 20:16 - الجمعة 30 أبريل 2021 20:16
شجرة "دم الأخوين" في سقطرى اليمنية.
صنعاء-'عمان'- جمال مجاهد
تركت الحرب التي نشبت في اليمن في مارس من العام 2015، على جزيرة سقطرى أكبر الجزر اليمنية أثراً واضحاً، إذ أدّى تعليق الرحلات الجوية إلى الجزيرة إلى عزلها وتراجعا لأفواج السياحية.
وكانت السياحة هي العمود الفقري لاقتصاد الجزيرة التي يسيطر عليها 'المجلس الانتقالي الجنوبي' منذ يونيو 2020، الأمر الذي أدّى إلى ارتفاع نسبة البطالة بصورة متزايدة، نظراً لإغلاق أهم مورد من الموارد الاقتصادية للجزيرة، بالإضافة إلى الأضرار التي لحقت بقطاع صيد الأسماك والزراعة ورعي وتغذية الحيوانات.
وأدرجت منظّمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في عام 2008 أرخبيل سقطرى الواقع في المحيط الهندي على قائمة التراث العالمي. ويتكوّن الأرخبيل من ستجزر وسبع جزر صخرية صغيرة.
وعلى الرغم من أن الجزيرة ومساحتها 3650 كيلو متراً مربّعاً ترقى إلى أن تكون جنة في الأرض، لكنها تواجه تحديات جمّة، يأتي في مقدّمتها الفقر المتزايد في ظل الصراع القائم.
ولم يقف الأمر عند ذلك فحسب، فالجزيرة تعاني من شحّة المياه، وخاصةً في المناطق الريفية، إضافة إلى الأعاصير المدارية التي تضربها خلال فصل الرياح الموسمية.
ومن المتوقّع أن يزداد الأمر سوءاً مع تزايد الآثار الناتجة عن التغيّر المناخي، وهو ما قد يتسبّب بفقدان سكان الجزيرة وعددهم يزيد على 200 ألف شخص لمصادر عيشهم.
ويؤكد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تقرير- اطّلعت عليه عمان'- أن سكان جزيرة سقطرى يعانون من العزلة والعواصف والفيضانات في ظل ظروف مناخية غاية في الصعوبة.
ويضيف 'عندما يتوقّف هطول الأمطار تعاني الجزيرة من جفاف هائل. وتعتبر خزّانات المياه شريان الحياة لسكان جزيرة سقطرى في موسم الجفاف. بينما تمثّل خزّانات المياه المكشوفة خطراً على المجتمعات المحلية مثل الأطفال والحيوانات الذين يسقطون فيها بسهولة، الأمر الذي يؤدّي إلى تلوّث المياه والتسبّب بحالات وفاة'.
ويوضّح التقرير أن الفيضانات الناتجة عن الإعصار المداري الكارثي في العام 2018 تسبّبت فيغرق العديد من المناطق في جزيرة سقطرى، ما أدّى إلى تدمير الممتلكات بمعدّلات تفوق الجهود المطلوبة للتعافي. ولم تكن الكثير من المجتمعات المحلية الريفية قادرة على السيطرة على حجم الأضرار التي استمرّت بعد وقوع الإعصار المداري.
وتنقسم سقطرى إدارياً إلى مديريتين هما حديبو وقلنسية وعبد الكوري، وكانت مديريات المحافظة تتبع محافظة حضرموت (جنوب شرق اليمن) حتى ديسمبر عام 2013 عندما صدر قرار باستحداث محافظة أرخبيل سقطرى وعاصمتها حديبو.
وتعد شجرة 'دم الأخوين' بمنظرها وجذعها الكثير العقد، وخواصها العلاجية، واحدة من الملامح التي تتميّز بها الجزيرة. فهي العلامة التي تتوّج بها جزيرة سقطرى بدمها الراتينج الأحمر، ولا يوجد لها نظير في أية بقعة من بقاع الأرض.
ولكن حتى هذه العلامة السقطرية التي تعد أعجوبة من عجائب الطبيعة لم تكن بمنأى عن الحرب وأضرار الطبيعة، إذ أدّت الكوارث البيئية المتزايدة بما فيها الأعاصير المدارية والجفاف الخانق إلى انخفاض الدعم الدولي بسبب الحرب الدائرة، وإلى تناقص أعداد شجرة دم الأخوين في أرجاء الجزيرة.
وتقع جزيرة سقطرى على بعد 380 كيلو متراً من جنوب الجزيرة العربية، وهي تعني (جزيرة النعيم) باللغة السنسكريتية. وتعد الجزيرة وجهة هامة لشركات تنظيم الرحلات السياحية الدولية لمن يبحثون عن الاستمتاع بمشاهدة المناظر الخلابة والحيوانات والنباتات النادرة، ناهيك عن ممارسة هواية الغوص والتنزّه في الهواء الطلق. فسقطرى هي الجزيرة التي يهوى الجميع زيارتها لينعم بتنوّعها الطبيعي ومناظرها الخلابة.
ويقصدها السائحون في فصلي الخريف والربيع، حيث تتراوح درجة الحرارة فيها بين 18 و27 درجة مئوية ابتداءً من منتصف ديسمبر حتى مارس، وهي أفضل الأوقات لزيارتها والاستجمام في شواطئها ومياهها الصافية، والتوغّل في حدائقها المحلية الخلابة.
وخلّفت الفيضانات أضراراً جسيمة على الطرق الرئيسية المؤدّية إلى محمية حومهيل، وهذه ليست المرة الأولى التي يبذل فيها بعض القرويين، مثل سعد سالم، جهوداً لإصلاح الطريق، ولكنه يأمل أن تكون هذه المرة الأخيرة.
وكونه أحد العاملين في برنامج 'النقد مقابل العمل'، فقد التحق بالعمل برفقة 524 شخصاً من أبناء المجتمع المحلي لإصلاح شبكة الطرق المؤدّية إلى قريته. ويقول سعد سالم 'تتضرّر هذه الطريق الوعرة كلما هطلت الأمطار، ونقوم في العادة بإصلاحها بأيدينا دون استخدام أية معدّات آلية، حتى تظل الطريق سالكة للسيارات ونتمكّن من توصيل المواد الغذائية'.
ويقول علي سعد جمعان أحد مواطني جزيرة سقطرى 'لا يوجد سوى مرفق واحد لتقديم الرعاية الصحية في منطقتنا بأكملها ويقوم على تشغيله طبيب واحد ظل يعمل لسنوات عديدة على استقبال وعلاج جميع المرضى بمفرده. لكني آمل أن يتمكّن المرفق من تقديم المزيد من الخدمات في المستقبل، خاصةً للنساء الحوامل، حيث يتعيّن عليهن السفر إلى حديبو، عاصمة سقطرى، للحصول على الرعاية الصحية بصورة عاجلة. لكن بعض هؤلاء النساء يفقدن حياتهن أثناء الذهاب الى هناك'.
وتقع منطقة نوجد على بعد 85 كيلومتراً من عاصمة سقطرى، وتضم عدّة قرى صغيرة نائية يبلغ تعداد سكانها مجتمعة 18 ألف نسمة. ويعتمد سكان المنطقة بشكل كبير على صيد الأسماك والأعمال المؤقّتة، ولذا يعيشون باستمرار في ظروف صعبة حتى من قبل أن تشهد البلاد انقطاع الرواتب الحكومية والتضخّم الاقتصادي وجائحة فيروس كورونا المستجدّ (كوفيد19).
ويوجد أكبر مرفق رعاية صحي في منطقة بدهولة ثاني أكثر المناطق كثافة من حيث عدد السكان بعد حديبو، وتضم 15 قرية (تتكوّن كل منها من 100 إلى 300 شخص). ومع ذلك، لا يوجد بهذا المرفق الصحي خدمات الطوارئ والتوليد وأمراض النساء وخدمات تغذية الأطفال ولا يوجد به حتى مختبر طبي. كما يعاني المرفق من نقص حاد في الموظّفين، الأمر الذي جعل من الصعب الحصول على الرعاية الوقائية والتشخيص الاعتيادي في هذا المرفق الصحي.
تركت الحرب التي نشبت في اليمن في مارس من العام 2015، على جزيرة سقطرى أكبر الجزر اليمنية أثراً واضحاً، إذ أدّى تعليق الرحلات الجوية إلى الجزيرة إلى عزلها وتراجعا لأفواج السياحية.
وكانت السياحة هي العمود الفقري لاقتصاد الجزيرة التي يسيطر عليها 'المجلس الانتقالي الجنوبي' منذ يونيو 2020، الأمر الذي أدّى إلى ارتفاع نسبة البطالة بصورة متزايدة، نظراً لإغلاق أهم مورد من الموارد الاقتصادية للجزيرة، بالإضافة إلى الأضرار التي لحقت بقطاع صيد الأسماك والزراعة ورعي وتغذية الحيوانات.
وأدرجت منظّمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في عام 2008 أرخبيل سقطرى الواقع في المحيط الهندي على قائمة التراث العالمي. ويتكوّن الأرخبيل من ستجزر وسبع جزر صخرية صغيرة.
وعلى الرغم من أن الجزيرة ومساحتها 3650 كيلو متراً مربّعاً ترقى إلى أن تكون جنة في الأرض، لكنها تواجه تحديات جمّة، يأتي في مقدّمتها الفقر المتزايد في ظل الصراع القائم.
ولم يقف الأمر عند ذلك فحسب، فالجزيرة تعاني من شحّة المياه، وخاصةً في المناطق الريفية، إضافة إلى الأعاصير المدارية التي تضربها خلال فصل الرياح الموسمية.
ومن المتوقّع أن يزداد الأمر سوءاً مع تزايد الآثار الناتجة عن التغيّر المناخي، وهو ما قد يتسبّب بفقدان سكان الجزيرة وعددهم يزيد على 200 ألف شخص لمصادر عيشهم.
ويؤكد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تقرير- اطّلعت عليه عمان'- أن سكان جزيرة سقطرى يعانون من العزلة والعواصف والفيضانات في ظل ظروف مناخية غاية في الصعوبة.
ويضيف 'عندما يتوقّف هطول الأمطار تعاني الجزيرة من جفاف هائل. وتعتبر خزّانات المياه شريان الحياة لسكان جزيرة سقطرى في موسم الجفاف. بينما تمثّل خزّانات المياه المكشوفة خطراً على المجتمعات المحلية مثل الأطفال والحيوانات الذين يسقطون فيها بسهولة، الأمر الذي يؤدّي إلى تلوّث المياه والتسبّب بحالات وفاة'.
ويوضّح التقرير أن الفيضانات الناتجة عن الإعصار المداري الكارثي في العام 2018 تسبّبت فيغرق العديد من المناطق في جزيرة سقطرى، ما أدّى إلى تدمير الممتلكات بمعدّلات تفوق الجهود المطلوبة للتعافي. ولم تكن الكثير من المجتمعات المحلية الريفية قادرة على السيطرة على حجم الأضرار التي استمرّت بعد وقوع الإعصار المداري.
وتنقسم سقطرى إدارياً إلى مديريتين هما حديبو وقلنسية وعبد الكوري، وكانت مديريات المحافظة تتبع محافظة حضرموت (جنوب شرق اليمن) حتى ديسمبر عام 2013 عندما صدر قرار باستحداث محافظة أرخبيل سقطرى وعاصمتها حديبو.
وتعد شجرة 'دم الأخوين' بمنظرها وجذعها الكثير العقد، وخواصها العلاجية، واحدة من الملامح التي تتميّز بها الجزيرة. فهي العلامة التي تتوّج بها جزيرة سقطرى بدمها الراتينج الأحمر، ولا يوجد لها نظير في أية بقعة من بقاع الأرض.
ولكن حتى هذه العلامة السقطرية التي تعد أعجوبة من عجائب الطبيعة لم تكن بمنأى عن الحرب وأضرار الطبيعة، إذ أدّت الكوارث البيئية المتزايدة بما فيها الأعاصير المدارية والجفاف الخانق إلى انخفاض الدعم الدولي بسبب الحرب الدائرة، وإلى تناقص أعداد شجرة دم الأخوين في أرجاء الجزيرة.
وتقع جزيرة سقطرى على بعد 380 كيلو متراً من جنوب الجزيرة العربية، وهي تعني (جزيرة النعيم) باللغة السنسكريتية. وتعد الجزيرة وجهة هامة لشركات تنظيم الرحلات السياحية الدولية لمن يبحثون عن الاستمتاع بمشاهدة المناظر الخلابة والحيوانات والنباتات النادرة، ناهيك عن ممارسة هواية الغوص والتنزّه في الهواء الطلق. فسقطرى هي الجزيرة التي يهوى الجميع زيارتها لينعم بتنوّعها الطبيعي ومناظرها الخلابة.
ويقصدها السائحون في فصلي الخريف والربيع، حيث تتراوح درجة الحرارة فيها بين 18 و27 درجة مئوية ابتداءً من منتصف ديسمبر حتى مارس، وهي أفضل الأوقات لزيارتها والاستجمام في شواطئها ومياهها الصافية، والتوغّل في حدائقها المحلية الخلابة.
وخلّفت الفيضانات أضراراً جسيمة على الطرق الرئيسية المؤدّية إلى محمية حومهيل، وهذه ليست المرة الأولى التي يبذل فيها بعض القرويين، مثل سعد سالم، جهوداً لإصلاح الطريق، ولكنه يأمل أن تكون هذه المرة الأخيرة.
وكونه أحد العاملين في برنامج 'النقد مقابل العمل'، فقد التحق بالعمل برفقة 524 شخصاً من أبناء المجتمع المحلي لإصلاح شبكة الطرق المؤدّية إلى قريته. ويقول سعد سالم 'تتضرّر هذه الطريق الوعرة كلما هطلت الأمطار، ونقوم في العادة بإصلاحها بأيدينا دون استخدام أية معدّات آلية، حتى تظل الطريق سالكة للسيارات ونتمكّن من توصيل المواد الغذائية'.
ويقول علي سعد جمعان أحد مواطني جزيرة سقطرى 'لا يوجد سوى مرفق واحد لتقديم الرعاية الصحية في منطقتنا بأكملها ويقوم على تشغيله طبيب واحد ظل يعمل لسنوات عديدة على استقبال وعلاج جميع المرضى بمفرده. لكني آمل أن يتمكّن المرفق من تقديم المزيد من الخدمات في المستقبل، خاصةً للنساء الحوامل، حيث يتعيّن عليهن السفر إلى حديبو، عاصمة سقطرى، للحصول على الرعاية الصحية بصورة عاجلة. لكن بعض هؤلاء النساء يفقدن حياتهن أثناء الذهاب الى هناك'.
وتقع منطقة نوجد على بعد 85 كيلومتراً من عاصمة سقطرى، وتضم عدّة قرى صغيرة نائية يبلغ تعداد سكانها مجتمعة 18 ألف نسمة. ويعتمد سكان المنطقة بشكل كبير على صيد الأسماك والأعمال المؤقّتة، ولذا يعيشون باستمرار في ظروف صعبة حتى من قبل أن تشهد البلاد انقطاع الرواتب الحكومية والتضخّم الاقتصادي وجائحة فيروس كورونا المستجدّ (كوفيد19).
ويوجد أكبر مرفق رعاية صحي في منطقة بدهولة ثاني أكثر المناطق كثافة من حيث عدد السكان بعد حديبو، وتضم 15 قرية (تتكوّن كل منها من 100 إلى 300 شخص). ومع ذلك، لا يوجد بهذا المرفق الصحي خدمات الطوارئ والتوليد وأمراض النساء وخدمات تغذية الأطفال ولا يوجد به حتى مختبر طبي. كما يعاني المرفق من نقص حاد في الموظّفين، الأمر الذي جعل من الصعب الحصول على الرعاية الوقائية والتشخيص الاعتيادي في هذا المرفق الصحي.