35
35
الثقافة

مونيكا فاردي... فنانة تشكيلية ألمانية مسكونة بالسفر والترحال وسحر الفنون الإفريقية

22 أبريل 2021
22 أبريل 2021

الأقصر- «د.ب.أ»: مونيكا فاردي.. فنانة تشكيلية ألمانية، طافت العالم، ثم استقر بها المقام في مصر، حيث اختارت مدينة الأقصر الغنية بمعابد ومقابر ملوك وملكات ونبلاء مصر القديمة، لتكون سكنا دائما لها.

وتمارس «فاردي» التي تُعرف بين المصريين باسم مُنى فنون الرسم وتقدم عبر معرضها الذي استضافه أخيراَ جاليري نون للفنون في البر الغربي لمدينة الأقصر التاريخية في صعيد مصر لوحات تغمرها الألوان المفعمة بالحيوية، وتسيطر عليها ملامح المدرسة التجريدية، بجانب مجموعة لوحات رسمت على القماش، حملت في خطوطها وألوانها رؤيتها الفنية الخاصة، وتأثرها بسحر وغموض إفريقيا، وفنونها، وبنهر النيل الخالد، الذي استوحت منه الكثير من أعمالها الجديدة.

وتسمح لوحاتها القماشية بأن يتجول المشاهد بين خطوطها وألوانها التي تتفجر في طبقات مشبعة من النسيج واللون الأزرق الذي يرمز لمياه لنهر النيل... بجانب تكوينها مجسمات فنية مستوحاة من فنون بلدان القارة الإفريقية... حيث أقامت عدة معارض فنية في كل من ألمانيا وفرنسا، نقلت من خلالها مدى تأثرها بفنون إفريقيا، وبنهر النيل وبمعالم وآثار مصر القديمة للجمهور الأوربي.

الفنانة التشكيلية الألمانية، مونيكا فاردي، روت لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) تفاصيل بعض المحطات في مسيرتها الفنية، التي طافت خلالها بلدان العالم، إلى أن استقرت بالبر الغربي لمدينة الأقصر المصرية، منذ أربع سنوات مضت، مشيرة إلى أنها وجدت في مصر المكان الذي تبحث عنه، ووصفت مصر بأنها تمثل لوحة فنية جميلة يتوسطها نهر النيل الخالد، والخضرة على جانبيه، وأوضحت بأنها تشعر بأن مصر هي بيتها الذي كانت تبحث عنه في رحلاتها العديدة ببلدان العالم.

ولفتت إلى أن انبهارها بإفريقيا وفنونها، ربما يعود إلى أن الفنون الأفريقية لا تزال تحتفظ بملامحها البدائية، وقالت: إن رحلاتها المتكررة إلى القارة السمراء، زارت خلالها الكثير من بلدان إفريقيا، مثل السنغال، وكوت ديفوار، وموزمبيق، وجنوب إفريقيا، وغينيا، وأن ما شاهدته من فنون إفريقية، تمثل بالنسبة لها بداية الكون، لما فيها من سحر وغموض، وملامح بدائية لم تتأثر بالحياة المعاصرة، أو الحداثة التي طالت الفنون وكل تفاصيل الحياة اليومية للبشر، وهي أمور جعلتها أكثر ارتباطا وتأثرا بفنون القارة السمراء، فيما وجدت في الفن المصري القديم، المنتشر وسط مقابر ومعابد ملوك وملكات ونبلاء مصر القديمة في مدينة الأقصر، فن يوجد به كل العناصر الفنية التي نجدها في اليوم في الفنون التشكيلية المعاصرة، وهو فن يمنحها قوة خاصة وشعورا مختلفا عن تلك الفنون التي شاهدتها خلال جولاتها ببلدان قارة إفريقيا.

«مونيكا» التي درست فنون تصميم الأزياء تعشق ملمس النسيج، وهو الأمر الذي يظهر جليا في لوحاتها المرسومة على القماش، وكثيرا ما توظف أعمالها الفنية في الدفاع عن قضايا المرأة، وهي تؤمن بقدرة المرأة على قيادة العالم، وتبشر في لوحاتها ومجسماتها الفنية، بعودة المرأة لتكون في المقدمة، وهي تؤكد على أن المرأة أول كائن تم تأليهه وعبادته، وفي أعمالها العديد من الأفكار النسوية، والرسائل الرمزية، التي تبدوا فيها أكثر قربا من المرأة ومن قضاياها.

وبحسب سيد قناوي، مسؤول المعارض بجاليري نون للفنون، فإن الأعمال التشكيلية ذات الملامح الإفريقية لمونيكا فاردي، يلاحظ أنها تتقمص من خلالها روح الفنان الإفريقي الذي يقدم فنا طقسيا، يحمل في تفاصيله الكثير من السحر والغموض، فتتلاعب بالألوان، فيما تحمل لوحاتها تعبيرات وخطوطا وألوانا رقيقة، فيما تحمل تماثيلها ومجسماتها الفنية المستوحاة من روح إفريقيا تعبيرات صارخة، وفى مجمل أعمالها تجد دعوة إلى التفكير والتأمل في الطبيعة وفى البشر، ومحاولة لاستنطاق الحيوان.

يذكر أن البر الغربي لمدينة الأقصر التاريخية، بصعيد مصر، الذي اختارته الفنانة التشكيلية البريطانية، مونيكا فاردي، سكنا لها، بات مركزا للتعايش بين مواطنين من مختلف البلدان والثقافات، وذلك بحسب أيمن أبو زيد، رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية.

وتلك المنطقة التي تضم بين جنباتها مئات المقابر وعشرات المعابد المصرية القديمة، والتي تضم مئات الجداريات والمنحوتات والتماثيل، التي زين بها الفنان المصري القديم جدران وأسقف وأعمدة المقابر والمعابد التي شيدها ملوك وملكات ونبلاء ونبيلات مصر القديمة، قبل أكثر من 3500 عام، صارت اليوم مكانا يفد إليه فنانون من كل أنحاء العالم، لممارسة فنونهم التشكيلية، واستلهام لوحاتهم ومنحوتاتهم من المعالم الأثرية في المنطقة، ومن الطبيعة الساحرة التي تتفرد بها.

كما صارت المنطقة بحسب أيمن أبو زيد رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية تضم بين جنباتها العديد من قاعات العرض الفني، التي تستضيف المعارض التشكيلية على مدار العام.