89 (6)
89 (6)
عمان اليوم

د.أميرة الخروصية: فقدان 5% إلى 10% من الوزن يقلل مضاعفات مرض السمنة

22 أبريل 2021
22 أبريل 2021

لأسباب فسيولوجية.. النساء أكثر عرضة لزيادة الوزن من الرجال -

التغيير البسيط في الوزن يزيد فرص الشفاء من كوفيد-19 -

ـ التعرض للتنمر والقلق والاكتئاب من أضرار السمنة النفسية على الأطفال -

ـ قلة النشاط الحركي وضعف التركيز والبلوغ المبكر ناتجة عن السمنة لدى الأطفال -

ـ لا يوجد نمط غذائي مثالي يلائم الجميع والغذاء المتوازن هو الأفضل -

ـ تكدس الدهون بمنطقة الخصر مرتبط بأمراض السكري والضغط وارتفاع الكولسترول -

كتبت - خالصة بنت عبدالله الشيبانية -

تصوير - فيصل البلوشي -

أبرزت المؤشرات الأخيرة انتشار السمنة بمعدلات عالية في السلطنة، وأظهرت أن نسبة 30% من العمانيين يعانون من الوزن الزائد وأن 36% منهم يعانون من السمنة، وبيّنت الدكتورة أميرة بنت ناصر الخروصية، اختصاصية طب سمنة بالمركز الوطني لعلاج أمراض السكري والغدد الصماء بالمستشفى السلطاني، أن المعدل في تصاعد مستمر بالمقارنة بالأعوام الماضية، إذا لم يتلاف الفرد الذي يعاني من الوزن الزائد درجة الوصول إلى مرحلة السمنة، ويدرك مؤشرات زيادة الوزن ويراقب وزنه بشكل دوري ويتخذ الخطوات اللازمة في تغيير نمط الحياة اليومي من خلال الاستعانة بالطبيب لمعرفة أسباب زيادة الوزن والالتزام بالتغذية السليمة والنشاط البدني، وكذلك اللجوء إلى الأدوات الطبية التي تساهم في إنقاص الوزن إن استدعى الأمر ذلك، وأكدت الخروصية أن نقصان 5 إلى 10% من كتلة الجسم للفرد من شأنه المساهمة في علاج العديد من الأمراض المصاحبة لزيادة الوزن والتي من بينها السكري والضغط وارتفاع الكولسترول وآلام الظهر والمفاصل، كما أكدت أن النساء أكثر عرضة لزيادة الوزن من الرجال وذلك لأسباب فسيولوجية، حيث أوضحت أن نسبة العضلات ومعدل حرق الجسم عند النساء أقل مقارنة بالرجال، وكذلك هو الحال عند محاولة إنقاص الوزن لدى الجنسين، فالرجال أسرع في نزول الوزن مقارنة بالنساء، إضافة إلى أسباب أخرى تؤدي إلى زيادة الوزن لدى النساء كالحمل المتكرر وعدم فقدان الوزن بعد الولادة، وخلل الهرمونات بعد انقطاع فترة الطمث، وهذه كلها عوامل تساهم في زيادة الوزن لدى النساء. علاقة السمنة بالإغلاق وفي نفس النطاق أكدت الخروصية وجود علاقة بين السمنة وفترة الحظر والإغلاق، حيث أشارت إلى وجود الكثير من الدراسات التي نُشرت مؤخرا، والتي قامت بدراسة سلوكيات الفرد الغذائية والصحية أثناء فترة الحظر والإغلاق،‏ وأوضحت تلك الدراسات أن هناك تأثيرا سلبيا على سلوكيات الأفراد مما أدى إلى زيادة الوزن خلال تلك الفترة، وذكرت أن من بعض السلوكيات التي تم ملاحظتها هو الإفراط في الأكل غير الصحي الذي يكون سببه عادة القلق والخوف، وكذلك قلة الحركة و اختلال روتين الحياة اليومي و قلة النوم، وأشارت الخروصية إلى ضرورة الالتزام بروتين يومي خلال هذه الفترة لا يختلف عن نظام الأيام العادية في غير فترة الحظر، وإعداد الطعام في المنزل قدر الإمكان وممارسة الرياضة المنزلية وتجنب السهر، إضافة إلى الحرص على أخذ القسط الكافي من النوم يوميا. وأضافت إلى حديثها أن الدراسات أظهرت مؤخرا أن الأشخاص المصابين بالسمنة هم الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات كوفيد-١٩ مقارنة بالأشخاص ذوي الأوزان الطبيعية، وذلك من حيث نسبة دخولهم إلى المستشفى واحتياجهم للعناية المركزة وهم يعتبرون من الفئات الأكثر تضررا في هذه الجائحة، ونوّهت الخروصية لمن يعانون من الوزن الزائد أو السمنة أن أي تغيير بسيط في الوزن يصاحبه نتيجة إيجابية في التقليل من المضاعفات وتحسين فرص الشفاء من كوفيد-19، وأشارت الخروصية إلى ارتباط السمنة بعدة أمراض من أهمها السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكولسترول أو ما يعرف بالمتلازمة الأيضية، وأشارت كذلك إلى وجود علاقة وثيقة بين ارتفاع كتلة الجسم والإصابة بالسرطان لا سيما سرطان القولون والكلى والثدي والرحم. بداية مرحلة السمنة وقالت الخروصية أن ‏السمنة تعتبر واحدة من الأمراض المزمنة وعند ارتفاع كتلة الجسم لمرحلة السمنة يعاني الشخص من بداية مضاعفات السمنة، ومنها آلام المفاصل وأسفل الظهر، وانقطاع النفس أثناء النوم أو صعوبة النوم والحركة وحرقة المعدة والتعب والإرهاق عند القيام بأي مجهود جسدي وفي بعض الحالات القلق و الاكتئاب، كلها أعراض مؤشرة إلى زيادة كتلة جسم الشخص وبداية تأثيرها على صحته الجسدية و النفسية. السمنة لدى الأطفال ودعت الخروصية إلى ضرورة مراقبة أولياء الأمور لزيادة الوزن لدى أطفالهم، والحرص على اتباع نمط حياة صحي والابتعاد عما من شأنه أن يضاعف من زيادة الوزن كنوعية الأطعمة والأغذية ومنها الوجبات السريعة والمصنعة وكثرة استخدام الأجهزة الإلكترونية وقلة الحركة والنشاط اليومي، وأشارت إلى ضرورة اتباع توصيات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال للحد من السمنة وهي الإكثار من تناول الخضار والفواكه إلى خمس حصص يوميا، وتجنب تناول العصائر والمشروبات الغازية و تعويضها بالماء والحليب، والحد من استخدام الأجهزة الإلكترونية لأكثر من ساعتين في اليوم والالتزام بالأنشطة الرياضية أو اللعب لمدة لا تقل عن ساعة يوميًا وتجنب كلياً تناول المشروبات المحلاة، كما أشارت إلى أن ازدياد السمنة في الأطفال مؤخرا بمرور السنوات قد يؤثر على الأطفال جسديًا وصحيا كقدرة الطفل على الحركة، واللعب والنوم وضعف التركيز والأداء المنخفض في الدراسة و البلوغ المبكر، و كذلك الإصابة بالأمراض المزمنة مبكرا كالسكري وارتفاع الكولسترول وارتفاع ضغط الدم، وحذرت من الأضرار النفسية للسمنة على الأطفال والتي من بينها التعرض للتنمر في محيط المدرسة أو المنزل وكذلك القلق والاكتئاب، وقالت إن السمنة في الأطفال عادة ما تستمر إلى ما بعد البلوغ مستقبلا. بناء الطبق الصحي ونصحت الخروصية بأهمية اتباع نمط حياة صحي يشمل الغذاء المتوازن والنشاط البدني ‏والنوم الكافي والابتعاد عن مسببات القلق والتحكم في الضغوطات الحياتية، وقالت إن الأنماط الغذائية الصحية الملائمة تختلف من شخص لأخر، وأضافت أنه لا يوجد نمط غذائي مثالي يلائم الجميع، فهناك النظام الغذائي قليل الكربوهيدرات وآخر قليل الدهون وكثير البروتين وهناك النظام القليل السعرات، ولم يثبت علميًا أياً منها هو الأفضل، وقالت إن الغذاء المتوازن الذي يحتوي على جميع الوحدات الغذائية باعتدال هو ما تنصح به معظم منظمات التغذية الصحية، وأوضحت أن النظام المتوازن يتكون من كمية عالية من الخضار والفواكه وكمية متوازنة من الكربوهيدرات المعقدة و الكاملة، ونصحت بالابتعاد عند الدهون المشبعة واستبدالها بالدهون غير المشبعة وأن يحتوي الغذاء على كمية متوازنة من البروتين. وأضافت أنه على الرغم من تعدد الأنماط الغذائية إلا أن جميعها تعتمد على أساسيات مشتركة وهي الابتعاد عن تناول المأكولات السريعة والأطعمة المصنعة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة والصوديوم والكربوهيدرات المكررة والسكر والابتعاد عن المشروبات المحلاة بجميع أنواعها. وأشارت إلى اختلاف الوزن الطبيعي لكل شخص، حيث ذكرت أن الوزن الطبيعي لا يحدده رقم معين و لكن تحدده صحة الفرد، بحيث يكون خاليا من أعراض زيادة الوزن ومن مضاعفات السمنة، كما تطرقت إلى ذكر دور النشاط البدني فهو ليس لفقدان الوزن فقط ولكن لتحسين صحة وأداء وظائف القلب والأوعية الدموية وتحسين النوم والتقليل من الضغوطات النفسية. إجراءات المركز وتطرقت الخروصية خلال لقاء "عُمان" معها إلى آلية العمل والإجراءات المتبعة في المركز الوطني للسكري والغدد الصماء بالمستشفى السلطاني، حيث أوضحت أنه يتم تحويل مرضى السمنة إلى المركز، بعد تقييمهم من قبل طبيب العائلة أو طبيب الغدد الصماء، وقالت إن عيادة السمنة تقوم في المركز بتقييم المريض ومعرفة أسباب زيادة الوزن والأمراض المصاحبة للسمنة وبعدها يتم تحديد خطة علاج تناسب المريض، وقالت إن الفريق في المركز يتكون من طبيب أخصائي أو استشاري في علاج السمنة، وممرضة السمنة وأخصائي التغذية والعلاج الطبيعي والأخصائي السلوكي، وقالت إن الخطة العلاجية تبدأ بتعريف المريض بأسباب زيادة الوزن وعلاج الأمراض المصاحبة له كالسكري والضغط وغيرها، وبعد تقييمه من قبل الفريق يتم اختيار أسلوب التغذية والبرنامج الرياضي المناسب للمريض، وفي بعض الأحيان وفي حالات معينة كالسكري، قالت: "نقوم باستخدام بعض الأدوية التي تساعد على إنزال الوزن، وفي حالة عدم استجابة المريض للعلاج أو لأسباب أخرى يحددها الاستشاري ننصح المريض بالعلاج الجراحي للسمنة ويتم تقييمهم ومتابعتهم من قبل الفريق في المركز وكذلك الفريق الجراحي وذلك قبل وبعد التدخل الجراحي لعمليات السمنة". جهاز تحليل كتلة الجسم وشرحت الخروصية طريقة عمل الأجهزة التي يستخدمها المركز وآليات العمل، حيث ذكرت أن جهاز تحليل الجسم أو تحليل كتلة الجسم يقوم بتحليل نسبة العضلات والدهون ونسبة السوائل، وأماكن توزيعها في الجسم وقالت إن المهم في الجهاز هو تحديد نسبة تركيز الدهون فإذا كانت في منطقة الخصر وهي من المناطق التي إذا تجمعت فيها الدهون يصاحبها أمراض عدة كالسكري والضغط وارتفاع الكولسترول، حيث أوضحت أنه يتم متابعة نزول نسبة الدهون في هذه المنطقة ومعدل حرق الجسم لها، وقالت إن الخطة العلاجية تكمن في كمية الأكل، حيث أوضحت أن معدل السعرات التي يأكلها الإنسان في اليوم يجب أن تكون أقل من معدل حرق الجسم للوصول للنقصان المطلوب في الوزن، وذكرت الخروصية أن المريض يمر في المركز بثلاث مراحل تشمل فحوصات الدم، وأشارت إلى الأساليب التي يستخدمها أخصائيو التغذية في غرفة التغذية والتثقيف بالمركز مثل التعريف بطريقة قراءة الملصقات الغذائية والوحدات الغذائية في الوجبة الواحدة، وكيفية التحكم فيها، وطريقة التغذية الصحيحة بشكل عام، كما أشارت إلى وجود غرفة للرياضة والأجهزة الرياضية داخل المركز، لتعريف المرضى بأنواع الرياضات التي يمكن ممارستها من خلال تقييم العلاج الطبيعي، ومعرفة الأجهزة المناسبة لحالتهم الصحية، خاصة إذا كانوا يعانون من التهاب المفاصل أو آلام في الظهر جراء السمنة.