بثثصب
بثثصب
روضة الصائم

المقيمي يتحدث عن أجواء رمضان بين الماضي والحاضر في طيوي: كنا نقضي مساءاتنا في العبادة و قراءة بعض الكتب الفقهية والقصص التاريخية

22 أبريل 2021
22 أبريل 2021

حاوره ـ سعيد القلهاتي:

كم هي جميلة أيامك ولياليك يا شهر الخير والرحمة، وكم هو الاشتياق كبير لرمضان الماضي - كلمات ذكرها أحمد بن محمد بن راشد المقيمي أحد كبار السن من نيابة طيوي وتحديدا من سكان قرية ميبام قائلا:

إنَّ لشهر رمضان المبارك ذكريات جميلة يحتفظ بها كبار السن في نيابة طيوي التابعة لولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية ويختزلونها في مخيلتهم و شهر رمضان المبارك هو شهر فرض الله عز وجل فيه الصيام على عباده، وصوم رمضان كما هو معروف هو الركن الرابع من أركان الإسلام، وكأداء لهذه الفريضة من صيام وقيام فإنه ليس فيه أي اختلاف عن أي زمن آخر ولكن الاختلاف هنا يكمن في بعض العادات والأعراف والتقاليد التي كادت أن تنقرض في زمننا هذا.

واسترسل في حديثه قائلا: في الزمن السابق لم يكن هناك أي وجود لواقع بعض الشباب والشابات الذين يقضون يومهم بالنوم الطويل ففي السابق وبعد صلاة الفجر لا تجد من كان يعود للنوم ثانية، فالرجل يذهب لعمله سواء أكان في مجال البحر أو الزراعة أو التجارة أو لمزاولة الأعمال المهنية مثل الأعمال الفضية أو مهن السعفيات، والمرأة كذلك تذهب لعملها إما في الرعي أو إلى فلوات السيوح والجبال لجلب الحطب أو حقول الزراعة لمساعدة الزوج أو الأب أو الأخ، وهكذا يمضي عليهم نهار رمضان وسط عمل دؤوب مبتغين بذلك كسب قوت يومهم جامعين بين غاية العمل في الحياة اليومية ومتطلعين إلى ثواب الله في الآخرة.

وعن كيفية قضاء ليالي رمضان يتحدث أحمد المقيمي: إنَّ ليالي رمضان كانت ليالي جميلة جداً فهي كما يعهدها الجميع تبدأ مع رفع آذان المغرب مروراً بتناول وجبة الإفطار فرادى أوجماعات ثم أداء صلاة المغرب ثم تناول وجبة العشاء ومن ثم أداء صلاة التراويح وانتهاءً بقضاء فترة "الرمسة" كما تُسمى هنا في طيوي

و قبيل آذان المغرب يتوجه غالبية الرجال مصطحبين معهم الشيء اليسير من الأكل إلى مساجد الحارات فيجتمعون على مائدة الإفطار الجماعي سواء أكان الذي أحضروه بأنفسهم أو ما يُؤتى به من الفطرة التي عادة ما يتم إخراجها في المساجد فيتناولون الإفطار ثم تؤدى صلاة المغرب ثم يعود الرجال إلى منازلهم لتناول العشاء ثم يعودون مرة أخرى للمساجد لأداء صلاة العشاء والتراويح، بعد ذلك يقضون وقتاً من الليل بين متبادل لحديث وبين قراءة بعض الكتب الفقهية والقصص التاريخية وغيرها حتى يحين وقت الخلود إلى الراحة والنوم، وهكذا تمضي عليهم أيام وليالي شهر رمضان المبارك وسط هذه الطقوس والبرامج والفعاليات الروحانية.

وعن شهر رمضان في هذا الوقت تحدث المقيمي: حقيقة إنَّ شهر رمضان الفضيل في هذا الزمن اختلف وضعه اختلافاً كبيراً عما كان عليه الأمر في العهود السابقة فقد اختفت عادات و تقاليد كان يزاولها الناس في الأزمان الماضية، وما زاد الأمر سوءا هو ما فرضته ظروف جائحة كورونا (كوفيد١٩) خلال هذين العامين والتي ألقت بظلالها على كثير من نواحي الحياة والتي وجب معها الامتثال لقرارات اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية تداعيات هذه الجائحة فانعدمت اللقاءات والتجمعات على موائد الإفطار ومنع أداء صلوات الجماعة في المساجد الصغيرة وصولا للتراويح هذا كله أدى إلى غياب هذه الممارسات التي كانت تمارس في هذا الشهر الفضيل خلال الأعوام السابقة