oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

ثقافة غريبة عن مجتمعنا

19 أبريل 2021
19 أبريل 2021

تنتشر في مجتمعنا ثقافة السلبية، وهي ثقافة غريبة على المجتمع العماني لم يعهدها من قبل. إذ كان العماني على الدوام صاحب ثقافة إيجابية، ومتفائلا، ومتفاعلا مع ما حوله، وقادرا على صناعة واقع مختلف وفق ما يطمح إليه.

واستطاع أن يبني هذه الدولة العظيمة بالنحت على الصخر الصلد حينا وتليين الجبال الشامخات حينًا آخر، وترويض الصحاري القاحلة وتحويلها إلى واحات غناء.

ونستطيع أن نكتشف توجهات الشخصية العمانية عبر التاريخ من خلال المنجز الحضاري الذي حققته عبر الحقب الطويلة ففيه دروس وعبر تكفينا لو وعينها، كما نستطيع أن ننظر إلى التأسيس الحديث للدولة العمانية لنرى الجهد الذي تحقق والأمل الذي تمسك به الناس حتى يصلوا إلى ما وصلت إليه عمان اليوم.

فلو كان العمانيون يعتنقون ثقافة السلبية التي تنتشر لدى البعض اليوم ما كان لهم أن يحققوا كل ما تحقق، وما كانت عمان قد أصبحت في المكانة التي هي عليها.

لقد ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في صناعة هذه الثقافة الدخيلة علينا، وغذتها، ونشرتها بشكل كبير، ولذلك انتشر التذمر، وانتشر الإحباط.

وهذه ظاهرة غير صحية تتطلب تغييرا منظما بدءًا من المنزل وليس انتهاء بالجامعات التي تعيد صناعة وعي المجتمع عبر أدواتها الحقيقية. على أن هذه الثقافة إذا وصلت في كل مكان فإنها لا يجب أن تصل إلى الجامعات، منارات العلم والتنوير، لأن وصولها إلى هناك مؤشر خطر عظيم يحتاج إلى تدخل عميق لاستئصاله.

وإذا كانت عُمان تعيش عهدًا جديدًا يحمل الكثير من الإصلاح الذي يتناغم مع المرحلة الجديدة ومعطياتها فإن جزءًا من ذلك الإصلاح لا بد أن يكون في إعادة بناء الثقافة الإيجابية وثقافة التفاؤل والثقة المتبادلة.

كما تحتاج المرحلة إلى ردم أي هوة كانت موجودة بين الفرد وبين مؤسسات الدولة. على أن مبدأ الشفافية الذي نراه خلال المرحلة الماضية يسير في هذا الاتجاه، لكن تلك الشفافية تحتاج إلى تفاعل ودعم لاستمرارها.

وعُمان بلد عظيم ولديه من الرصيد الحضاري ما يجعله قادرًا على تجاوز كل التحديات وتحويل المحن إلى منح مثمرة وفرص خلاّقة.