657897
657897
عمان اليوم

د. أحمد البوسعيدي: السكري والفشل الكلوي المزمن وأمراض القلب قد تمنع المريض من الصيام

16 أبريل 2021
16 أبريل 2021

إمكانية الصيام تعتمد على قرار الطبيب المعالج -

أدوية تتعلق بأمراض معقدة مثل أمراض السرطانات وأمراض القلب والجهاز التنفسي الجفاف أهم عامل يؤثر على المصابين بأمراض الكلى والسكري وفشل القلب اتباع نظام غذائي صحي خال من الكربوهيدات العالية والدهون الضارة والسكريات والمشروبات الغازية الانتظام على تناول الخضروات والفواكه والسوائل والتقليل من الأملاح لمرضى الضغط

كتبت - خالصة الشيبانية -

يستقبل الناس شهر رمضان وجميعهم متشوقون لصيامه وقيامه، ويتهيأون لأداء فروضهم كل حسب اهتماماته في الطعام والشراب والملبس، ولكن كيف يستقبل المرضى شهر رمضان، ما هي مضاعفات الصيام على المرضى؟ وكيف يبنون نظامهم الغذائي في رمضان، وكيف يساعد الصيام في الوقاية من الأمراض المزمنة، أجاب الدكتور أحمد بن سعيد البوسعيدي، استشاري طب الأسرة خلال لقائنا معه عن جميع التساؤلات وقال: إن الصيام مدرسة يتعلم منها الإنسان كيفية التحكم في النظام الغذائي والابتعاد عن المغريات من مختلف الأطعمة، وأكد خلال حديثه أن معظم الأمراض ناتجة عن زيادة الوزن، وأن ما نسبته 30% من المرضى في السلطنة لديهم زيادة في الوزن، و30% منهم يعانون من السمنة وقال: إن السبب الرئيسي لارتفاع نسبة الوزن الزائد والسمنة هو النظام الحياتي غير الصحي وفي مقدمتها النظام الغذائي السيئ والخمول البدني أو قلة النشاط البدني، فإذا تمكن الإنسان من تقليل كمية الطعام في رمضان فهو قادر على تقليله في باقي الشهور، وبالتالي المحافظة على وزن مثالي والابتعاد عن معظم الأمراض المزمنة والمصحوبة بارتفاع الوزن ومقاومة الأنسولين. إمكانية الصيام وأكد البوسعيدي أنه لا توجد قاعدة محددة لمن يمكنه الصيام أو لا وإنما يرجع هذا القرار للطبيب المعالج، وهذا يعتمد على حدة المرض وقدرة الشخص على التحمل، وقال: إن الطبيب لا ينصح عادة بالصوم للمرضى الذين يعانون من مرض السكري النوع الأول والنوع الثاني المعتمد على الأنسولين وغير المنتظم والمرأة الحامل التي تعاني من السكري وتحتاج إلى أخذ حقن الإنسولين وذلك بسبب صعوبة ضبط مستوى السكر أثناء الصوم خصوصا مع تغير النظام الغذائي في رمضان، حيث أوضح أن هؤلاء المرضى يكونون معرضين لانخفاض حاد في السكر أثناء النهار وارتفاع غير طبيعي بعد الإفطار، كما لا ينصح المرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي المزمن في مراحله الأخيرة بالصوم نظرا لارتفاع نسبة البوتاسيوم ومادة البوليا السامة في الدم وحاجة المريض للموازنه في شرب السوائل طوال اليوم وهذا لا يتأتى مع الصوم، كما أشار إلى أنه لا ينصح بأي حال صوم مرضى الفشل الكلوي المعتمد على الغسيل سواء الدموي أو البروتوني، أما المرضى الذين يحتاجون لتناول أدوية كل ٨ ساعات أو كل ١٢ ساعة بدقة مثل استخدام المضادات الحيوية والأدوية المضادة للمناعة وبعض أدوية مرض الصرع وأمراض القلب، وقال البوسعيدي: إن الطبيب يحاول عادة تغيير هذه الأدوية من ثلاث جرعات إلى جرعتين خلال شهر رمضان، ولكن أوضح أن هذا الخيار يكون غير متوفر للطبيب في كثير من الأحيان ولذلك يجب عليهم الفطر ثم القضاء إذا كان المانع مؤقتاً أو الإطعام إذا كان المانع مزمناً، وأشار إلى أنه يجب على المرضى أن لا يصروا على الصوم إذا كان الطبيب قد منعهم أو نصحهم بعدمه حتى لا يؤثر ذلك في أجسادهم. مضاعفات الصيام قسم الدكتور أحمد البوسعيدي المرضى إلى قسمين، وقال: إن القسم الأول يتأثر في شهر الصيام بسبب نقص السوائل واختلال النظام الغذائي والقسم الثاني يتأثر بعدم القدرة على تناول الأدوية في الأوقات المعتادة، حيث أوضح أن بعض المرضى يتناول الأدوية كل 8 ساعات لثلاث مرات في اليوم وهي أدوية خافضة للمناعة ومهمة جدا للمرضى، وأشار إلى ضرورة أخذ المريض لدوائه في الأوقات المحددة خصوصا المرضى الذين يتناولون أدوية تتعلق بأمراض معقدة مثل أمراض السرطانات وأمراض القلب والجهاز التنفسي، والذين يتوجب عليهم أخذ الأدوية بانتظام لأن الصيام المتواصل الممتد لـ 15 ساعة دون أخذ الأدوية في الأوقات الصحيحة قد يؤدي إلى تفاقم حالتهم، وبعض المرضى المصابين بالالتهابات وتتطلب حالتهم مضادات حيوية يجب تناولها بأوقات منتظمة والأشخاص الذين تتضاعف حالتهم باختلاف النظام الغذائي، وأكد البوسعيدي أن الجفاف أهم عامل مؤثر على أغلب الأمراض المزمنة في رمضان خصوصا المصابين بأمراض الكلى، حيث يحتاج المريض لشرب كميات كبيرة من الماء بصفة منتظمة في اليوم، كما أوضح تأثير الجفاف على الأمراض المزمنة الأخرى التي من أهمها السكري لأن عدم الانتظام في النمط الغذائي وأيضا الامتناع عن شرب السوائل يجعل من الصعب التحكم بمرض السكري خصوصا النوع الأول، بالإضافة إلى أمراض أخرى مثل فشل القلب الذي يؤدي إلى تجمع السوائل ويتأثر جدا بسبب الجفاف وعدم انتظام النظام الغذائي، وأكد أن الإسلام لم يقر الصوم لضرره بل لمنفعته على المسلم وإذا كان له ضرر يمنع المريض من الصيام حسب ما يقرره الطبيب المعالج تجنبا لتفاقم حالة المريض. نظام غذائي للمرضى وفي حديثه عن النظام الغذائي للأمراض المزمنة طالب البوسعيدي الجميع سواء المصاب بمرض مزمن أم لا بضرورة الالتزام باتباع نظام غذائي صحي تجنبا لانتشار الأمراض بسبب النظام الغذائي السيئ المليء بالكربوهيدرات والدهون والسكريات، وأكد على ضرورة التزام أصحاب الأمراض المزمنة بالطعام الصحي الخالي من الكربوهيدات العالية والدهون الضارة والسكريات والمشروبات الغازية، كلٌ حسب حالته المرضية، ونصح مرضى السكري بالانتظام على تناول الخضروات والفواكه والتقليل من الكربوهيدرات التي ترفع السكر في الدم، كما نصح مرضى الكوليسترول بالابتعاد عن الأطعمة المقلية مثل السمبوسة واللقيمات والبكورة وأكد على أنها أغذية ضارة بكل شخص، ولكن المصابين بالأمراض المزمنة وخصوصا الكوليسترول يرتفع معهم الكوليسترول في الدم بعد تناولها، ووجه مرضى الضغط إلى ضرورة التقليل من كمية الأملاح في الطعام، لأن زيادته ترفع الضغط، وأكد على أن الغذاء الصحي المناسب للجميع هو الغذاء المليء بالخضروات والفواكه والسوائل.