oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

المنطقة لا تستوعب توترات جديدة

14 أبريل 2021
14 أبريل 2021

لا يريد العقلاء أن تنشب حرب جديدة في منطقة الخليج العربي رغم أن العقود الأربعة الماضية شهدت نشوب أربعة حروب طاحنة في محيط الخليج العربي. الحرب العراقية الإيرانية وحرب غزو العراق للكويت وما تبعها من تحرير والغزو الأمريكي للعراق. وهي حروب ما زال تأثيرها كبيرا على منطقة الخليج العربي وعلى السياسات التي شكلتها في جميع الدول الخليجية.

ورغم مراحل التأزم التي حدثت خلال العقد الماضي بين أمريكا وإيران إلا أن الطرفين تجنبا حرب مواجهة بينهما. لكن الأحداث الجديدة في منطقة الخليج العربي وما يحيط بها تشير إلى عودة ما عرف في الثمانينيات القرن الماضي بحرب الناقلات، ويتذكر من عاش تلك الفترة ما أحدثته تلك الحرب من خسائر وتأثر لحركة نقل النفط والبضائع في الخليج العربي وتأثيرها على العالم أجمع.

ورغم أن هذه الحرب لا يبدو أنها تستطيع أن تصعّد نفسها لتكون حربا حقيقية تتواجه فيه إيران مع الطرف الآخر سواء كان إسرائيل كما تؤكد إيران أو أي طرف آخر، لكن تأثيرها كبير جدا خاصة في وقت دخل فيه العالم في مفاوضات جديدة مع إيران حول الملف النووي.

ورغم تركيز العالم على تلك المباحثات إلا أنهم تفاجؤوا بحوادث من شأنها أن تستفز إيران للخروج من المفاوضات أو تعقيدها. فبعد حادث تفجير السفينة «سافيز» في البحر الأحمر جاء الحادث الذي ضرب نظام الطاقة الداخلي في منشأة «نطنز» النووية. وقد أعقب ذلك استهداف لسفينة إسرائيلية كانت ترسو في أحد الموانئ الإماراتية وهي سفينة «هايبيرن» وفق ما أفادت وسائل الإعلام. وقبل هذا كان هناك الكثير من حوادث تفجير للسفن التجارية وكذلك عمليات تستهدف علماء في إيران وأحيانا قادة عسكريين.

هذه الحرب/ الاستفزازات ليست في صالح المنطقة التي ما إن تبدأ في الاستقرار حتى تحيط بها الأحداث من كل جهة.

ما نحتاجه اليوم هو أن نؤمن جميعا بأهمية الحوار من أجل الوصول إلى اتفاقات وتفاهمات من شأنها أن تخفض هاجس الاحتقان في المنطقة وعلى القوى العظمى في العالم أن تعي هي الأخرى أن التوتر في المنطقة من شأنه أن يصنع فرصا جديدة لظهور تنظيمات راديكالية أخرى كالتي شهدتها المنطقة خلال العقود الخمسة الماضية، وظهور تلك التنظيمات خطر على الجميع وليس على المنطقة وحدها.