عادل محمود
عادل محمود
أعمدة

مقال: يوميات سورية -1-

14 أبريل 2021
14 أبريل 2021

عادل محمود -

هذه المرأة زوجة المخرج السينمائي عبداللطيف عبدالحميد. حضرت «حفلة» صعود روحها إلى السماء. كانت لاريسا عبدالحميد، الجميلة الصديقة... تذبل بين يدي الموت، وكنت أراه ينجز عمله في هدوء الحرفي الذي يعرف كيف يطارد فراشة الروح في الفضاء الصغير لغرفة نوم الحب، وهي تحاول البقاء، لبعض الوقت، ممسكة بحديد ضلفة الشباك. «الموت نوع من القتل»... قال المتنبي. *** بمناسبة 10 سنوات على «الثورة السورية». الثورة يخطط لها الأذكياء. ينفذها الشجعان. ويستغلها الجبناء... إلا الثورة السورية فهي: نصٌ يبحث عن مؤلف. *** من عشر سنين حرب، أكتب بمناسبة يوم المرأة العالمي، وعيد الأم: إذا أردتم تكريمها... لا تقتلوا أولادها. *** لماذا العالم العربي منتهك بهذه الطريقة؟ منذ أكثر من 30 عامًا، وأقلامنا وحناجرنا نشفت، ونحن نقول ونعيد القول: أيها الحكام لا تهينوا شعوبكم.لا تدوسوا كرامة رجل، لا تقتحموا حصن امرأة. لا تأكلوا الأخضر واليابس وتتركوا للحفاة العراة اليابس شوكًا في الطريق إلى الجلجلة. لا تغلقوا فمًا. وتكمموا رأيًا، وتبنوا سجنًا... فإنكم تربحون الطاعة العمياء، وتخسرون الحب المبصر. فذات يوم... سيغدو العالم العربي ممددًا كالجثة، تمر به البشرية لابسة كمامات منع الرائحة. *** الحق يعيش في منطقة موبوءة بالخذلان، ولكن عندما يطلب إليه البشر في لحظة يأس أن يتجلّى فهو...يتجلّى! *** ما من أحد لم يعرض عليه، يومًا، اليأس كجهاز لتخفيف آلام الأمل الخائب، ولكن شرط القبول عند العقلاء، ألا يكون اليأس مادة سخيفة لا تنفع من يحترم الحياة. ما من مكان مرتفع، في هذه الجغرافيا الشرسة، يتسع لهذه الكمية من آلام السوريين. *** كل هذه المقتنيات لم تعد تعنيني: البراد. الموقد. الغسالة. الدفاية. مقعد الذكريات. الكتب... لا لأنها فقدت قيمتها الوظيفية، بل لأنني أقفلت خلفي باب سورية الحديثة. وكنت آخر من أطفأ النور... ولم يغادرها.