oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

شهر رمضان مساحة لترميم النفس الإنسانية

13 أبريل 2021
13 أبريل 2021

غدا أول يوم من أيام شهر رمضان المبارك لهذا العام 1442هـ، ويأتي رمضان هذا العام في ظروف استثنائية وتحت وطأة وباءٍ عاتٍ يتخطف الناس في كل مكان، ولا يعلم الإنسان ماذا يخبئ له القدر، ولكن ما دام الله سبحانه وتعالى قد أوصلنا إلى أن نشهد صيام هذا الشهر العظيم في هذا العام فإنه قد أكرمنا وتفضل علينا وجزاء ذلك أن نحسن استغلال هذا الشهر الفضيل على الوجه الذي يرضي الله سبحانه وتعالى.

وفي كل عام مع آخر يوم من رمضان يتساءل الناس عن الدروس والعبر التي استفدناها من شهر رمضان المبارك، وتكون أيام رمضان قد أنقضت ومن يكتشف أنه لم يستفد من دروسه وعبره لا يكون أمامه إلا أن يدعو الله أن يبقيه حتى يشهد رمضان آخر.. وبما أننا اليوم عند عتبة الشهر وعند أول أيامه فخليقٌ بنا أن نفكر كيف نستغل أيام الشهر وساعاته على الوجه الصحيح حتى عندما نصل إلى لحظة التفكير في الدروس والعبر لا نكتشف أننا خواء منها. وخير ما يمكن أن نفعله من أجل ذلك هو التخطيط الجيد قبل دخول الشهر. وفي هذا العام يمكننا فعل ذلك بشكل جيد لأن الإجراءات الاحترازية التي أقرتها اللجنة العليا أو التي أقرها الإنسان لنفسه لحمايتها من الوباء تتيح لنا الكثير من الوقت لنستغله في طاعة الله والاقتراب من عائلاتنا وأبنائنا بشكل أكبر لنخطط معهم سويا كيف نستغل أيام الشهر ولياليه.

إن أفضل وقت للعودة إلى الله سبحانه وتعالى هو شهر رمضان المبارك لأن الإنسان يشعر فيه بحالة من التطهر النفسي وحالة من الصفاء الذهني تستحق أن يبني عليها الإنسان للأيام التالية بعد الشهر الفضيل. وإذا كانت الإجراءات الاحترازية التي أقرتها الدولة تمنع أي تجمعات سواء على الإفطار أو في أي وقت آخر فإن هذه مناسبة ليتخلص الإنسان من بعض عادات التبذير والإسراف التي كانت تزدهر خلال شهر رمضان. ويفكر الإنسان كيف يوجه ذلك الهوس بإقامة الموائد الضخمة التي يذهب أغلبها في صناديق القمامة، التوجيه الصحيح وينفق كل ذلك على المحتاجين له من فقراء ومساكين ومتعففين.

ولا بد أن يعلم الإنسان وهو يخطط لشهره الفضيل أن الصوم لا يعني، فقط، الإمساك عن الأكل والشرب ولكن معنى الصوم أسمى من ذلك بكثير ولا بد للإنسان أن يتمثل قيم الشهر حتى يكون أجر صومه عاليا. والتقوى ليست دعوة أو أمنية يتلمسها الصائم إنما هي حقيقة لا بد أن يتمثلها في كل شيء. وخير ما يمكن أن يخرج به الصائم مع نهاية شهر هو أن يخلص قلبه من الرياء والنفاق ويخلص في عمله لله وحده ويكون نافعا للناس لا ضارا لهم. وهذا خير ما يمكن أن يكتسبه الإنسان إذا ما تمثل قيم الشهر والمبادئ التي يقوم عليها.