حمده الشامسية
حمده الشامسية
أعمدة

كيف حالك؟

11 أبريل 2021
11 أبريل 2021

حمدة بنت سعيد الشامسية

[email protected]

رسالة اليوم جاءتني على شكل سؤال طرح في فيديو أرسل في إحدى المجموعات الواتسابية، مفاده أن أول سؤال نطرحه على الآخرين أو يطرحه الآخرون علينا عندما نلتقي بهم هو كيف حالك؟ دون أن نتوقف فعلًا لسماع الجواب عن هذا السؤال، أو نمنح الآخر فرصة لسماع إجاباتنا التي دائما ما تكون مختصرة، ونكتفي بالقول: بخير والحمد لله، مهما كان حجم الألم الذي يختلج في دواخلنا، فغالبا ما نخفيه في حنايا الروح بعيدا عن الأعين، ربما خوفا من أن ينتقل هذا الألم لمحبينا لو سمحنا له أن يخرج، أو ربما خوفا من شماتة الشامتين، أو لعله إيمانا منا بأن الآخر لن يبالي ولن يقدر، وأن ليس بيد أحد أن ينتزع هذا الألم من دواخلنا فلا نجد جدوى من التصريح به.

لكن السؤال الذي توقفت عنده طويلًا في هذا الفيديو هو: كم مرة سألنا ذواتنا هذا السؤال، كم مرة توقفنا وسألنا أنفسنا: كيف هو حالي؟ ومنحنا أنفسنا الفرصة لسماع الإجابة، لا أعتقد شخصيا بأننا فكرنا في طرح هذا السؤال على ذواتنا، فتركيزنا دائما على الخارج.

ذلك اليوم قررت أن أطرح على نفسي هذا السؤال، وأتوقف قليلا لأستمع إلى الإجابة، مارست هذا التمرين عدة مرات، وما زلت كلما تذكرت أتوقف قليلًا واسأل نفسي عن حالها، الإجابة لا تكون ذاتها كل مرة، لكن دائما ما تأتيني سريعة على شكل شعور يغمرني سواء بالبهجة، أو الضيق وأحيانا الخوف، وأحيانا أخرى يكون شعورا عارما بالاطمئنان.

من المشاعر التي وجدتها تتكرر كثيرا الشعور بالذنب من بقائي بدون عمل أؤديه، وهذا يجعل روزنامتي دائما مليئة بالأنشطة والأعمال، التي تستغرق جل وقتتي، فرغم خروجي للتقاعد لكن اكتشفت بأنني لم أمنح نفسي فرصة لالتقاط الأنفاس، والراحة والاسترخاء حقًا، فالعمل يستغرق جل يومي، لا يجعلني أنتبه

للمشاعر الجميلة في الغالب في هذه المرحلة الجميلة من حياتي، التي أجني فيها ثمار ما زرعت خلال العقود الماضية.

هذا الانشغال الدائم الذي أجده مع كثير من النساء حولي، لا يعطينا فرصة حقيقية لهذه الوقفة مع الذات، والاطمئنان عليها بصدق، بعيدا عن التكلف، والمجاملات التي نميل إلى اللجوء إليها عندما يطرح علينا هذا السؤال من الآخرين.

فكيف هو حالك؟