1618004_201
1618004_201
العرب والعالم

طهران تعتبر استعداد واشنطن لإعادة النظر في بعض العقوبات موقفا "واعدا"

06 أبريل 2021
06 أبريل 2021

مباحثات "غير مباشرة" في فيينا لمحاولة إحياء الاتفاق النووي -

طهران - (وكالات): رحبت إيران امس الثلاثاء بتصريحات "واعدة" لمسؤولين أمريكيين أبدوا فيها استعدادا لإعادة النظر في بعض العقوبات المفروضة عليها، وفق ما أعلن المتحدث باسم الحكومة، قبيل بدء مباحثات في فيينا لمحاولة إحياء الاتفاق النووي. وقال المتحدث علي ربيعي في مؤتمر صحافي "نجد أن هذا الموقف واقعي وواعد. يمكن لهذا الموقف أن يشكل بداية تصحيح المسار السيئ الذي أوصل الدبلوماسية الى طريق مسدود"، وأضاف "نحن نرحب بهذه التصريحات". وأتى موقف ربيعي ردا على سؤال بشأن تصريحات أدلى بها روبرت مالي، مبعوث إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لإيران، لشبكة "بي بي أس" الأمريكية. وقال مالي في مقابلة نشرت الجمعة على الموقع الالكتروني للشبكة "تدرك الولايات المتحدة أنه من أجل العودة الى الالتزام (بالاتفاق النووي)، علينا أن نرفع العقوبات غير المتلائمة مع الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع إيران والدول الأخرى المنضوية" في إطاره. وأتاح الاتفاق الذي أبرم بين إيران وكل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين في فيينا عام 2015، رفع العديد من العقوبات التي كانت مفروضة على الجمهورية الإسلامية، مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان طابعها السلمي. لكن الولايات المتحدة انسحبت منه بشكل أحادي عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب، وأعادت فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران. وأبدى الرئيس الجديد جو بايدن عزمه على إعادة بلاده الى الاتفاق، لكنه اشترط أولا عودة طهران الى تطبيق كامل التزاماتها بموجبه، والتي كانت تراجعت عن العديد منها بشكل تدريجي اعتبارا من 2019. من جهتها، تؤكد طهران أولوية رفع العقوبات قبل العودة لشروط الاتفاق. وفي ختام اجتماع عقد الجمعة عبر تقنية الفيديو للجنة المشتركة للاتفاق، لبحث السبل الآيلة الى عودة واشنطن إليه، اتفق المشاركون على عقد اجتماع مباشر بدا من الثلاثاء في فيينا. وستحضر الولايات المتحدة هذا الاجتماع بوفد يرأسه مالي، لكن دون المشاركة في المباحثات مباشرة أو الجلوس الى طاولة واحدة مع الوفد الإيراني. وأكد الاتحاد الأوروبي أنه سيتم إجراء "اتصالات منفصلة" بين الأطراف التي لا تزال منضوية في الاتفاق، وواشنطن. وكان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس أكد أيضا الإثنين، استعداد بلاده لإعادة النظر في بعض العقوبات المرتبطة بالملف النووي. وقال "حتماً لن نقدّم مبادرات أحادية الجانب أو تنازلات لإقناع إيران"، مشيرا الى أنّ "الصيغة الأولية هي تلك التي لا تزال سارية حتى اليوم - الرفع المحدود للعقوبات النووية مقابل قيود دائمة ويمكن التحقّق منها على برنامج إيران النووي". وسبق ذلك تأكيد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده أن تحقيق نتيجة في اجتماع اليوم يرتبط "بتذكير" الأوروبيين والدول التي ما زالت منضوية في الاتفاق "للولايات المتحدة بواجباتها، وتطبيق الأمريكيين لالتزاماتهم" برفع العقوبات. وتشارك الولايات المتحدة اعتبارا من امس الثلاثاء في محادثات تجرى في فيينا في محاولة لانقاذ الاتفاق الدولي حول الملف النووي الإيراني في أول تقدم ملحوظ على هذا الصعيد منذ تولي جو بايدن الرئاسة في الولايات المتحدة. لكن الولايات المتحدة وإيران لن تكونا على الطاولة نفسها وسيقوم الأوروبيون بدور الوسيط بين الطرفين أملا بالتوصل إلى نتائج ملموسة بعد الطريق المسدود في الشهرين الأخيرين. وكتب علي واعظ من مجموعة الأزمات الدولية إنترناشونال كرايسيس غروب"، "هذه محطة مهمة تظهر أن الولايات المتحدة شأنها في ذلك شأن إيران، تحرص جديا على كسر الجمود وسيناريو الترقب القائم على القول -الكرة في ملعب المعسكر المقابل-". وأكدت سوزان ديمادجيو من مركز الابحاث "كارنيغي اندوومنت فور انترناشونال بيس"، "يمكن لكل من الطرفين بذلك انقاذ ماء الوجه ووضع خارطة طريق معا". فمن جهة يعقد اجتماع - في وقت لاحق، حتى كتابة الخبر - للجنة المشتركة لخطة العمل الشاملة المشتركة (الاسم الرسمي للاتفاق النووي) بحضور الأطراف الحاليين وهم إيران وألمانيا وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا برعاية الاتحاد الأوروبي الممثل بالأمين العام المساعد لجهاز التحركات الخارجية أنريكه مورا. وفي الوقت ذاته "تعقد اجتماعات خبراء على مدى 15 يوما أو شهر لا نعرف" على ما أوضح دبلوماسي اوروبي مقره في العاصمة النمسوية. ومن جهة اخرى، سيجري الوفد الأمريكي محادثات في مكان آخر مع ممثلين للاتحاد الأوروبي يقومون بدور الوسيط، من دون أي اتصال أمريكي مباشر مع إيران التي استبعدت "اي اجتماع" مع الولايات المتحدة. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف لوكالة الأنباء الروسية الاثنين إن هذا الأمر "لا يسهل الوضع لكن الأمر لا يتعلق.. باستحداث شيء جديد بل العودة إلى ما كان موجودا في 2015".