د. طاهرة اللواتية
د. طاهرة اللواتية
أعمدة

نبض الدار: الشباب ومنظومة الزراعة !

31 مارس 2021
31 مارس 2021

د. طاهرة اللواتية -

[email protected] -

يفكر العديد من الشباب في التوجه للزراعة، لكن سماعهم عن الصعوبات يجعلهم يتراجعون عن هذا التوجه، لذا فإن أمر بحث منظومة تشجيع الشباب على الزراعة أيعد مهما للغاية في هذا التوقيت.

وفي تصوري أن تنفيذ هذه المنظومة تبدأ بتوفير أراض للانتفاع قريبة من بعضها، تكون قريبة من طرق المواصلات، وقريب منها مركز جمع وتسويق الغلات والمنتجات الزراعية، بالإضافة إلى كافة الخدمات اللوجستية مثل توفير المعدات الزراعية بالإيجار، وكل ما تحتاجه الأراضي الزراعية من خدمات مختلفة.

ومن المهم في هذا الجانب أيضا معرفة ماذا تزرع وكيف تزرع وكيف تقي وتعالج مزروعاتك من الآفات، وكيف تحصد وكيف تجمع المنتج وتهيئه للتسويق كالتغليف والتعليب، بحيث يتم ذلك بتكاليف توفر للمزارع الشاب هامشا من الربح الجيد والمناسب، فالمطلوب من المزارع أن يعيل من هذا الربح نفسه وأسرته، ويوفر مبلغا للتوسع الزراعي وتحقيق المزيد من الجودة في عمله وكلها مهارات تحتاج إلى التدريب والتهيئة. ولا يتوقف دور هؤلاء الشباب عند التجميع والتغليف، فهناك جهة أخرى يقع على عاتقها دور في التسويق وتحقيق أفضل سعر عند بيع المنتجات، فالتسويق عالم كبير جدا لا يستطيع الشاب المزارع أن يدخل فيه دون أن يؤثر ذلك على دوره الأصلي وهو التفرغ والإنتاج الزراعي وتطوير ما يزرعه.

وهناك دور ثالث يتعلق بدعم هؤلاء الشباب بالبذور الجيدة، والأدوية وعلاج الآفات، والخدمات الزراعية، ودعم شراء المعدات، والإرشاد والنصائح للزراعة في الموسم، وتقديم الاستشارة لتطوير العمل، وكل ما يساعد هؤلاء على النجاح في مشاريعهم الزراعية وتجويدها وتطويرها.

وتتعلق المرحلة الرابعة بحماية هؤلاء المزارعين عبر نقابة أو اتحاد وتسهيل أمورهم وتذليل الصعوبات مثل الحماية من الإغراق الخارجي للمنتج المحلي، ودعم التصدير إلى الخارج وتسهيل التواصل خارجيا بأقل التكاليف، وحماية كل ما يتعلق بحقوق المزارع والتأمين وغيره.

مضافا إلى ذلك منظومة متشابكة أهلية وحكومية ومؤسسات مجتمع مدني تعمل بتنسيق وتكامل وتكاتف بحيث نصل بالشاب لمرحلة متقدمة من الاقتناع بالعمل في الزراعة، بعد مساعدته في الوقوف على قدميه بفضل هذه المنظومة المتسقة المتكاملة مع بعضها البعض، فالأمور واضحة لديه من أول يوم، والدعم مهيأ من جميع الجهات. ولنا أن نتخيل توزع الشباب في قرى زراعية بالمحافظات، وكل قرية تختص بزراعة محصول ما وتعمل على تطويره والتوسع فيه بحيث تحقق هذه القرى الاكتفاء الذاتي من المحاصيل التي تنبت في أرضنا الطيبة، لا شك أن النتيجة ستمثل قفزة كبيرة في حياة الشباب، وسوف نستوعب العديد من الشبان الباحثين عن عمل، كما سنحقق الأمن الزراعي بأسرع طريقة.