شمسة الريامية
شمسة الريامية
أعمدة

تحت الشمس: كيف يستعيد القطاع السياحي عافيته؟

23 مارس 2021
23 مارس 2021

شــمسـة الريامية -

مع جائحة كورونا كان قطاع السياحة أول المتأثرين بعد أن أصيب بشلل تام نتيجة إغلاق الحدود بين الدول، وندرك أنه سيكون آخر المتعافين فعودة نشاطه الطبيعي ستحتاج إلى سنوات.

وفق إحصائية لمنظمة السياحة العالمية قدرت خسائر القطاع عالميا بنحو 1300 مليار دولار، وهذا ناتج عن تراجع عدد السياح بنسبة 74 بالمائة. وتأثر سائر المرتبطين بهذه الصناعة، التي تنامت في سنوات ما قبل الجائحة، وفي السلطنة بلغت خسائر القطاع وفق ما أعلن عنه قرابة نصف مليار ريال، وانخفضت إيرادات الفنادق بنسبة 63 بالمائة في 2020 بعد تراجع أعداد النزلاء 52 بالمائة إلى 842 ألفا.

الحكومة فعلت ما يمكن فعله للتخفيف عن كاهل القطاع فقد تضمنت خطة التحفيز الاقتصادي إجراءات وتسهيلات للمنشآت الفندقية تمثلت في إعفائها من بعض الرسوم والضرائب كضريبة الدخل المستحقة عن السنتين 2020 و2021. إضافة إلى تأجيل توريد الضريبة السياحية وضريبة البلدية المحصلة من المنشآت السياحية إلى نهاية العام الحالي، ولا شك في أنه ستكون لها آثار جيدة للتقليل من المصاعب التي تواجهها هذه الشركات، وهي إجراءات انتهجتها معظم الدول في الظروف الحالية.

وسبقت خطة التحفيز جهود أخرى لتنشيط القطاع السياحي، كأحد مستهدفات التنويع الاقتصادي، فقد أعلنت الحكومة نهاية العام الماضي إعفاء رعايا 103 دول من تأشيرة الدخول إلى السلطنة، إلا أنه من خلال المعطيات الحالية فإن معاناة القطاع قد تستمر لفترات قادمة، مع العودة لتقييد حركة السفر، نتيجة تعاقب موجات الوباء وظهور الكثير من السلالات المتحورة للفيروس.. يقابلها صعوبة الحصول على اللقاحات.

يهمنا الآن كيف يستعيد القطاع السياحي نشاطه وعافيته، ويكون مستعدا لمرحلة ما بعد كورونا، وبطبيعة الحال يتطلب ذلك وضع خطط شاملة تتواكب مع توجهات السلطنة لتعزيز التنويع الاقتصادي، بوصفه أحد القطاعات المستهدفة في الخطة الخمسية الحالية، وهو قطاع مهيأ لأن يكون لاعبا رئيسيا لما تمتلكه السلطنة من مقومات وتنوع جغرافي تتفرد بها من تراث وشواطئ وجبال وكهوف وصحراء.

كل شيء في عمان جميل ومع الاستغلال الأمثل لهذه المقومات سينتعش القطاع، وتتعاظم العوائد الاقتصادية، ففي الفترة الأخيرة زاد التوجه إلى المغامرات الجبلية ووجد الكثير من الشباب متعتهم وهم يكتشفون المسارات القديمة بين الجبال والكهوف. كما يستهوي أيضا السياح الأجانب، وهذا يفتح مجالا رحبا أمام رواد الأعمال لتأسيس مشروعات تعنى بتنظيم الرحلات وتأمين متطلباتها. والأمر نفسه ينطبق على الجوانب الأخرى من السياحة بما فيها النزل التراثية التي بدأت تلقى رواجا هي الأخرى. ولنضف إلى ذلك شواطئنا الممتدة على آلاف الكيلو مترات لا تزال تبحث عمن يستغلها سياحيا.

نحن بحاجة إلى مشروعات تدعم هذه المقومات، حتى تتحول السلطنة إلى وجهة سياحية مفضلة، ويلعب هذا القطاع الدور الحقيقي في تعزيز التنويع الاقتصادي.