oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

الاستثمار في المؤسسات البحثية والعلمية

17 مارس 2021
17 مارس 2021

كشفت جائحة كورونا أن الدول العربية لم تستثمر في بناء مؤسسات بحثية ومختبرات حقيقية تستطيع أن تقدم حلولها ومكتشفاتها المواكبة للمتغيرات العالمية الجديدة. هناك طاقات بشرية متميزة ولها قدرة على البحث لكن تعمل بشكل فردي بعيدا عن السياق المؤسسي الذي يمكن أن تنبغ فيه مثل هذه الكوادر وهذه العقول الخلاقة. الثقل المالي للدول العربية ليس بسيطًا ولكن لا يقابل هذا الثقل استثمار حقيقي في جوانب علمية مثل الجوانب الطبية؛ لذلك واجهت الدول العربية الكثير من التحديات في الحصول على المحاليل المستخدمة في إجراء اختبارات الكشف عن فيروس كورونا، بالإضافة إلى أن الدول العربية بقيت تراقب دول العالم متى يمكن أن تكتشف لقاحًا للفيروس، ولم تكن تدخل في سباق صناعته.

من المهم أن تنتبه الدول العربية في المرحلة القادمة لبناء مختبرات حقيقية تستطيع أن تسهم في تطوير لقاحات وتقديم حلول طبية لا أن تنتظر استيرادها من الخارج خاصة وأن علماء الأوبئة يعتقدون أن البشرية مهددة بظهور الكثير من الأوبئة في السنوات القليلة القادمة وليس علينا أن ننتظر ما يفعله الآخرون بل أن نكون حاضرين ومؤثرين في المشهد. لقد أهّلت بعض الدول العربية عقولًا عربية في أرقى الجامعات العالمية ولديها القدرة على قيادة المشهد الاستكشافي إذا ما توفرت بنية أساسية وتوفرت رغبة استثمارية في مثل هذه الجوانب، وهذه العقول العربية الكبيرة إذا لم تستثمر بالطريقة الصحيحة فإنها إما أن تهاجر إلى الغرب أو أن تتوقف عند حدود اليأس الذي لا ينتج إلا يأسا آخر.

ولا يمكن أن تعبر جائحة كورونا دون أن نعيد التفكير في هذه القضايا، لكن على الدول العربية أن تعمل بشكل تكاملي، فالدول التي تملك المال والقدرة الاستثمارية يمكن أن تفتح مثل هذه الاستثمارات وتستقطب العقول العربية الموجودة إن لم تتوفر لديها عقول محلية. كما أثبتت المرحلة أن التخصصية مهمة جدا خاصة في المجالات العلمية، والعلمية الدقيقة، وعلى الدول العربية أن تستثمر في هذه الجوانب لأن الحاجة لها في المرحلة القادمة ستكون ملحة جدًا.