oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

نفق الجائحة يزداد إظلاما

15 مارس 2021
15 مارس 2021

رغم أن الإغلاق المسائي للمحال التجارية في أسبوعه الثاني إلا أن أعداد حالات العدوى بفيروس كورونا «كوفيد19» ما زالت ترتفع بوتيرة يومية. والرقم الذي أعلنت عنه وزارة الصحة أمس مرتفع جدا بالنظر إلى الإجراءات الاحترازية المتبعة في البلاد وكذلك حالة الإغلاق المسائي. وبالنظر للجهود المبذولة وللإجراءات الاحترازية بما فيها حالة الإغلاق المستمرة فإن أعداد الإصابات تعدو للكثير من القلق ولدق ناقوس الخطر مرة أخرى، وإعادة النظر في الإجراءات خاصة وأننا مقبلون على شهر رمضان المبارك الذي يشهد تجمعات كثيرة سواء على مستوى الأسرة الواحدة أو على مستوى الحارات والمجتمع بشكل عام.

ونتذكر أن الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك العام الماضي شكلت المنعطف الخطير في الموجة الأولى من الوباء في السلطنة وارتفعت الأرقام بعد ذلك بشكل جنوني، وسنحتاج هذا العام إلى تذكر تجربة العام الماضي عند التخطيط للمرحلة القادمة.

المشهد الظاهر الآن أن الناس ملتزمة بوضع الكمامات لكن ما زالت هناك تجمعات عامة تحتاج إلى مراجعة مثل التجمعات في ملاعب كرة القدم في الحارات وفي ملاعب الترتان التي لا يخضع دخولها إلى إجراءات احترازية دقيقة مثل الفحص الطبي على سبيل المثال.

ولا ننسى أننا على عتبات فصل الصيف، حيث ترتفع درجات الحرارة ويضطر الناس للجلوس في أماكن باردة ومغلقة الأمر الذي يهيئ ظروفا مواتية بشكل أكبر لانتقال الفيروس خاصة وأن السلالات الجديدة المنتشرة لديها قدرة أكبر على العدوى قد تصل في بعض الأحيان إلى 60% أكثر من السلالة الأصلية من الفيروس وفق الدراسات المعلنة.

هناك مسار يستحق المساندة وهو مسار اللقاحات، لأنه الوحيد الذي سيوصلنا إلى نهاية النفق الذي نعيشه منذ مطلع العام الماضي. ولا خيار أمام الناس الذين يرفضون أخذ اللقاح استجابة لإشاعات لا أساس علمي لها، فحياة الناس، خاصة من كبار السن، الذين يرفضون أخذ اللقاح مهددة بالخطر، بل إن التقارير الطبية تقول إن نسبة من الموجودين في غرف العناية المركزة في مستشفيات السلطنة من الذين رفضوا أخذ اللقاح عندما عرض عليهم. الوباء يمر في مرحلة خطرة من مراحله، إما أن نسهم في محاصرته بالتقيد بالإجراءات الاحترازية وأخذ اللقاح وإما أننا نعطيه فرصة أكبر ليتحور في سلالات جديدة ربما تكون أكثر فتكا مما نتوقع. فلنكن مع الخيار الأول ولا نجعل أنفسنا ضحية للخيار الثاني.