سالم الجهوري
سالم الجهوري
أعمدة

نوافذ: حتى لا نفقد أحباءنا

15 مارس 2021
15 مارس 2021

سالم بن حمد الجهوري -

[email protected] -

الملفت في مسألة التطعيم أن البعض مازالت قناعاته أقل من المتوقع في هذه المسألة الحيوية، مما دفع وزير الصحة إلى حث المواطنين على الإقبال عليه؛ وذلك لتجنب الكثير من الصعوبات الصحية خلال المرحلة المقبلة. مسألة التطعيم من جائحة كورونا أصبحت مسألة فارقة في حياة أي إنسان فينا خلال هذه المرحلة التي تشهد ارتفاعا في أعداد الوفيات بالسلطنة، بعد أن كانت الإصابات تلامس حدود الـ 50 إصابة في اليوم، مما يعني الاتجاه إلى الانحسار، إلا أن المعادلة خلال الأسابيع الماضية تغيرت تماما بعد دخول السلالات الجديدة التي أصبحت أكثر فتكا وقدرة على تدمير حياة أي إنسان لديه من الصحة والمناعة ما تجعلاه قادرا على المقاومة. ولأن المعطيات تغيرت بعد أن كان التطعيم اختياريا، بات من الواجب النظر إلى الأمر بشيء من الأهمية التي تجعلنا نفكر ألف مرة في سلامتنا الصحية، وكيف يمكن تجنب الصعاب في الأيام القادمة. الوضع أصبح مقلقا لكل الأعمار، فلم تعد هناك خيارات أمامنا سوى التوجه إلى أخذ اللقاح في أقرب وقت.

هذا التوجه اليوم ليس اختياريا، بل أصبح إجباريا، أو أن تجد نفسك في مصاعب صحية في أي لحظة.

الجهود التي تبذلها وزارة الصحة مع الجهات المصنعة للقاحات سواءً فايزر أو اكسفورد أو سبوتنيك أوغيرها كالصيني والألماني، كلها من أجل المحافظة على روح إنسان وُجد على تراب هذا الوطن سواء كان مواطنا أو مقيما، ومن أجل تقليل الوفيات والإصابات وتخفيف العبء على مستشفيات الدولة، والأطقم الصحية التي تعاني من ضغط كبير عليها منذ أكثر من عام، وتطهير المجتمع من هذا الفيروس القاتل، كل تلك الجهود بهدف المحافظة على الإنسان عمود التنمية ومحركها، وتدرك الوزارة أن تجاوب أبناء المجتمع مع تطلعاتها لابد أن يكون عن قناعة تامة بضرورة أخذ اللقاحات المتوفرة، وعدم التردد كثيرا في أمر حيوي لايمكن أن يكون هناك بديل عنه، وأنه بدون تلك القناعات لايمكن أن تتحقق الأهداف التي ننشدها وأولها مجتمع خال من هذا الفيروس. في شتى أنحاء المعمورة تتسابق الدول في إكمال برامج التطعيم لمواطنيها فالولايات المتحدة الأمريكية حددا سقفا زمنيا في تطعيم كل مواطنيها قبل 30 مايو القادم لتحصن بذلك قرابة 330 مليون مواطن أمريكي.

ناهيك عن الدول الأخرى كالمملكة المتحدة وفرنسا والصين وألمانيا واليابان وروسيا والهند والبرازيل والتي كلها تسابق الزمن من أجل الانتهاء من هذا البرنامج الذي يعد معركة حقيقية مع الوقت.

الكثير من التأويلات تناولت أضرار اللقاحات خلال المرحلة الماضية، لكنها تبقى دون دليل قاطع، نعم هناك وفيات وأعراض وغيرها من الصعوبات بعد التطعيم، وفقدان العديد من الأسر لأحبائها، لكن في مقابل حياة جديدة تكتب لعامة البشر على هذا الكوكب فإن ذلك طبيعي، ولايوجد أي عمل دون تضحيات، فعلينا أن نضحي بالقليل من أجل أن تحيا الغالبية العظمى.. الساحقة.