oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

قارب النجاة جماعي لا فردي

07 مارس 2021
07 مارس 2021

لا يخفى على أحد أن السلطنة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - تسعى جاهدة في الوصول بالسلطنة إلى حالة التعافي التام من جائحة كورونا، وتبذل في سبيل ذلك الكثير من الجهد سواء في الجانب القيادي والإداري أو في الجانب المالي.

ورغم الضغوط الاقتصادية والمالية التي وجدت قبل الجائحة وعمّقتها الجائحة منذ مطلع العام الماضي إلا أن السلطنة قدمت خدماتها الصحية المتعلقة بالوباء بشكل مجاني للجميع ولم تخص بها المواطن فقط، فقد قدرت أن هذه الجائحة إنسانية الطابع لا تنظر حين إصابتها إلى جنسية المصاب أو إلى لونه أو عرقه فالجميع في الوباء سواء، ولا يمكن أن تترك دولة تحترم وتقدر القيم الإنسانية بشرًا يعيشون على أرضها دون أن تقدم لهم الرعاية الصحية في ظروف استثنائية كالظروف التي يعيش فيها العالم اليوم ومثل هذه المواقف هي التي تحدد تمسك دولة من الدول بحقوق الإنسان وبقيم الإنسانية.

وعندما جاء اللقاح لم يخصص للعمانيين فقط، بل كان توزيعه عادلًا على جميع المقيمين على هذه الأرض الطيبة بغض النظر عن فكرة المواطنة أو الجنسية وكان المعيار المتبع معيارًا صحيًا فقط، وهذا جهد تشكر عليه السلطنة وتشكر عليه القيادة الحكيمة فيها.

وهذا الجهد من شأنه أن يقود البلاد إلى حالة التعافي المنتظرة إلا أن هذا الجهد المبذول من قبل الحكومة ومن قبل اللجنة العليا ووزارة الصحة لا يمكن أن يثمر تعافيًا تامًا دون تعاون من الجميع.

ما زال هناك حتى الآن عزوف عن أخذ اللقاح رغم أنه المنقذ الوحيد من هذه الجائحة، ولا يمكن أن ينتهي الوباء وهناك فئات مهددة بخطره ترفض أخذ اللقاح.

والقاعدة التي يمكن استخدامها في هذا السياق تقول إنه لا يمكن أن يكون المجتمع في مأمن دون أن يكون الجميع في مأمن، فلا يمكن أن نقول إننا تجاوزنا مرحلة الخطر وهناك فئات ترفض أخذ اللقاح وهي معرّضة للإصابة به وبالتالي نشره وسط أفراد المجتمع.

وإذا كانت فئة كبار السن ترفض أخذ اللقاح فإنها، وفي هذه المرحلة، تشكل خطرًا عليها وبالتالي على بقية المجتمع.. وفي هذا ما فيه من مخالفة لتعاليم ديننا الحنيف ولقيم أي مجتمع لا ينظر للنجاة إلا في سياقها الجمعي.