1595457_228
1595457_228
العرب والعالم

الجيش الأمريكي يقصف فصائل مسلحة «أجنبية» شرق سوريا ومقتل العشرات

26 فبراير 2021
26 فبراير 2021

عواصم - (وكالات): قصفت الولايات المتحدة الليلة قبل الماضية بنى تحتية تستخدمها فصائل مسلحة «أجنبية» في شرق سوريا، ما أسفر عن مقتل 22 مسلحاً، في أول عملية عسكرية لإدارة جو بايدن رداً على الهجمات الأخيرة على مصالح غربية في العراق.

ووصف المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربي في بيان عملية القصف بـ«الدفاعية»، موضحاً أن الضربات دمرت «بنى تحتية عديدة تقع في نقطة حدودية تستخدمها ميليشيات مدعومة من إيران». وسمى كتائب حزب الله وسيد الشهداء وهما فصيلان منضويان في صفوف الحشد الشعبي.

وجاءت الضربات وفق كيربي «رداً على الهجمات الأخيرة على الطاقم الأمريكي وقوات التحالف في العراق والتهديدات المستمرة ضد هؤلاء».

وأفاد التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل صباح أمس الجمعة عن «عدوان أمريكي» استهدف بغارات جوية «مناطق عند الحدود السورية العراقية»، من دون أي تفاصيل أخرى.

وأحصى المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض مقتل 22 قتيلاً من الفصائل العراقية، غالبيتهم من كتائب حزب الله. وكانت حصيلة سابقة أفادت بمقتل 17 مسلحاً عراقياً.

ودمّرت الغارات الأمريكية، وفق المرصد، ثلاث شاحنات تقل ذخيرة جنوب مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن الشاحنات استُهدفت لحظة دخولها إلى سوريا عبر معبر غير شرعي من العراق عند الساعة الواحدة فجراً (23.00 ت غ).

وتخضع المنطقة الممتدة بين مدينتي البوكمال والميادين في ريف دير الزور الشرقي لنفوذ مجموعات مسلحة تقاتل الى جانب قوات الحكومة السورية. وغالبا ما تتعرّض شاحنات تقل أسلحة وذخائر أو مستودعات في المنطقة لضربات تُنسب لإسرائيل، التي تؤكد غالباً عزمها انهاء «التموضع الإيراني» في سوريا.

عملية انتقامية «محسوبة»

بينما ينتظر الرئيس جو بايدن رداً من طهران قبل إعادة العمل بالاتفاق الذي انسحبت منه واشنطن في 2018 في عهد إدارة دونالد ترامب، نُسبت 3 هجمات إلى مجموعات مسلحة «موالية لإيران» في الأيام الأخيرة.

سقطت صواريخ الاثنين بالقرب من السفارة الأمريكية في بغداد، بينما استهدف قصف السبت قاعدة بلد الجوية العراقية الواقعة إلى الشمال، ما أدى إلى إصابة موظف عراقي في شركة أمريكية مسؤولة عن صيانة طائرات «اف-16».

وفي 15 فبراير، أصابت صواريخ قاعدة عسكرية تتمركز فيها قوات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في مطار أربيل (شمال). وقُتل شخصان أحدهما مقاول مدني أجنبي يعمل مع التحالف.

وعلى الرغم من أن كتائب حزب الله لم تعلن مسؤوليتها عن الهجمات، أكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أن هذا التنظيم هو المسؤول عنها.

وقال لصحفيين على متن طائرة نقلته إلى واشنطن بعد جولة سريعة لحاملة الطائرات «يو إس إس نيميتز» قبالة سواحل كاليفورنيا «نحن متأكدون من الهدف الذي اخترناه»، وأضاف «نحن نعرف من ضربنا».

وأضاف «نحن على يقين من أن هدفنا كان الميليشيا التي نفذت الهجمات الأخيرة» ضد مصالح غربية في العراق.

وجاءت الهجمات الأخيرة بعد أشهر من هدوء نسبي في إطار هدنة قبلتها الفصائل المسلحة في مواجهة تهديدات من الولايات المتحدة بإغلاق بعثتها الدبلوماسية في العراق.

وأكد المتحدث باسم البنتاغون أن «هذا الرد العسكري المتكافئ تمّ بالتوازي مع إجراءات دبلوماسية ولا سيما مشاورات مع شركاء» التحالف الدولي.

وأضاف أن «العملية توجه رسالة واضحة مفادها أن الرئيس بايدن سيحمي القوات الأمريكية وقوات التحالف»، وتابع «في الوقت نفسه تصرفنا بطريقة محسوبة من أجل تهدئة الأوضاع شرق سوريا وفي العراق».

وبعد إطلاق النار الأخير الاثنين، أعلنت واشنطن أن إيران ستتحمل «مسؤولية تصرفات شركائها الذين يهاجمون الأمريكيين»، لكنها شددت على أن قواتها ستتجنب «تصعيدا».

وسبق للجيش الأميركي أن أعلن نهاية العام 2019، قصف خمس قواعد لكتائب حزب الله العراقي في كل من سوريا والعراق، بعد مقتل أمريكي في هجوم بالصواريخ طال قاعدة عسكرية عراقية.

من جهتها، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية سيرجي لافروف قوله أمس الجمعة إن الولايات المتحدة حذرت روسيا قبل عدة دقائق فحسب من تنفيذها ضربة جوية في سوريا، وهو إطار زمني وصفه بأنه غير كاف.

ونسبت وكالة إنترفاكس إلى لافروف دعوته للولايات المتحدة لإعادة الاتصالات مع موسكو بشأن سوريا لتوضيح موقف إدارة الرئيس جو بايدن بخصوص سوريا.