1595370_228
1595370_228
المنوعات

أحمد الشافعي: العرب يعتبرون الفنون التشكيلية نوعا من الرفاهية

26 فبراير 2021
26 فبراير 2021

القاهرة، (د ب ا): قال الأكاديمي والفنان التشكيلي المصري، الدكتور أحمد الشافعي: إن المجتمعات العربية، لا تزال تنظر إلى الفنون التشكيلية، على أنها نوع من الرفاهية، وإن تلك النظرة لا تزال باقية على الرغم مما تتمتع به الحركة التشكيلية العربية من حضور كبير محليا ودوليا، وازدهار وتجدد وتفرد، مشيرا إلى أن الفنون التشكيلية العربية، تتميز ببصمتها الخاصة في كل منطقة، وكل بلد، مثل بلدان الخليج العربية، وبلدان شمال إفريقيا ومن بينها مصر، في ظل تطور فكري وتقني يبشر بمستقبل باهر لتلك الفنون. وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) حول حاضر ومستقبل الحركة التشكيلية العربية، أوضح الشافعي، وهو من مؤسسي جمعية الفنانين التشكيليين والمصورين بمصر، أنه من المعوقات التي تواجه مسيرة الفنان التشكيلي العربي، عدم الاهتمام بدور الفنون التشكيلية في بناء الشخصية العربية، وبناء مجتمع صحي. وأضاف أن الفنان العربي يواصل- برغم تلك الظروف- مسيرته في التواصل مع الحركة التشكيلية العالمية، عبر المشاركة فيما يقام من معارض وفعاليات فنية دولية، ويحقق المزيد من التقارب مع تلك الحركة، عبر تبادل الخبرات والرؤى، والاطلاع على ثقافات ومدارس فنية متعددة، وأكد أن العالم العربي به الكثير من الوجوه التشكيلية العالمية، التي لم يُسلط الضوء عليها. وبالنسبة لرؤيته لمكانة المرأة في المشهد التشكيلي العربي، قال الشافعي: إن المرأة العربية لها دور قوي ومؤثر في المشهد التشكيلي، مع تمكنها من مفرداتها التشكيلية المرتبطة بموروثها في مجتمعها، مع التزامها بالمحافظة على عادات وتقاليد مجتمعها، واستعراض قضاياها بشكل فني وجمالي احترافي، وفي تمكن واقتدار، مشددا على أن الفن لا يعرف الجنس، وأن الإبداع التشكيلي، هو نتاج لشعور إنساني بحت، متأثر بثقافة وتقاليد وموروثات وعادات المجتمع، منطلقا فيها الفنان نحو آفاق أبعد من الحرية اللا محدودة. وحول موضوعات أعماله الفنية، قال الشافعي: إنها تدور حول تجربته كفنان مصري تشغله قضية البحث عن الجذور، حيث اتجه إلى الجنوب في رحلة للبحث عن الأجداد والغوص في التاريخ المصري القديم بصعيد مصر. وأضاف أنه في بحثه عن الجذور تناول في بداياته الفن المصري القديم بشكل جمالى، ثم بعد ذلك حاول تلخيص أشكال ذلك الفن والخروج بقيم جمالية تحمل خصوصيته، وذلك عبر استخدام تقنيات تصويرية جديدة ومبتكرة، تساعده في توصيل رسالته بشكل واضح، وهو يرى أنه ما زال مستمرا في رحلة البحث عن الجذور، وعن التاريخ، وعن كل ما هو لم يكتشف بعد من قيم جمالية في فنون مصر القديمة. وقال: إن المرأة هي من الموضوعات المهمة التي يتناولها في أعماله الفنية، ولها حضور قوي للغاية في لوحاته، وإنه تناول في مرحلة من مراحله الفنية، الشكل الأنثوي الواقعي في العصور المصرية القديمة، حيث تناول القيم الجمالية والتشكيلية للأنثى، و شكل الملكات وخادماتهن، والراقصات والوصيفات، والأميرات في الفن المصري القديم، واهتم بشكل أكبر في كثير من أعماله بالخط الخارجي للجسد الأنثوي المميز لدى المرأة في التعبير عن الأنوثة والخصوبة والأمومة أيضا. وقال الشافعي، الذي أقام 11 معرضا فنيا خاصا، وشارك في عشرات الورش والملتقيات والمعارض الفنية المشتركة داخل مصر وخارجها: إن تجربته الفنية مفعمة بالتجريب، والمحاولات الجادة للبحث عن الجديد في مجال التقنيات التصويرية والتصميم والتكوين، و«الموتيفات» التي تقترب أكثر من التعبير عن تجربته الذاتية. وأضاف الشافعي الذي يعمل مدرسا للتصوير والتشريح الفني بكلية الفنون الجميلة بجامعة المنصورة، أنه في بداياته الفنية، كان ينتمي للمدرسة التأثيرية، ثم بعد ذلك أصبح أكثر انتماء لمدرستين هما التجريدية، والتجريبية، والمدرسة التعبيرية في بعض الأحيان. وفيما يتعلق بأدواته الفنية، وكيفية بنائه للوحاته، قال: إنه لا يستخدم الأدوات التقليدية في بناء عمله الفني «وإن أساس بناء لوحاته هو بناء الحالة التشكيلية، عن طريق وضع بعض المواد و الأصباغ الكيميائية بشكل انفعالي وتفاعلي، بهدف إنتاج حالة تثير حفيظته البصرية، وتشجع دافعه الفني والانفعالى لكي يستكمل بناء العمل باستخدام الأدوات والتقنيات التقليدية وغير التقليدية». وبالنسبة لكيفية ممارسته لعمله الفني، قال الشافعي: إنه حين يرسم، يعيش حالة من الانفعال، يخرج خلالها طاقة كبيرة، يشعر خلالها وكأنه يخرج جزءا من روحه على سطح اللوحة، باستخدام وجداني للألوان والخامات، دون تدخل للعقل، ودون حسابات مسبقة، ثم يبدأ عمله الفني في النمو والنضج، وسط حالة مزاجية فيها الكثير من المتعة والنشوة، حيث يرى اللوحة وكأنها كائن وليد يضيف لتاريخه عملا جديدا يحقق مزيدا من الثراء لذاكرته البصرية.