545646748
545646748
ولايات

«التعليم عن بُعد» يكشف تحديات شبكات الإنترنت في السلطنة

26 فبراير 2021
26 فبراير 2021

البحث عن العلم ..معاناة مع التقنيات -

عبري ـ سعد الشندودي -

إذا كانت شبكات الإنترنت السريعة ترفا قبل سنوات، فهي اليوم تعادل الحياة، إذا كان العلم والمعرفة هما الحياة لبناء مستقبل أفضل. ولم تعد أهمية شبكات الانترنت تتركز في إقامة شبكات تواصل اجتماعي بين مختلف أنحاء العالم، لكنها تحولت أيضا إلى وسيلة لإنجاز كل المعاملات اليومية التي تسهل تفاصيل الحياة، خاصة في ظل جائحة صحية فرضت على الجميع نمطا مختلفا من أنماط التعامل والتواصل.

إلا أن هذه الخدمات التي يقول المنطق إننا تجاوزنا أمر المطالبة بوجودها إلى المطالبة بسرعاتها العالية جدا بعد وصول خدمة الجيل الخامس 5G إلا أن الحاصل أننا ما زلنا في مربع المطالبات الأولى التي يفترض أنها تحققت منذ عقدين من الزمان.

في ولاية عبري حاضرة محافظة الظاهرة لا يحتاج المرء أن يبتعد أكثر من 17 كم باتجاه قريتي «الجبية» و«سويد الماء» حتى يدخل عالما لا يعرف أن الانترنت تجاوز مرحلة «جزء من الرسالة مفقود» إلى مرحلة انترنت الأشياء التي تستطيع التحكم بأجزاء صغيرة جدا جدا من الثانية خلال التعامل مع الأشياء باستخدام الانترنت.

ما زالت هذه القرى تعاني من ضعف شديد جدا في الانترنت، هذا إذا توفر فعلا وظهرت إشارة الشبكة بعد عناء بحث طويل.

هذا الأمر انعكس سلبا في الأشهر الماضية على التعليم الذي حولته الجائحة إلى تعليم عن بعد، يحضر فيه الطالب دروسه بشكل مباشر مع معلميه.

ومن المثير للاستغراب أن قرية «الجبية» لا تبعد عن مركز مدينة عبري سوى تسعة كيلومترات، بينما تبعد بلدة سويد الماء 17كم.

«عمان» زارت القريتين والتقت ببعض الأهالي ورصدت معاناتهم ومعاناة أبنائهم الطلبة خلال اليوم الدراسي.

الإنترنت المنزلي

في البداية تحدث سعيد بن سليمان الحاتمي: هناك ضعف شديد جدا في شبكات الاتصالات وتحديدا الانترنت المنزلي «الواي فاي» في بلدتي الجبية وسويد الماء بولاية عبري وتعاني كل الأسر من عدم توفر هذه الخدمة من المشغلين «عمانتل، وأوريدو» مع أن هاتين البلدتين لا تبعدان أكثر من 17 كيلو عن مركز ولاية عبري، علاوة على الكثافة السكانية العالية ووجود العديد من المزارع والأحياء على جانبي الشارع العام لكن مع ذلك نجد أن هناك إهمالاً وتجاهلاً غريباً من شركات الاتصالات رغم المطالبات العديدة والمتكررة من قبل الأهالي.

ويضيف قائلاً: إن الأهالي ببلدتي الجبية وسويد الماء بولاية عبري يواجهون صعوبات جمة في مجال الإنترنت فأغلب المعاملات الإلكترونية لا يستطيعون إجراءها إلا بعد الذهاب إلى مناطق بعيدة أو أنهم يقومون بتخليصها بالطرق التقليدية من خلال مراجعة الجهات المتعلقة بها بينما يمكن لآخرين إجراؤها في دقائق معدودة وهم داخل بيوتهم.

التعاطي مع نمط التعليم الإلكتروني

ويستتبع قائلاً: إن أبناءنا الطلبة يواجهون صعوبة في مجال التعليم الإلكتروني وذلك بسبب ضعف شبكة الاتصالات ببلدتي الجبية وسويد الماء وخاصة في هذه الأوقات التي صار فيها التعلم عن بعد ضروريا، حيث يتطلب شبكة قوية للتعامل مع المنصة التعليمية، وفي أوقات متقاربة بين الطلبة مما يشكل ضغطاً على الشبكة وبدوره يؤدي ذلك إلى ضعفها ولا يتمكن حينها الطالب من متابعة دروسه أولاً بأول، وفي كل هذه الأحوال يلجأ الطلبة إلى استخدام بيانات هواتفهم النقالة في مواصلة دروسهم مما يشكل عبئا مادياً آخر على ولي الأمر، وكل ذلك يسهم وبشكل واضح في تدني تحصيل الطلبة وعدم قدرتهم على مواكبة الإمكانات التي يوفرها التعليم عن بُعد أو التعليم المدمج وتأخرهم عن زملائهم في تنفيذ الأنشطة وأداء الامتحانات، وهذا كله يؤدي إلى تكون اتجاهات سلبية لدى أبنائنا الطلبة عن التعلم الإلكتروني وبالتالي يؤثر مستقبلا في طرق تعاملهم وتعاطيهم مع نمط التعليم الإلكتروني.

ويختتم الحاتمي حديثه قائلاً: نناشد

شركات الاتصالات في السلطنة بعمل شبكات جديدة بجانب الشبكات القائمة ببلدتي الجبية وسويد الماء لتعمل جنباً إلى جنب أو تقوم بتقوية الشبكات القائمة لتواكب الطلب المستمر على خدمة الإنترنت التي أصبحت من متطلبات الحياة.

الخروج لأماكن مفتوحة

وأما عوض بن حمد المنذري فيقول: إن شبكة الاتصالات والإنترنت ضعيفة وسيئة جداً ببلدة الجبية وتوجد نقاط الإرسال في بعض الأماكن ولكنها لا تعمل على إتمام مكالمة صوتية بوضوح حيث توجد بعض الذبذبات التي تؤدي إلى انقطاع الاتصال، بينما في أماكن أخرى تكاد تكون الشبكة منعدمة تماماً.

ويضيف قائلاً: نتغلب على صعوبة ضعف الشبكة في مجال الاتصالات والإنترنت ببلدة الجبية عن طريق الخروج إلى أماكن مفتوحة بحثاً عن توفر خدمة الإنترنت أو الذهاب إلى سقف المنزل أو أي مكان مرتفع لكي نحصل على الشبكة الجيدة، وكذلك لجأنا لشراء محول الواي فاي الذي قد يكون المعين لحل مشكلة ضعف شبكة الاتصالات وتزويدها بالمقوي .

عمل خط ثابت للإنترنت

ويستتبع قائلاً: لقد أصبحت شبكة الاتصالات والإنترنت مهمة جداً في حياتنا اليومية وفي العصر الحالي، بل أصبحت معظم الأمور الضرورية مقترنة بشبكة الاتصالات وخاصة خلال جائحة كورونا أصبح الأهالي معتمدين كثيراً على شبكة الإنترنت في مجال تعليم أبنائهم عن بعد أو التعليم المدمج.

ويختتم المنذري حديثه قائلاً: إن الصعوبة التي يواجهها أبناؤنا الطلبة في مجال التعليم عن بُعد أو التعليم المدمج تكمن في انقطاع خدمة الإنترنت، فبينما الطالب يقوم بأداء اختبار من اختباراته إذ تنقطع كاميرا البرنامج وقد يتهمه المعلم بأنه يقوم بعملية الغش، ولهذا نناشد شركات الاتصالات في السلطنة إذا أمكن إمداد وعمل خط ثابت للإنترنت ببلدة الجبية مثلما وجد في بقية القرى ومركز مدينة عبري.

مع طلبة العلم

أما أنس بن سلمان الهنائي الطالب بالصف الثاني عشر بمدرسة عمر بن مسعود للتعليم الأساسي بولاية عبري فيقول: إن

شبكة الاتصالات ببلدة سويد الماء بولاية عبري للأسف تكاد تكون معدومة ولا يمكننا فتح شبكة الإنترنت لأغراض الدراسة وحضور الحصص عن طريق اشتراكنا في الشبكة الوحيدة المتوفرة خدمتها بالبلدة وهي شركة اوريدو ( خدمة الواي فاي).

ويضيف قائلاً: إنه بسبب ضعف الشبكة وعدم تغطية البلدة بخدمات شركات الاتصالات وخدمة الواي فاي فإننا نواجه صعوبات بالغة في الولوج إلى الإنترنت للدراسة وحتى للأغراض المنزلية الأخرى فضعف الشبكة وعدم توفر الخدمة في البلدة مع قربها من مركز المدينة ووقوعها بمحاذاة شارع رئيسي مهم وهو طريق عبري / جبرين ونحن في القرن الحادي والعشرين فكل هذا يولد لدينا تحديات وعقبات كبيرة في مسارنا الدراسي وعدم مواكبتنا لمتطلبات الدراسة والتطور التقني الحالي.

الذهاب لمركز المدينة

وعن كيفية تغلبه على ضعف الشبكة يقول: أحاول التغلب على ضعف شبكة الاتصالات والإنترنت بالبلدة عن طريق الانتقال أحيانا إلى مركز مدينة عبري وأحيانا أخرى أقوم بالاشتراك عن طريق باقات الهاتف باهظة الثمن والتي لا تخدمنا إطلاقا، وكذلك قمنا بتقديم العديد من البلاغات لشركة الاتصالات ولكن دون حل لهذه الإشكالية مع اننا ندفع اشتراكا شهريا دون توفر الخدمة.

استخدام الهواتف النقالة

ويتابع قائلاً: لقد حاولنا التغلب على ضعف شبكة الاتصالات والولوج إلى الإنترنت ببلدة سويد الماء بولاية عبري عن طريق الهواتف النقالة وكذلك عن طريق تقديم بلاغات لشركة الاتصالات وفي أحيان كثيرة وعند توفر وسيلة النقل الذهاب إلى مركز المدينة ولا توجد لدينا خيارات لحلول أخرى بسبب أن حل إشكالية ضعف شبكة الاتصالات تكمن فقط لدى مزودي الخدمة وضرورة الارتقاء بمستوى خدماتهم المقدمة وتطويرها وبما يتواكب وحاجة المجتمع بشكل عام ومجتمع الطلاب بشكل خاص.

مطالبة ومناشدة

وناشد أنس الهنائي شركات الاتصالات بالعمل على توفير تغطية جيدة في قريته للاتصالات حتى يتمكن ورفاقه من مواصلة تعليمهم بعيدا عن الانقطاعات وتحويل حياتهم من البحث عن تعليم إلى البحث عن شبكة.

عدم حضور الحصص المتزامنة

أما تسنيم بنت سعيد الغسانية الطالبة بمدرسة فاطمة بنت أسد للتعليم الأساسي فتقول: إن ضعف شبكة الاتصالات ببلدة سويد الماء ليست جديدة وهي مشكلة صار لها عدة سنوات ونحن الطلبة لا نستطيع أن نتعامل مع المواقع والتطبيقات الضرورية التي يستمتع بها من هم في جيلنا في أي مكان آخر بالسلطنة ففي الوقت الذي يستخدم الطلبة شبكة الإنترنت للبحث عن المعلومات ولتأدية الواجبات الدراسية لا نزال نستخدم الطرق القديمة والبدائية في تحصيل العلم، وكذلك نجد أنفسنا دائما نغيب عن حضور الحصص المتزامنة وإرسال الواجبات والامتحانات مما يؤثر سلباً في تقييمنا وحصولنا على درجات أقل في مجال التحصيل الدراسي.

تقوية أبراج الاتصالات

وتضيف: لا يكون التعليم ممتعا بهذه الطريقة، لأن التعليم اليوم سواء كان مدمجا أو غير مدمج يحتاج إلى وجود شبكات الانترنت من أجل البحث عن المعرفة الموازية، والتزود بمعلومات إضافية للدروس وهذا شبه متعذر الآن.