654
654
الثقافة

صدور كتاب المختار من كتاب «دفاع عن البلاغة» لأحمد حسن الزيات

20 فبراير 2021
20 فبراير 2021

حمل أدباء عرب على عاتقهم منذ القرن الماضي مهمة الوقوف بوجه دعاوى أدبية تأثرت بمناهج الغرب دعت للتبرؤ من الإرث البلاغي العربي وما فيه من كنايات واستعارات وتشبيهات ومحسنات وطالبت بتبني الأسلوب الغربي الذي يعتمد المباشرة والتركيز على المعنى فكان أحد هؤلاء الأدباء المصري أحمد حسن الزيات.

وضمن مشروعها المتمثل بطباعة مقتطفات من كتب أدبية عربية حققت أثرا حاضرا عبر العصور أصدرت الهيئة العامة السورية للكتاب (المختار من كتاب «دفاعا عن البلاغة») لأحمد حسن الزيات ضمن العدد الـ13 من سلسلة ثمرات العقول.

الكتاب الذي تولى إعداده الدكتور إبراهيم محمد المحمود جاء في مقدمته أن الزيات سعى عبر مؤلفه هذا للدفاع عن البلاغة الأصيلة الصافية التي تنطبق عليها عدة معايير نقدية بعد أن آلمه ما وصل إليه حال البلاغة وما تسرب إليها مما هو من غير أهلها ولا سيما مع مجيء بعض الدعوات الهدامة ممن تخذلهم قواهم من مسايرة ركب الفصحاء البلغاء أو تعجز طباعهم عن ذلك.

ويؤكد المحمود أن تأليف الزيات هذا الكتاب لا يعني تعصبه للغته، ولا رفضه الانفتاح على اللغات الأخرى حيث كان شديد المطالعة للروائع العالمية لعباقرة الفن لذلك جاء هذا الكتاب مدعما بالأدلة النقلية والعقلية وبالنماذج التطبيقية بأسلوب جميل ينم عن فصاحة ولغة عالية.

ويحدد الزيات أسباب التنكر للبلاغة في العصر الحديث بالسرعة التي تدفع المؤلفين لأن يأتوا بكلام لا يتضمن إلا القليل من جمال لغتنا وكنوزها ثم الصحافة لأنها تلزم في كثير من الأحيان كتابها مجاوبة السرعة وتَوَخي السهولة وإيثار العامية إضافة إلى التطفل حيث ظهرت فئة من ذوي الشأن أرادوا أن يكونوا كتابا أو شعراء دون أن يتحلوا بملكة اللغة.

ويعرض الزيات لحدود البلاغة ووظائفها وآلتها وهي الطبع الموهوب والعلم المكتسب، مشيرا إلى مكانة الذوق فيها واختلاف أساليبها وإلى ما فيها من أصالة وإيجاز وتلاؤم ويعني القبول في الآذان والخفة على اللسان رافضا استخدام ما أطلق عليها العامية الأدبية ولجوء بعض الكتاب العرب إلى المدارس الغربية.

يذكر أن أحمد حسن الزيات 1885- 1968 أحد كبار رجال النهضة الثقافية في مصر والوطن العربي كان عضوا في مجامع اللغة بدمشق وبغداد والقاهرة وفي المجلس الأعلى للآداب والفنون بمصر أسس مجلة الرسالة فكانت من أهم المجلات الثقافية في زمنها صدر له عدد من المؤلفات منها تاريخ الأدب العربي. أما الدكتور إبراهيم محمد المحمود من مواليد معضمية الشام 1976 حاصل على دكتوراه في النحو والصرف من جامعة دمشق له جملة من الأبحاث المنشورة في مجلات علمية محكمة.