1589470_228
1589470_228
العرب والعالم

مخاوف اممية من تعريض ملايين اليمنيين للخطر بسبب القتال في مأرب

16 فبراير 2021
16 فبراير 2021

"أنصار الله" يحققون تقدما جديدا باتجاه المدينة -

دبي - (أ ف ب): حذرت الأمم المتحدة من تعريض ملايين المدنيين للخطر جراء التصعيد العسكري في مأرب في اليمن، بينما حققت جماعة انصار الله تقدما جديدا نحو آخر معاقل الحكومة المعترف بها دوليا في شمال البلد الغارق بالحرب. وكتب منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ مارك لوكوك في تغريدة على تويتر "أشعر بالقلق الشديد نتيجة التصعيد العسكري الحاصل في مأرب وتداعياته المحتملة على الاوضاع الانسانية". وحذر من أن "أي هجوم عسكري على مأرب سيضع ما يصل إلى مليوني مدني في خطر وينتج عنه نزوح مئات الاف، الأمر الذي سيؤدي الى عواقب إنسانية لا يمكن تصورها. لقد حان الوقت الآن للتهدئة، وليس لمزيد من البؤس للشعب اليمني". ويشن انصار الله منذ أكثر من عام حملة للسيطرة على المدينة تكثّفت في الاسبوعين الأخيرين. وحققت الجماعة خلال الساعات الماضية تقدما جديدا نحو مدينة مأرب الواقعة على بعد 120 كلم شرق صنعاء الخاضعة لسيطرتهم، إثر معارك مع القوات الحكومية أدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين. وقال مصدر عسكري يمني لوكالة فرانس برس إن "مقاتلوا انصار الله تمكنوا من التقدم غرب وشمال مدينة مأرب بعد سيطرتهم على منطقة الزور وصولا إلى الجزء الغربي من سد مأرب وإحكام السيطرة على تلال جبلية تطل على خطوط امداد لجبهات عدة". وبحسب مصادر عسكرية أخرى، فإنّ القوات الحكومية حشدت مئات المقاتلين للقتال على الجبهات. وقتل العشرات من الجانبين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وفقا للمصادر العسكرية. كما تسببت الاشتباكات في مأرب في نزوح مئات اليمنيين خاصة في مخيم الزور القريب من سد مأرب بعد وصول الاشتباكات إلى المنطقة. ومن جانبهم، قالت الجماعة إنه تم شن 13 غارة جوية على مناطق متفرقة في محافظة مأرب. وكانت مدينة مأرب بمثابة ملجأ للكثير من النازحين الذين فروا هربا من المعارك أو أملوا ببداية جديدة في مدينة ظلت مستقرة لسنوات، ولكنهم أصبحوا الآن في مرمى النيران مع اندلاع القتال للسيطرة عليها. وكانت المدينة الواقعة على بعد حوالى 120 كيلومترا شرق العاصمة صنعاء حيث يفرض انصار الله سيطرتهم منذ 2014، تجنّبت الحرب في بدايتها، لكن مقاتلوا الجماعة يشنون منذ عام تقريبا هجمات للسيطرة عليها، وقد تكثفت في الأسبوعين الأخيرين. وبحسب المتحدثة باسم المنظمة الدولية للهجرة أوليفيا هيدون فإنه "إذا انتقل القتال باتجاه المناطق المأهولة او مواقع النازحين، سنرى الناس يفرون مرة اخرى باتجاه مناطق شرق وجنوب مدينة مأرب مع موارد أقل". وقالت لفرانس برس إن "جزءا كبيرا من هذه (المناطق) يعد منطقة صحراوية، ما يعني أن أي نزوح في ذلك الاتجاه سيؤثر على وصول العائلات إلى المياه". وأشارت هيدون أن نحو 650 عائلة اضطرت للفرار بسبب اندلاع القتال مرة اخرى، موضحة أن أي تغيير على الجبهات سيؤدي إلى المزيد من موجات النزوح. "الجائزة الكبرى" ويسعى انصار الله للسيطرة على مأرب قبل الدخول في أي محادثات جديدة مع الحكومة المعترف بها خصوصا في ظل ضغوط إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للدفع باتجاه الحل السياسي. ومن شأن سيطرة الجماعة على مأرب توجيه ضربة قوية إلى الحكومة المدعومة من تحالف عسكري تقوده السعودية منذ مارس 2015، إذ إن شمال اليمن سيصبح بكامله في أيدي انصار الله. ويرى ماجد المذحجي من مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية أن "مأرب هي الجائزة السياسية والاقتصادية الكبرى التي يحلم بها انصار الله" منذ بداية الحرب. ويشير المذحجي إلى أنه في حال استطاع انصار الله السيطرة على مأرب "فإنهم سيسيطرون على جزء كبير من الموارد" في المحافظة الغنية بالنفط. وأكد لفرانس برس أن هذا "سيتعدى مجرد تحسين شروط التفاوض السياسي لأنه انطلاقا من مأرب بإمكان (انصار الله) السيطرة على كل اليمن اعتمادا على مواردها وعلى قوتهم السياسية الهائلة باعتبارهم يسيطرون على كل الشمال" في اليمن. وأضاف "لن يتراجع انصار الله"، معتبرا أن "لا توجد شروط سياسية مثالية للانصار الله مثلما هي الآن". وأوقف الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤخّرا دعمه للعمليات الهجومية السعودية في النزاع اليمني المستمر منذ اكثر من ست سنوات إذا اعتبره الرئيس الأمريكي "كارثة" يجب أن تنتهي. وامس الثلاثاء، أعلن التحالف الذي تقوده السعودية عن "اعتراض وتدمير طائرة بدون طيار مفخخة أطلقتها انصار الله تجاه مطار أبها الدولي"، بحسب ما نقلت قناة "الإخبارية" السعودية.