5444
5444
العرب والعالم

الأمم المتحدة تدعو لضبط النفس وتحذر من خروج الوضع عن السيطرة

16 فبراير 2021
16 فبراير 2021

بعد إستهداف قاعدة عسكرية تؤوي جنودا للتحالف الدولي بـ"أربيل" -

أربيل (العراق)- (أ ف ب): حذرت الأمم المتحدة امس الثلاثاء من خروج الوضع عن السيطرة في العراق بعد هجوم صاروخي استهدف ليلا قاعدة جوية في كردستان تؤوي جنودا أمريكيين، ما تسبّب بمقتل متعاقد مدني أجنبي وجرح آخرين من عراقيين وأجانب بينهم عسكري أمريكي. والهجوم هو الأول الذي يستهدف مرافق غربية عسكرية أو دبلوماسية في العراق منذ نحو شهرين، إذ يعود الهجوم الأخير إلى منتصف ديسمبر حينما انفجرت صواريخ قرب السفارة الأمريكية في بغداد. وشجبت ممثلة الأمم المتحدة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت في تغريدة "مثل هذه الأعمال الشنيعة والمتهورة" التي "تشكل تهديدات خطيرة للاستقرار"، ودعت إلى "ضبط النفس والتعاون الوثيق بين بغداد وأربيل لتقديم الجناة إلى العدالة". إعادة فتح المطار وبحلول صباح امس الثلاثاء، رفعت بقايا ومخلفات الصواريخ التي تركت خلفها حفراً صغيرة في عدد من شوارع أربيل وآثارا على جدران خارج بعض المنازل. وقال متحدث باسم الحكومة لوكالة فرانس برس أن مطار أربيل استأنف جدول رحلاته المعتادة ظهرا (09:00 ت غ)، بعدما كان مغلقا خلال الصباح امام الرحلات الجوية. وقالت ناريمان محمد (51 عاما) وهي من أهالي أربيل إن "هذا القصف بالتأكيد أثر علينا، عرض حياتنا للخطر"، واضافت "لا أرى أي معنى لكل هذا، نحن بشر أيضاً ونريد ان نعيش". ويبدو أن الهجوم استهدف مجمعاً عسكرياً في مطار أربيل تتمركز فيه قوات أجنبية تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لدعم العراق في مكافحة المتشددين. غير أن صواريخ سقطت أيضاً في أحياء سكنية، بحسب دائرة الصحة في المدينة التي أفادت عن سقوط خمسة جرحى من المدنيين. وأكد المتحدث باسم التحالف واين ماروتو امس الثلاثاء لفرانس برس أن ثلاثة صواريخ ضربت المطار، ما أدى إلى مقتل موظف مدني أجنبي ولكنه ليس أمريكياً. وأصيب تسعة أشخاص آخرين بجروح، بينهم ثمانية موظفين مدنيين وعسكري أمريكي، بحسب ماروتو. وبقي مطار أربيل مغلقاً حتى صباح امس الثلاثاء فيما تقوم السلطات بتقييم الأضرار، كما أكد مدير المطار أحمد هوشيار لفرانس برس. وندد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مساء الاثنين في بيان "بالهجوم الصاروخي"، متعهّداً "محاسبة المسؤولين عنه". وأضاف أنه تواصل مع رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني لتأكيد "الدعم" الأمريكي "الكامل" لإجراء تحقيق في الهجوم. ودان بارزاني بدوره الهجوم "بأشدّ العبارات"، فيما جاء في تغريدة للرئيس العراقي برهم صالح أن "استهداف أربيل الذي أوقع ضحايا، يُمثل تصعيداً خطيراً وعملاً إرهابياً اجرامياً"، وأكّد مصدران أمنيان لفرانس برس أنّ الهجوم شُنّ من داخل أراضي كردستان العراق. فصائل مسلح يتبنى وتبنّت مجموعة تسمي نفسها "سرايا أولياء الدم" الهجوم الصاروخي على أربيل. لكنّ مسؤولين أمنيين صرحوا لفرانس برس أن اسم هذه المجموعة مجرد "واجهة" لفصائل مسلّحة معروفة موالية لإيران تريد انسحاب القوات الأجنبية من العراق. وبدأ استهداف منشآت عسكرية ودبلوماسية غربية في العراق منذ خريف العام 2019 بالصواريخ، لكن معظم هذه الهجمات تركّز في العاصمة بغداد. وأطلقت طهران فجر 8 يناير 2020 صواريخ على قاعدتي عين الأسد (غرب) وأربيل (شمال) حيث يتمركز عدد من الجنود الأمريكيين البالغ عددهم 5200 في العراق، رداً على اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني بضربة أمريكية قرب مطار بغداد. مذاك استهدفت صواريخ بشكل متكرر السفارة الأمريكية في العاصمة العراقية، ونسب مسؤولون أمريكيون وعراقيون هذه الهجمات إلى فصائل موالية لإيران. في أكتوبر، هدّدت الولايات المتحدة بأنها ستغلق سفارتها في بغداد في حال استمرّت الهجمات الصاروخية، ما دفع الفصائل المتشددة إلى الموافقة على هدنة دائمة. ومنذ أن أعلن العراق الانتصار على تنظيم داعش في أواخر العام 2017، قلّص التحالف الدولي عديد قواته في العراق إلى ما دون 3500 عنصر، بينهم 2500 جندي أمريكي. وتتمركز غالبية القوات الأجنبية في المجمع العسكري في مطار أربيل بحسب مصدر في التحالف.