1588542_228
1588542_228
الاقتصادية

السلطنة ترتقي سلم الابتكار التقني وتتبنى تقنيات حديثة في مختلف القطاعات

15 فبراير 2021
15 فبراير 2021

حققت المركز الخامس عربيًا في مؤشر جاهزية الحكومات للذكاء الاصطناعي خلال 2020 -

كتبت - رحمة الكلبانية -

في إطار الجهود التي تستهدف تحسين مكانتها في مؤشرات الابتكار العالمية، حققت السلطنة المركز الخامس عربيًا في مؤشر جاهزية الحكومات للذكاء الاصطناعي لعام 2020 من قبل مؤسسة الاستشارات «أوكسفورد انسايتس»، وجاءت في المرتبة الـ48 عالميًا في مؤشر هذا العام، بمتوسط 52 نقطة (من 100 نقطة) مقارنة بالمركز 59 في عام 2019.

وفي قيمة المؤشرات الفرعية لعام 2020، سجلت السلطنة مؤشرًا عاليًا في توفر البيانات بلغ 96.4، و73.58 في مؤشر البنية التحتية، و64 في مؤشر السعة الرقمية، و62.3 في مؤشر الحوكمة والأخلاقيات، و45.5 في مؤشر رأس المال البشري، و44.2 في مؤشر القدرة على الابتكار.

وسلط مشروع بحثي حول الانعكاسات الاقتصادية للثورة الصناعية الرابعة، أصدره صندوق النقد العربي الاثنين الضوء على مجموعة من المبادرات التي قامت بها السلطنة لتعزيز مفهوم الابتكار الصناعي وتبني التقنيات الجديدة، ومن أبرزها «مبادرة الابتكار الحكومي» التي دشنتها وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات بهدف تحفيز الإبداع والابتكار في القطاع الحكومي وإتاحة الفرصة للتنافس في تقديم مقترحات واقعية لتطوير المشاريع الحكومية ورفع كفاءتها من خلال إيجاد حلول إبداعية للتحديات التي تواجهها في مجال الخدمات والعمليات والإجراءات.

وقال الصندوق إن السلطنة تستهدف من خلال المبادرة حفز ودعم الابتكار والإبداع لدى الجهات الحكومية لتقديم مقترحات فاعلة تسهم في إيجاد حلول ذكية لتطوير الأداء الحكومي وزيادة كفاءته في المجالات المتاحة، بهدف تقليص الوقت والجهد اللازمين لتقديم الخدمة مع الحفاظ على أعلى معايير جودة الخدمة وفاعليتها، واستخدام أنماط غير تقليدية وتوظيف للتقنيات الحديثة الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي، وسلسلة الكتل «البلوك تشين» وانترنت الأشياء والحوسبة السحابية وتطبيقات الواقع الافتراضي، وغيرها من الخطوات التي تعد نقلة نوعية تدعم الأداء الحكومي المتقدم.

وأشار المشروع البحثي إلى مجموعة من المبادرات التي تقوم بها جهات خاصة وأكاديمية في السلطنة لتعزيز الابتكار الاصطناعي؛ منها شركة تنمية نفط عمان التي تبنت التقنيات الناشئة ومنهجيات أجايل السريعة في العمل بشكل مبتكر كجزء من خطة التحول الرقمي التي اعتمدتها حديثًا لأتمتة سير العمل والعمليات الروبوتية، والكشف عن المشكلات الميدانية «افتراضيًا»، ومعاينة خطوط الأنابيب عن بعد باستخدام الطائرات ذاتية التحليق وتقنيات الذكاء الاصطناعي.

وذكر الصندوق أن جامعة السلطان قابوس تنشط بشكل كبير في مجال تطبيقات الذكاء الاصطناعي، من خلال تنفيذ مشاريع ذات صلة بالثورة الصناعية الرابعة، من بينها الشوارع الذكية، ونظام التشخيص وتوفير الرعاية الصحية عن بعد، ونظام الملاحة القائم على الرؤية باستخدام تطبيق الروبوت الموجه بتقنية التعلم العميق، وإدارة المياه، وتقنية الذكاء الاصطناعي في الشبكات العصبية الذكية المستخدمة في التشخيص الطبي.

في التصدي لكوفيد

وللمساهمة في الحد من انتشار فيروس كورونا وخلق آليات جديدة للتكيف من خلال التقنيات الحديثة، قامت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات بالتعاون مع اللجنة العليا لبحث آلية التعامل مع كورونا في مارس 2020م بإطلاق مبادرة العمل من المنزل، وتهدف المبادرة إلى توفير البنية الأساسية والأدوات اللازمة لموظفي الجهات الحكومية لتمكينهم من القيام بأعمالهم عن بعد بما في ذلك توفير الاتصال الآمن والخدمات السحابية. كما أطلق مجلس البحث العلمي برنامجًا وطنيًا لتقديم المقترحات البحثية المتعلقة بمواجهة كورونا «كوفيد 19» على أن تتناول الذكاء الاصطناعي، والتعليم الإلكتروني في زمن الوباء (المشاكل والحلول)، وتقنيات التتبع والمراقبة الحديثة، وإدارة الأزمات.

وقد قامت شرطة عمان السلطانية باستخدام الطائرات ذاتية القيادة لتوعية المشاة ومرتادي الأماكن العامة وتوجيههم بضرورة تطبيق التباعد الاجتماعي وعدم التواجد في الأماكن المزدحمة أو حيث يكون خطر الإصابة بالعدوى أكبر، كما قامت بلدية مسقط بتفعيل هذه التقنية واستخدامها لتعقيم الطرق في ولاية مسقط.

تعزيز القطاعات

ولا يقتصر التطور التقني الذي تشهده السلطنة على قطاعات الصحة والتعليم والطاقة، بل تتسع الدائرة لتشمل القطاع الزراعي، الذي يعد مشروع المليون نخلة أهم نماذجه، حيث يستخدم المشروع التقنية الحديثة لنظام الري للتحكم بالموارد المائية وتقليل الاستنزاف، واستخدام التقنية لتطوير عمليات تصنيع التمور وزيادة الإنتاجية. كما تم توظيف تقنية الطائرات ذاتية التحليق (الدرون) في التلقيح والكشف المبكر عن الأمراض والآفات التي قد تصيب أشجار النخيل.

وفي قطاع السياحة، تم تطوير مشاريع الواقع الافتراضي الذي يشجع على استخدام التقنية في التعريف بالثقافة والبيئة العمانية، وتطوير عدد من تطبيقات الهواتف المحمولة التي تساعد السياح على اكتشاف المعالم السياحية في السلطنة مثل دليل السياحة الجيولوجية في مسقط لتسويق المناطق والمعالم السياحية.