oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

مستقبل السياحة الثقافية

15 فبراير 2021
15 فبراير 2021

تشكل السياحة مصدر الدخل الأول للكثير من دول العالم، وتحقق هذه الدول مليارات الدولارات كل عام من وراء صناعة السياحة التي تشتغل على كل مقومات الدولة وتحولها إلى مركز جذب سياحي محلي ودولي وبأسلوب عصري جاذب.

والقطاع السياحي مستودع مهم لفرص العمل إذ تشير الدراسات الدولية إلى أن 11% من الوظائف في الكثير من دول العالم تتركز في القطاع السياحي، وهذه نسبة ليست بسيطة يقدمها قطاع واحد، وترتفع النسبة أكثر في بعض دول العالم لتصل إلى حدود 15%. وتشكل السياحة في الكثير من الدول السياحية مساهمة تصل إلى 15% من الدخل القومي، وهي نسبة جيدة جدا يقدمها هذا القطاع الحيوي وبالمثل فإن هذه النسبة ترتفع في بعض الدول لتتجاوز 25%.

وتتميز السلطنة بمقومات سياحية لا حدود لها تبدأ من محافظة مسندم وإلى محافظة ظفار في تنوع طبيعي لا يتكرر في الكثير من دول العالم، حيث يجاور البحر السلاسل الجبلية الخلابة ويجاور كذلك السهل الزراعي والرمال الذهبية، حيث من النادر أن تلتقي الصحراء بالبحر، وفي المحافظات الداخلية هناك سلاسل جبلية شاهقة تحوي كنوزا طبيعية وتشكيلات جيولوجية غاية في الجمال والروعة، وهي أرضية لاستثمارات سياحية من شأنها أن تدر المليارات لخزينة الدولة بشكل سنوي، وعُمان بهذا المعنى كنز سياحي يمكن أن يتحول بالاشتغال الحديث إلى مصدر أساسي للدخل الوطني في ظل تذبذب أسواق النفط. وإذا كانت السياحة فيها أنماط كثيرة فإن السياحة الثقافية يمكن أن تؤدي في السلطنة دورا مهما في جذب السياح إذا حولت المواقع الثقافية إلى مراكز سياحية جاذبة، ولا تقوم الدول وحدها بهذه المشروعات بل هي مشروعات القطاع الخاص.

والسياحة الثقافية نشطة ومطلوبة في العالم اليوم ولها حضورها وإسهامها جنبًا إلى جنب مع السياحة الطبيعية والسياحة الطبية وغيرها من أنماط السياحة المعروفة.

وإضافة إلى القلاع والحصون التي لا تخلو منها ولاية عمانية فهناك الحارات القديمة التي يمكن أن تحول ببعض الاستثمارات المحلية أو حتى الدولية إلى مراكز جذب سياحي مهم، عبر تحويلها إلى نزل تراثية وإلى مقاهٍ لديها قدرة الجذب لمزجها بين الأصالة والمعاصرة، كما أن هناك بيوت العلماء والشعراء التي يمكن أن تتحول إلى متاحف، وهناك القرى التي عاش فيها العلماء والشعراء وتمثلوها في إبداعهم الشعري أو الروائي.

وهناك النقوش الصخرية التي لا يخلو صخر في عمان منها وتمثل أحيانًا الإرهاصات الأولى لبداية الأبجدية، كل هذه المعطيات يمكن أن تشكل نمطا سياحيا يضيف قيمة كبيرة للدخل الوطني كما يعرّف بعمان ومكانتها الثقافية.

وهذه الأنماط من السياحة لا بد أن يكون لها حضورها في المرحلة القادمة.. فعُمان ثرية بالجمال أينما ولّى السائح بوجهه فيها.