oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

حتى لا ينطفئ النور في آخر النفق

13 فبراير 2021
13 فبراير 2021

إذا تجاوزت أعداد الإصابات بفيروس كورونا في السلطنة وضعها الحالي فإن الأمر سيخرج عن السيطرة.

هذا هو جوهر القلق الذي تشعر به اللجنة العليا ووزارة الصحة وعلى الجميع أن يعيه جيدا. الموجة الجديدة من الوباء كبيرة جدا وآثارها صعبة وبعض السلالات المنتشرة الآن نسبة انتشارها كبيرة إضافة إلى أن تأثيرها على الحياة أكثر خطورة من الفيروس الأصلي. وتحاول اللجنة العليا أن توازن بين الأمن الصحي للمواطنين والمقيمين وبين أن تبقي مناحي الحياة مفتوحة أمام الجميع. وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بتعاون الجميع والالتزام بالإجراءات الاحترازية التي باتت معروفة للجميع بل تحولت عند البعض إلى جزء أصيل من السلوك اليومي.

تعرف اللجنة العليا التي أقدمت على غلق كافة الأنشطة التجارية في شمال الشرقية خلال الفترة المسائية أن الوباء لو عاد للانتشار الكثيف مرة أخرى فإن المستشفيات يمكن أن تصل إلى طاقتها الاستيعابية لأن السلالات الجديدة سريعة الانتشار وتأثيرها أكبر من السلالة التي كانت سائدة خلال العام الماضي. ولا تريد اللجنة، ولا أحد يتمنى، أن نصل إلى هذه المرحلة أو أن تقرر اللجنة العليا مرة أخرى فرض منع الحركة وإغلاق بعض الأنشطة التجارية التي عانى أصحابها الكثير خلال العام الماضي.

الاستراتيجية الوحيدة الآن في هذا المنعطف التاريخي من عمر الوباء والتي يمكن أن تضمن حالات عدوى أقل وبالتالي عدد وفيات أقل وأنشطة تجارية مفتوحة وحرية في الحركة هي أن يستمر الناس في الالتزام بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات وترك التجمعات والالتزام بالإجراءات الصحية. وإذا كانت هذه الإجراءات صعبة قبل عام فإن الجميع قد تعود عليها الآن وهي في جميع الأحوال أفضل بكثير من توديع الجنائز بشكل يومي وأيضا من العودة للحجر المنزلي وإغلاق الأنشطة الاقتصادية وتعطل أرزاق الناس.

ويقول علماء الأوبئة إن السلالات الجديدة أكثر انتشارا من الفيروس الأصلي بحوالي 3 مرات. وإذا كان معدل «R0» قد كان في الموجة الأولى في السلطنة عند الرقم 1 فإنه يمكن أن يصل في هذه الموجة، لا قدر الله، إلى 3 بمعنى أن كل شخص مصاب بعدوى الفيروس مرشح لنقل العدوى إلى 3 أشخاص على الأقل وهذه نسبة كارثية كما يقول علماء الأوبئة. فكل مائة مصاب يمكن أن ينقلوا العدوى إلى 300 شخص آخرين وهم بدورهم ينقلونه إلى 900 شخص وخلال فترة وجيزة ستكون العدوى منتشرة بشكل خارج عن السيطرة. الحل الآن في أيدي الناس قبل أن يتحول إلى قرارات تصدر عن اللجنة العليا التي من بين أهم مهام عملها حماية المجتمع من موجة تفشٍ جديدة تكبد الدولة والمواطنين خسائر جديدة. لنسعى إلى حيث النور الظاهر في آخر النفق.. الطريق لم يعد طويلا كما كان ولكن علينا بالصبر.