1587354
1587354
الثقافة

الفنان السعودي منير الحجي: المشهد التشكيلي العربي حاله كحال المواطن العربي

13 فبراير 2021
13 فبراير 2021

الأقصر (مصر) «د ب أ»: قال الفنان التشكيلي السعودي، منير الحجي: إن حال المشهد التشكيلي العربي يشبه حال المواطن العربي، حيث « يتحرك وهو بين أربعة جدران ... يتأمل ويأمل ولكنه بدون أمل ... طَموح ولكنه يخشى من مستقبل قد يكون غير مستقر ... تأتيه الفرص ويبدأ في استثمارها لكنه يتوقف ... أو تسرق منه».

وأشار الحجي، في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إلى أنه برغم تلك الرؤية للمشهد التشكيلي العربي، فإنه غير متشائم، ولفت إلى أن هناك من يشقون أنفاق الإبداع لعبور القارات من الفنانين العرب الذين حققوا مكانة مرموقة للفنون التشكيلية العربية، وسجلوا موقعا دوليا متقدما برغم «التيارات المضادة».

وحول رؤيته لمدى قُرب الفنانين العرب من العالمية، قال الحجي: إن الفنانين العرب قريبون من الحركة التشكيلية العالمية، ومواكبون لها، إن لم يكونوا أفضل منها، وأن الفارق هنا هو «الكم» وليس «الكيف»، وأن الحركة التشكيلية العالمية، قد تتفوق على الحركة التشكيلية العربية في كثرة المعاهد والمتاحف الفنية، وبما يقدمونه من دعم وتسهيلات تساعد الفنان على الإبداع والتطور، وباحترامهم للفنان التشكيلي، ومحبتهم للفن، مقابل أن الفنانين العرب يمتلكون الأمل فقط، ويبحثون عمن يحتضنهم ويقدم لهم الدعم ويمد لهم يد المساعدة. وأكد أن العالم العربي لديه الكثير من التشكيليين الذين صاروا فنانين عالميين.

لكنه لفت إلى أن الفنان التشكيلي العربي لا يستطيع، حتى اليوم، العيش من ناتج ممارسته للفنون التشكيلية، باستثناء قليلين ممن حالفهم الحظ وصار الفن مصدر رزق لهم.

وحول ما يثار عن وجود فن تشكيلي نسوي وآخر ذكوري، قال الحجي إنه لم يكن له نظرة تفرق بين عمل فني أبدعته امرأة، وعمل فني أبدعه رجل، وأنه يجدهما دوما متفقين ومتكاملين، مع اختلاف الميول، حيث توجد ألوان تميل لها الفنانات أكثر من الفنانين، أو مقاسات تتوافق ونظرة المرأة، وأن الرجل كذلك يعشق - على سبيل المثال - الألوان الراكدة، وأن الرجل والمرأة يتبادلان الأدوار في المشهد التشكيلي، مع إطلاقة أسرع لصالح المرأة التي تمكنت من المزاحمة على المراكز المتقدمة خاصة في الوطن العربي.

وحول موضوعات ومفردات أعماله التشكيلية، قال الحجي: إن أكثر أعماله تدور في فلك التراث وتبجيله، ونقله بكل ثقافاته للجيل الجديد، وأن المرأة حاضرة في أعماله بشكل مباشر وغير مباشر، وأنه كان في بداياته يركز على الأمومة عند تناوله للمرأة في أعماله، أما اليوم فهو يركز على أزياء المرأة وما تتميز به تلك الأزياء من زخارف شعبية.

وحول بدايات مسيرته الفنية، قال الحجي: إن علاقته بالفنون التشكيلية بدأت كهواية يمارسها في أوقات الفراغ مع مجموعة هوايات أخرى، لكن هواية الرسم طغت على بقية الهوايات، واستحوذت على الكثير من وقته، فوجد نفسه يبحث في دهاليز الرسم، وما يستهويه أكثر، فجرب كل ما تقع عليه عيناه من أساليب فنية وبدون دراسة أو تمعن في المسميات ليصل لهذا الاتجاه أو ذلك الأسلوب أو تلك المدرسة.

وبدأ برسم الواقع كما هو (المدرسة الواقعية) وأسهب فيه، وأنتج مجموعة كبيرة لم يهتم بعرضها للناس، وبعدها زاد اهتمامه بتطوير هذه التجربة وربما تغييرها، فجرب (المدرسة السريالية) وذلك بعدما أبهرته بجمال شكلها وروح مضمونها وفنانينها الكبار مثل سلفادور دالي. ثم عَمِلَ على تقسيم اللوحة إلى مربعات ومكعبات لونية (المدرسة التكعيبية) بأسلوبه الخاص، وكان نتاج ذلك 30 لوحة أقام لها معرضا خاصا.

ويضيف أنه بعد ذلك أخذ يبحث عن أسلوب أسرع لإنهاء اللوحة، وعمد إلى ضربات الفرشاة السريعة العريضة المدروسة أكثر والتي يسميها بـ(التأثيرية) لوضوح أثر الفرشاة في اللوحة. وقد أنتج مجموعة كبيرة من اللوحات التي تأثر فيها بـ(التأثيرية) وأقام بها معارض شخصية وثنائية مع الفنان علي الصفار في المملكة العربية السعودية، وبعض بلدان الخليج العربي، وبعدها انطلق مع الألوان الأكريلك، والتي استفاد فيها من كل تجاربه الفنية السابقة.

وحول علاقته بلوحاته وألوانه وفرشاته، قال إنه وخلال مسيرته الفنية، صارت بينه وبين اللوحة وكل ما له صلة باللوحة علاقة مودة ومحبة وألفة، وأنه يشعر وهو يرسم بأنه في رحلة استجمام، وعالم آخر يمثل له المتنفس، وينتابه شعور الشخص الذي ينتظر مولودا جديدا، وأن نهاية رسم اللوحة، هي لحظة السعادة التي ينتظرها وكله شوق لرؤية المولود الجديد، الذي هو لوحته الجديدة بالطبع.

يُذكر أن الفنان التشكيلي السعودي منير الحجي يتمتع بعضوية عدد من المؤسسات والجماعات الفنية السعودية والعربية، مثل جماعة البحرين للفن المعاصر، وفناني الخبر، وفناني القطيف. وقد نال العديد من الجوائز والتكريمات، كما أقام معارض شخصية في بلدان عدة، مثل الولايات المتحدة، وكندا، وبريطانيا، والبحرين، وشارك في لجان تحكيم عدد من الملتقيات في السعودية، والمغرب، وتركيا، والبرازيل.