1586866_228
1586866_228
ولايات

قرية الحبي التاريخية اشتق اسمها من الحب والوداعة والسلام

12 فبراير 2021
12 فبراير 2021

القرية حلقة وصل بين ولايتي بهلا وأدم -

تجمع بين النمطين الحضري والبدوي وتتوزع فيها واحة النخيل الخضر -

ـ المطالبة بضرورة الاهتمام بالحارات القديمة وترميمها -

ـ تنعم بمنجزات النهضة الحديثة ، وبها مدرستان حكوميتان -

زارها ـ أحمد بن ثابت المحروقي -

قرية الحبي بولاية بهلا من القرى الجميلة التي تجمع بين النمطين الحضري والبدوي وتتوزع فيها واحة النخيل الخضراء التي ترويها أفلاجها العذبة ، وللقرية معالم أثرية قديمة ومباني تراثية عريقة في القدم . (عمان ) كانت لها هذه الزيارة لقرية الحبي والتقت بالمواطن محمد بن سعيد العميري أحد سكان قرية الحبي والذي عرفنا على هذه القرية وما تضمه من تاريخ وتراث ومعالم وما تشهده من نهضة تنموية وعمرانية . موقعها وسبب تسميتها بداية يقول محمد بن سعيد العميري بأن : الحبي معشوقة القلب التي يحنو إليها كل من تنفس هواءها ، واستقى ماءها ، وعاش وترعرع على ذرى ترابها ، هي الواحة الخضراء القابعة في وسط الصحراء والتي تحييك بأشجار نخيلها من كل جانب وهي إحدى القرى التابعة لولاية بهلا بمحافظة الداخلية ، وتبعد عن مركز الولاية حوالي خمسة وأربعون كيلو مترًا ، كما أنها تبعد عن ولاية أدم حوالي ثمانية وعشرين كيلو مترا ، و تعتبر حلقة الوصل بين ولايتي بهلا وأدم ، حيث اشتق اسمها من ( الحب ) وهي بذور القمح الذي كان يزرع فيها ، ويقال عنها أيضًا بأن من سكنها كان شغوفًا بحبها . أفلاج الحبي ومنتجاتها الزراعية وأضاف العميري بأن قرية الحبي تضم في جنباتها مجموعة من الأفلاج ، أهمها فلج العين ويعتبر الأكبر على مستوى أفلاج القرية ويروي العدد الأكبر من مزارع القرية وفلج الطفيل وفلج الصغيّر وعملت الحكومة على مساعدة تلك الأفلاج بآبار تصب في قنواتها لتسقي المحاصيل والمزارع في القرية ، كما يوجد بها فلج الوديم وفلج السمن الذي اندثر ومعالمه ما زالت باقية إلى يومنا هذا . وتميزت الحبي قديمًا بزراعة مختلف المحاصيل الزراعية كالنخيل والليمون والبرسيم وبعض المحاصيل الأخرى كالفواكه والخضروات والتي تقلصت حاليًا بسبب ندرة المياه . معالم الحبي التاريخية وعن المعالم التاريخية بالحبي قال محمد العميري : من المعالم التاريخية والباقية في القرية ( الحصن ) والذي يعتبر من الحصون المشهورة في ولاية بهلا ، كذلك تضم عددًا من الحارات القديمة ( كالحارة الحدرية والحارة العلوية وحارة التّل ) وهي من الحارات القديمة المسورة وما زالت تحكي تاريخ الأجداد في هذه القرية العريقة . ويطالب الأهالي في البلدة وزارة التراث والسياحة بضرورة الاهتمام بتلك الحارات وترميمها حيث أنها آخذه في الانهيار بسبب خروج الأهالي عنها لبيوت عصرية حديثة وبسبب قدمها حيث إنها بنيت بالجص والصاروج والطين . سوق الحبي التقليدي سوق الحبي واحدًا من المعالم الأثرية في القرية ويحكي أهمية أن الحبي كانت وما زالت مركزًا تجاريًا فريدًا عن غيرها من قرى الولاية ، حيث كانت تعرض فيه السلع والبضائع بشكل يومي بعد صلاة الظهر فيما يعرف ( بالمناداة ) ، كذلك كان يضم عددًا من المحال التجارية التي كان يعرض فيها الملابس والمواد الغذائية ، وتجلب له السلع والبضائع من القرى المحيطة بالقرية . ويحكي الآباء بأن سوق الحبي كان غنيًا بمختلف السلع وتشمل الأسماك المجففة ، والجح والشمام ، والبرسيم ، والأغنام ، والأخشاب والسعفيات والعسل والسمن العماني والتمر والليمون ، كما كان مزاد الفلج ( القعادة ) حاضرةً فيه بعد صلاة العصر . وسوق سابع شاهد على عراقة الحبي تجاريًا ، فقد كانت تعرض فيه أغنام العيدين فيما يعرف ( بالهبطة ) ، والآن يطالب أهالي قرية الحبي من الحكومة الرشيدة بتخصيص أرض لإعادة بناء سوق الحبي وذلك لأن موقعة القديم لم يعد صالحًا بسبب ضيقه وعدم اتساعه لحركة الناس والسيارات . وتشهد القرية حاليًا حركة تجاريةً نشطةً حيث تتعدد المحال التجارية في أرجائها وتنوع الأنشطة التجارية فيها وتشهد رواجًا كبيرًا فهي تتنوع الى أنشطة تجارية وتشمل محلات بيع المواد الغذائية بأنواعها وأشكالها وصناعية وتشمل محلات الحدادة والنجارة ومحلات تصليح السيارات وصيانتها ومحطة تعبئة الوقود وزراعية وتشمل العديد من محلات المنتجات الزراعية ومحلات بيع اللحوم والأسماك والدواجن ، كما يوجد فيها العديد من محلات المواد الاستهلاكية ومحلات الحلاقة والخياطة . جامع الحبي القديم جامع الحبي القديم يعتبر شاهدًا على حياة الإنسان الدينية والاجتماعية فهو يقوم بدوره الديني والاجتماعي في المناسبات الاجتماعية وموقعه القديم في حصن الحبي والذي يجاوره مدرسة تعليم القرآن الكريم القديمة وهما بحاجة أيضًا إلى الترميم والصيانةٍ . ولقد شيد أهالي البلدة جامع الحبي الجديد ليكون منارة وصرحًا دينيًا واجتماعيًا وثقافيًا للقرية حيث تقام فيه صلاة الجمعة وكذلك تقام فيه المحاضرات والفعاليات الثقافية والتعليمية التي ينظمها شباب القرية .كما يوجد في الحبي العديد من المساجد الحديثة والتي تنتشر في أحيائها وأماكن تجمع السكان فيها. المهن التي يعمل بها الأهالي قديمًا وأشار محمد العميري في حديثه عن الحبي قائلا : من المهن التي مارسها أهل الحبي قديمًا الحدادة ، والنساجة وصناعة السعفيات ، والتجذيع ، كما عملوا في الزراعة وتربية الماشية ، كل تلك المفردات تكون حاضرة في المعارض التي يقيمها فريق الحبي أو ضمن فعاليات المعارض المدرسية ، حتى يتعرف الأبناء على تلك الحرف والمهن التي عمل بها أجدادهم وآباؤهم قديمًا . فن الرزحة في الحبي من الفنون التقليدية الباقية والتي يحرص أهالي قرية الحبي على إحيائها في المناسبات المختلفة سواءً أكانت دينية أو اجتماعية أو ثقافية ( فن الرزحة ) ذلك الفن الذي يحييه حاليًا الأبناء بصحبة آبائهم في منظرٍ فريدٍ يدعو للفخر بأن الفنون التقليدية ستظل باقية لأجيال قادمة مهما دخلت التقانة والعصرية والتقدم . المجالس الاجتماعية تضم قرية الحبي عددًا من المجالس الاجتماعية التي يقيم فيها أهالي القرية مناسباتهم الاجتماعية المختلفة ، كما تستخدم للتجمعات الصحية والثقافية وتبادل الآراء والمقترحات فيما يفيد الصالح العام لأهالي القرية . الحبي تنعم بمنجزات النهضة المباركة وقال محمد بن سعيد العميري في حديثه لعمان عن قرية الحبي : شملت النهضة المباركة مختلف جوانب الحياة في البلدة ففي قرية الحبي توجد مدرستين تابعتين لوزارة التربية والتعليم ، مدرسة الشيخ ابن بركة السليمي للصفوف ( 12- 5 ) ، ومدرسة بنات الحبي للتعليم الأساسي للصفوف ( 4-1 ) ، كما تضم مدرستين للقرآن الكريم تابعتين لوزارة الأوقاف والشئؤن الدينية ، كما تطوق القرية طريقًا معبدة تتصل بين حاراتها ومخططاتها السكانية وتنتشر الإنارة فيها لتجعل من قرية الحبي بنوراما جميلةً تتسم بالحياة والجمال وينعم أهالي القرية بخدمات الاتصالات والإنترنت وتتسارع انجازات النهضة المباركة في هذا المجال لتكون القرية في مصاف القرى التي تنعم بخدمة الاتصالات والإنترنت فائق السرعة ، كما زودت قرية الحبي بشبكة تحلية مياه الشرب القادمة من البحر والتي أوصلت لكل بيوتها ودورها السكنية ، كما أضيفت محطة تعبئة مياه الشرب الأمر الذي سهل الحياة على المواطنين بعد جفاف الآبار بسبب ندرة سقوط الأمطار . فريق الحبي متنفس شبابي فريق الحبي التابع لنادي بهلا يعد متنفسا رياضيا وثقافيا واجتماعيا لشباب القرية ففيه يمارس الشباب مختلف أنشطتهم الرياضية والثقافية والاجتماعية والوطنية ، ويبرز المقر الجديد ( قيد الإنشاء ) الذي شمله التطوير بإضافة قاعتين كبيرتين متعددتا الأغراض ومرافق تشمل دورات مياه ومخازن رافدة تسهل تنفيذ الأنشطة الشبابية التي ينفذها شباب الفريق ، وقد برز الفريق في الاحتفال بالمناسبات الدينية والوطنية من خلال المحاضرات والندوات والأنشطة الرياضية والصحيّة والمسابقات والملتقيات والمعارض وغيرها من البرامج التي ينفذها فريق الحبي بين حين وآخر . متنزه الحبي تكللت الجهود التي قام بها أهالي القرية بالتعاون مع بلدية بهلا في تجميل القرية بأشجار النخيل على جنبات شوارعها الداخلية وتشييد متنزه سياحي يضم عددًا من الألعاب للأطفال ، واستراحات للعوائل والأسر ، وعددًا من النوافير التي تضفي للمتنزه جمالية وتنتشر أشجار النجيل بين جنبات المنتزه .كما تم تجميل دوار مدخل الحبي ليصير لوحة فنية بديعة شكلتها أنامل أبناء بلدة الحبي . تلك هي قرية الحبي التاريخية التي اشتقت اسمها من الحب والوداعة والسلام فهي برد وسلام لكل زائر إليها يرتوي من تاريخها التليد فأهلاً بك في ضيافة أهلها الذي عرف عنهم البشاشة والترحاب لكل زائر وسائح .