1586572_228
1586572_228
ولايات

حصن جبرين.. صمود وشموخ وتاريخ عريق يرجع إلى 350 عامًا

12 فبراير 2021
12 فبراير 2021

[gallery size="full" ids="842809,842808,842807"]

في أحضان ولاية بهلا بمحافظة الداخلية -

كتب – عامر بن عبدالله الأنصاري -

تصوير – فيصل البلوشي -

تتمتع بعض التحف المعمارية الحديثة بروعة التصميم وفرادة الهندسة وشموخ البنيان، قد يكون الأمر غير مدهش حينما يتعلق الأمر بالعصر الحديث الذي نعش فيه ويزيد فيه التطور يوما بعد يوم في شتى المجالات والتقنيات، ولكن عندما نعود بالسنين إلى الوراء، إلى أكثر من 350 عاما من الآن، فنجد في أحضان البلاد بنيانًا شامخًا وصامدًا إلى يومنا هذا، بنيانًا ذا أدوار متعددة، وتفاصيل معقدة دقيقة جدًا، ومداخل كثيرة وسلالم تربط الأدوار ببعضها من هنا وهناك، وقاعات كثيرة وغرف واسعة فإن الأمر يدعو إلى الدهشة فعلًا. ينطبق الحال على كثير من الحصون القديمة التي تقبع في أحضان السلطنة، إلا أن حديثنا اليوم عن زيارة لولاية بهلا بمحافظة الداخلية، عن صحن شامخ صامد منذ القدم، عن صلابة الأرض وقوة الجص العماني، وبراعة البناء التقليدي،، هنا حصن جبرين! عند مدخل الحصن، تلفت الزائرين لوحة تعريفية عن تاريخ الحصن، كُتِب باللوحة: "مرحبًا بكم في حصن جبرين.. بني حصن جبرين حوالي عام 1091 هـ الموافق 1670 م بواسطة الإمام بلعرب بن سلطان اليعربي وذلك عندما قام بنقل عاصمة الدولة من نزوى إلى جبرين، توفي الإمام بلعرب في جبرين حوالي 1692، ووري جثمانه في مدفن تحت الأرض داخل حصن جبرين، أجرى محمد بن ناصر الغافري بعض الإضافات والتغييرات بالحصن خلال القرن الثاني عشر الهجري / القرن الثامن عشر الميلادي، قامت وزارة التراث والثقافة بترميم الحصن خلال الفترة ما بين عامي 1979 – 1983". ومن خلال اللوحة التعريفية، يتضح أن الحصن كان مقرًا للحكم وقصرًا من قصور السلطنة في التاريخ، لتتوالى بعد ذلك اللوحات التعريفية بداية من مدخل الحصن حتى آخر جزء منه، وتلك اللوحات ذات أرقام توضيحية تساعد السياح والزوار على التعرف على المكان وتفاصيله. وفي خطوة أخرى نحو التعريف الدقيق بمكونات حصن جبرين، تدخل التقنية الحديثة لتكون بصورة مرشد سياحي إلكتروني يتحدث بعدة لغات، يرافق الزوار في جنبات الحصن وممراته وقاعاته وغرفه المتعددة، وهو عبارة عن جهاز لاسلكي محمول، يتم فيه إدخال رقم القاعة أو الغرفة لينهل على الزوار بمعلومات المكان في عبارات صوتية مصحوبة بأصوات أخرى تجسد المكان، فتلك معلومات بصوت حفيف الأشجار، وتلك معلومات مصحوبة بأصوات أشخاص وكأنهم مجلس علم، وغيرها من الأقسام. مررنا أنا والزميل المصور فيصل البلوشي على أقسام البرج، بداية بدخول الفناء المطل على السماء، بعد أن مرَّ بصرنا بأدوار البرج المتعددة وشرفات كل طابق، ففي كل شرفة أسوار خشبية وشبابيك تقليدية، وزخرفات إسلامية بديعة، وتزيد طيور العصافير روعة على المكان بحركاتها العفوية. ندخل من تلك البوابة نحو مخزن الطعام والمطبخ، وحامية الجنود ومخازن الأسلحة، فلم يكن الحصن مقرا للحكم فقط، بل كان بمثابة قوة عسكرية كبيرة، ومحكمة للقضاء، وتنفيذ أوامر الحبس، ففي الحصن سجن للرجال وآخر للنساء يودع فيه المخالفون. كانت جولة سريعة في حصن جبرين، حيث تتركب في الذاكرة الكثير من اللحظات التي لا تنسى.