oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

حتى نتجاوز اللحظات الصعبة

10 فبراير 2021
10 فبراير 2021

رغم اكتشاف أكثر من لقاح مضاد لوباء فيروس كورونا إلا أن الوباء عاد للانتشار السريع في العالم أجمع، على هيئة موجة ثانية في بعض الدول وثالثة في دول أخرى ما يعني أن القضاء على الوباء ما زال يحتاج إلى بعض الوقت ولكن إلى الكثير من الصبر. والصبر هنا يعني الصبر على الإجراءات الاحترازية التي أوصى بها علماء الأوبئة وفرضتها الحكومات على الناس من أجل تقليل العدوى.

في العام الماضي عندما كان العلماء يجهلون الكثير عن الوباء وعن تأثيراته الآنية والمستقبلية فرضت الكثير من دول العالم إجراءات احترازية غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية، وفرضت دول أخرى عزلا واسعا وقاسيا لعدة أشهر من أجل تسطيح منحنى الوباء وتقليل العبء على المؤسسات الصحية التي لم تستطع استيعاب الأعداد الكبيرة التي كانت تحتاج إلى الرعاية الصحية، ونجحت تلك الإجراءات بشكل كبير في الكثير من الدول في وقت لم يكن هناك أي ضوء في نهاية النفق يبشر بالفرج، ولم تكن الدول تملك أي تصور لموعد انتهاء تلك الإجراءات التي وصفها البعض بأنها تحد من الحرية وظهر بعض المناهضين لها. لكن دعوة الدول اليوم لالتزام الناس بالإجراءات والصبر عليها تحمل في سياقها موعد قرب انتهاء الإجراءات، خاصة أن الكثير من الدول بدأت حملات وطنية للتطعيم وخلال أشهر يمكن أن تصل إلى نسب معقولة من تطعيم مواطنيها قد تحقق مناعة مجتمعية. ما يعني أن الصبر على الإجراءات لن يطول كثيرا إذا استطعنا الصبر والتزمنا بالإجراءات الصحية، فكلما صبر الناس وقلت الإصابات استطاعت الدولة أن تنجز عملية التطعيم بأسرع وقت ممكن.

وتبذل السلطنة الكثير من الجهد في هذا السبيل ولا بد أن يكون الجميع صفا واحدا من أجل تجاوز هذه الأوقات الصعبة. فإذا كانت الدولة تصرف مبالغ ضخمة جدا من أجل تأمين التطعيمات للجميع فلا يمكن أن نتساهل في الإجراءات ما يجعل الوباء يعود بكثافة في البلاد ونساهم في إضافة أعباء مالية أخرى كان يمكن أن توظف في مكان آخر في هذه الأوقات الصعبة.

إذا كان الجميع يريد أن يساهم في القضاء على هذه الجائحة لتعود الحياة إلى مجراها الطبيعي الذي ننتظره جميعا فعلينا أن نلتزم بالإجراءات بشكل طوعي، ونشجع بعضنا البعض على أخذ اللقاح.

هذا الوباء يذكرنا بقصة السفينة التي تسير في عرض البحر آمنة شرط أن يحافظ عليها الجميع لأن أي خراب فيها من شأنه أن يغرق الجميع دون استثناء. لذلك علينا أن نحافظ على هذه السفينة الآمنة من أي عبث حتى نبقى آمنين.