oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

متى تنتهي جائحة كورونا؟!

07 فبراير 2021
07 فبراير 2021

يطرح الناس هذه الأيام الكثير من الأسئلة حول مأمونية لقاح كورونا وجدواه وحول ضرورته لمن يلتزم بالإجراءات الاحترازية ولا يغادر منزله إلا للضرورة القصوى؟ ونذكر جيدًا أن السؤال كان في بداية الجائحة يتمحور حول متى يكتشف العلماء لقاحًا يحمينا من الفيروس؟ وهذه الأسئلة طبيعية ومنطقية في ظل المسافة الكبيرة التي تفصل عهدنا وعهد آخر وباء اجتاح العالم بالطريقة التي اجتاحها وباء فيروس كورونا.

وربما يُطرح سؤال ضرورة أخذ اللقاح في ظل الالتزام بالإجراءات الاحترازية في سياق أن الناس في بعض المجتمعات تجاوزت فكرة الوباء اجتماعيًا، وتعايشت مع ما فرضه من إجراءات ولم يعد يشكل لها ذلك الكابوس الذي كان في الأشهر الأولى عندما أغلق العالم على نفسه وحجر الناس في منازلهم، وبعد أن اعتاد الناس على الإجراءات الاحترازية ولبس الكمامة والانتباه للمسافة الفاصلة بينهم وبين الآخرين، لكن هذا التجاوز نفسي فقط، وإلا فأن الوفيات بالفيروس ما زالت مرتفعة دون تراجع حقيقي، وحالات العدوى ارتفعت أكثر من قبل في ظل تحور الفيروس وسرعة انتشاره.

ولذلك لا تبحث الحكومات، وهذا منطقي وطبيعي جدًا، عن النهاية الاجتماعية لهذا الوباء بالتحديد، وإنما تريد له نهاية طبية أو نهاية طبيعية تنبع من تحور في الفيروس يضعفه تمامًا حتى يتلاشى، والنهاية الطبية، الممكنة الآن، لا تتحقق إلا باللقاح: تلقيح ما لا يقل عن 60% من المجتمع حتى تتحقق المناعة المجتمعية ويتحول الوباء من جائحة إلى مرض عادي لا يشكل خوفًا حقيقيًا ويسهل احتواؤه.

وحققت البشرية نجاحات كبيرة باكتشاف أكثر من لقاح يوفر مناعة ولو متوسطة المدى تحمي الإنسان من العدوى وتوقف أرقام الوفيات في العالم التي تجاوزت 2.2 مليون خلال عام واحد فقط، وعدد الإصابات التي تجاوزت 100 مليون حالة عدوى.

ومع المعركة العالمية للحصول على اللقاحات فإنه من غير المعقول تصديق الإشاعات التي تشكك في اللقاحات وتعلي من فكرة المؤامرة دون سياق علمي واضح، فعلماء الأوبئة والفيروسات والأطباء المتخصصون وحدهم من يستطيع التعليق على مأمونية اللقاح من عدمه وهذا ليس متاحًا لغيرهم من عامة الناس. ولذلك ليس منطقيًا وليس علميًا الانسياق وراء مثل هذه الإشاعات والحركات العالمية المناهضة للقاحات أيًا كان مصدرها.

وتبذل السلطنة جهودًا كبيرة جدًا من أجل توفير لقاحات كافية تحصن بها المجتمع لتعود الحياة إلى طبيعتها أو ما يمكن أن نقول عنه «حياة طبيعية» على اعتبار أن الكثير من العلماء والمتخصصين لا يرون أن العالم يمكن أن يعود كما كان بالضبط وستبقى بعض القيود موجودة حتى بعد انتهاء الجائحة.

وتبذل السلطنة في سبيل ذلك مبالغ كبيرة جدًا، في ظل ظروف اقتصادية صعبة جدًا ليس على المستوى المحلي فقط ولكن على المستوى الدولي لكن يقينها بأن النهاية الأنجح للوباء هي النهاية الطبية لذلك لا ترى بأسًا من الإنفاق على ذلك ليكون المواطن والمقيم على هذه الأرض الطيبة في أحسن حال.