1582654_228
1582654_228
العرب والعالم

الكرملين يؤكد إن رد الشرطة الروسية على الاحتجاجات المؤيدة لنافالني "مبرر"

03 فبراير 2021
03 فبراير 2021

الحكومة الألمانية: فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات "غير مستبعد" -

عواصم - وكالات:- قال الكرملين الأربعاء إن رد الشرطة الروسية "الحازم" على الاحتجاجات المؤيدة للمعارض المسجون أليكسي نافالني "مبرر" لأنها تشكل تهديدا. ورأى الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن "الدعوات إلى التحرك غير المرخص لها تشكل استفزازا (...) والشرطة ردت بشكل حازم بسبب التهديدات المحتملة" معربا عن ارتياحه "للتحرك الحازم" للقوى الأمنية غداة تجمعات أدت إلى توقيف أكثر من 1400 شخص. وقال "بشكل عام، يشكّل تنظيم نشاطات غير مصرح بها مصدر قلق ويبرر الرد الحازم للشرطة". و أفادت منظمة "أو في دي-إنفو" غير الحكومية المتخصصة عن توقيف أكثر من 10 آلاف شخص في روسيا منذ بدء حركة الاحتجاج المؤيدة للمعارض أليكسي نافالني في 23 يناير منددة الاربعاء بالمعاملة المذلة التي يلقاها الموقوفون. وقال غريغوري دورنوفو المسؤول في المنظمة لإذاعة صدى موسكو إن العديد من المتظاهرين ظلوا مكدسين في حافلات "في ظروف رهيبة وخانقة وبدون طعام أو التمكن من الذهاب الى المرحاض لساعات طويلة". وأضاف "من الصعب جدا للمحامين والخبراء القانونيين الوصول الى مراكز الشرطة، لا يدعون أحدا يدخل، لقد أصبح هذا الأمر منهجيا". ومنذ أولى التظاهرات التي انطلقت في 23 يناير دعما لنافالني بعد ستة أيام على توقيف المعارض، تم اعتقال أكثر من عشرة آلاف شخص في روسيا بحسب منظمة "أو في دي-إنفو": أربعة آلاف في 23 يناير و5700 خلال تظاهرات 31 من الشهر نفسه و1400 الثلاثاء بعد الحكم على أليكسي نافالني بالسجن مع النفاذ. تحدثت الكثير من المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الروسية المستقلة عن الظروف الصعبة التي يعتقل فيها المتظاهرون. وقال أحدهم في مقطع فيديو على إنستغرام نشرته شبكة التلفزيون "دوجد" الثلاثاء "لقد مر أكثر من 40 ساعة منذ توقيفنا، لم نتلق عمليا أي طعام. في الساعات التسع الماضية كنا في حافلة وأجبرنا على البقاء واقفين". وأضاف "لا نستطيع التحرك وليس لدينا ماء ولا يسمحون لنا بالذهاب الى المرحاض" مؤكدا أن العشرات من سيارات الشرطة الأخرى مليئة بالمحتجين. تستخدم السلطات أساليب أخرى لردع الروس عن المشاركة في الاحتجاجات المؤيدة لنافالني. فقد أكد رئيس لجنة التحقيق الكسندر باستريكين الثلاثاء أنه سيتم التحقق مما اذا كان الرجال الذين أوقفوا قد أدوا خدمتهم العسكرية، وهي إلزامية في روسيا. وأثار اعتقال وإدانة أليكسي نافالني وكذلك قمع الاحتجاجات المطالبة بالإفراج عنه، موجة من الاحتجاجات الدولية والعديد من الإدانات في العالم ما ينذر بتوترات جديدة بين روسيا والغرب فيما ترفض موسكو هذه الانتقادات. واتهمت الشرطة المنتشرة بأعداد كبيرة بزيادة عمليات التوقيف الوحشية غير المبررة، كما يتضح من صور تظهر أشخاصا يتعرضون للضرب على الأرض من قبل العديد من الشرطيين وصحافيين يضربون عمدا بالهراوات. ويقول نافالني إن الكرملين قرر سجنه لإسكاته بعدما نجا من عملية تسميم. من جهتها، أعلنت الحكومة الألمانية الأربعاء ان فرض عقوبات جديدة من قبل الاتحاد الأوروبي على روسيا بعد سجن المعارض أليكسي نافالني "غير مستبعد". وقال الناطق باسم الحكومة ستيفن شيبرت خلال مؤتمر صحافي "بعد هذا الحكم، ستكون هناك محادثات في إطار شركاء من الاتحاد الأوروبي، وفرض عقوبات جديدة غير مستبعد" لكنه أوضح ان أعمال خط أنبوب الغاز المثير للجدل "نوردستريم 2" ستتواصل. وكانت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل قد طالبت مساء الثلاثاء بالافراج فورا عن المعارض الروسي اليكسي نافالني ووضع حد لقمع التظاهرات التي تنظمها المعارضة الروسية. وكتبت المستشارة في رسالة على تويتر نشرها المتحدث باسمها شتيفن سايبرت أن "الحكم بحق اليكسي نافالني بعيد جدا من قواعد دولة القانون. ينبغي الافراج عن نافالني فورا. إن العنف ضد متظاهرين سلميين يجب ان يتوقف". وشاطرت بريطانيا المانيا الرأي بالمطالبة بـ"الإفراج فوراً ومن دون شروط" عن المعارض الروسي أليكسي نافالني، مندّدة بالقرار الجبان و"المنحرف" الذي أصدره القضاء الروسي وقضى بسجنه حوالى ثلاث سنوات. وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في تغريدة على تويتر إنّ "قرار أليكسي نافالني بالعودة إلى روسيا بعد تسميمه كان حقّاً عملاً شجاعاً ونزيهاً". وأضاف أنّ "القرار الذي أصدرته المحكمة هو جبن محض ولا يستوفي أبسط معايير العدالة"، مشدّداً على وجوب "إطلاق سراح خصم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الفور". وأتت تغريدة جونسون بعيد بيان أصدره وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب وقال فيه إنّ "المملكة المتحدة تدعو إلى الإفراج فوراً ومن دون شروط عن اليكسي نافالني وجميع المتظاهرين السلميين والصحافيين الذين أوقفوا في الأسبوعين الأخيرين". وأضاف أنّ الحكم القضائي "المنحرف" الذي صدر بحق المعارض الروسي يظهر أنّ البلاد لا تفي "بالحدّ الأدنى من التزاماتها التي يتوقّعها أيّ عضو مسؤول في المجتمع الدولي". ويتقاطع الموقف البريطاني مع مواقف أوروبية أخرى طالبت بالإفراج الفوري عن نافالني بعدما قضت محكمة في موسكو بحبسه قرابة ثلاث سنوات. وكان نافالني اتّهم خلال جلسة المحاكمة الرئيس الروسي بمحاولة ترهيب معارضيه. وكرّر بانفعال أمام المحكمة اتّهام السلطات بأنّها حاولت أن تقتله بغاز الأعصاب نوفيتشوك في الصيف الماضي وسخر من بوتين على خلفية مزاعم بأن السم دسّ في ملابسه الداخلية. ومثل نافالني أمام المحكمة بتهمة انتهاك شروط حكم بالسجن ثلاث سنوات ونصف سنة مع وقف التنفيذ صدر بحقّه في 2014. وبالنسبة لسلطات السجون، فإن نافالني لم يمثل أمامها على النحو المنصوص عليه في شروط رقابته القضائية خلال فترة تعافيه في ألمانيا عقب عملية التسميم. وكانت محكمة في موسكو قد قضت الثلاثاء بالحبس لنحو 3سنوات على أليكسي نافالني، أبرز خصوم الرئيس فلاديمير بوتين، في حكم ندّدت به دول غربية عدّة ودفع حشوداً من أنصار المعارض للنزول إلى الشارع للاحتجاج قبل أن تقمعهم قوات الأمن وتعتقل المئات منهم. وينصّ القرار القضائي على تطبيق حكم بالحبس ثلاثة أعوام ونصف عام كان قد صدر مع وقف التنفيذ في العام 2014 بحق نافالني (44 عاما)، الناشط في مكافحة الفساد والذي اتّهم الكرملين بتسميمه العام الماضي. وعليه تاليا أن يمضي عامين ونصف عام في السجن، وفق منظمته صندوق مكافحة الفساد التي دعت الى تظاهرة فورية في موسكو، علما أن القرار يحذف من العقوبة الأشهر التي امضاها في الاقامة الجبرية في ذلك العام. ومن المرجّح أن يفاقم الحكم القضائي التوترات مع الغرب الذي يطالب بإطلاق سراح المعارض الروسي. وأمرت القاضية ناتاليا ريبنيكوفا بتحويل حكم صادر في العام 2014 مع وقف التنفيذ يدين نافالني بالاحتيال حكما مبرم بالحبس، وفق مراسل لوكالة فرانس برس حضر جلسة المحاكمة. واعتبرت المحكمة ان المعارض انتهك شروط المراقبة القضائية التي أرفقت بعقوبته، الامر الذي تمت الاشارة اليه أيضا في طلبي مصلحة السجون والنيابة. وعقوبة السجن هذه هي الاطول بحق نافالني، الخصم الابرز للرئيس فلاديمير بوتين، فالعقوبات السابقة ضده لم تتجاوز اياما او اسابيع. وكان نافالني اتّهم خلال الجلسة الرئيس الروسي بمحاولة ترهيب معارضيه. وكرر بانفعال أمام المحكمة اتهامات بأن السلطات حاولت أن تقتله بغاز الأعصاب نوفيتشوك في الصيف الماضي وسخر من بوتين على خلفية مزاعم بأن السم دس في ملابسه الداخلية.