1580543
1580543
الثقافة

الكاتب مازن طه: نمر بمرحلة من الخواء والقحط الإبداعي وأصوات المبدعين تقهقرت لصالح الثقافة الاستهلاكية

30 يناير 2021
30 يناير 2021

يرى أن الدراما الخليجية تسير في الطريق الصحيح -

يعتبر الكاتب مازن طه واحدا من أهم كتاب الدراما العربية والسورية وقدم للشاشة أعمالا كثيرة، ومن أهمها كتابات ساخرة للتلفزيون منذ بداياته الأولى فقدم سلسلتي "مرايا" و "بقعة ضوء" وتابع بكثير من الأعمال الدرامية التي نالت شهرة واسعة، وله خبرة كبيرة مع الأعمال الخليجية حيث كتب عددا لابأس منها، متزوج من الكاتبة نور شيشكلي التي يشكل معها ثنائيا دراميا متميزا.

وكتب مازن للمسرح الكوميدي والجاد مسرحيات مهمة، وساهم في إعداد برامج تلفزيونية عربية من أهمها برنامج "cbm"، وهو يقوم الآن بكتابة عمل مهم، صحيفة "عُمان" حاورته في عدد من المحاور المهمة فلنتابع:

آخر الأعمال

عن آخر أعماله التي يقوم بها، يقول الكاتب مازن "نتابع حاليا كتابة حلقات مسلسل الميراث وهو مسلسل طويل من نوع "السوب أوبرا" ويعرض على قناة mbc1 وورشة الكتابة للجزء الثاني تتألف مني ومن الكاتبة نور الشيشكلي والكاتب ثائر العقل، إضافة إلى فريق من الكتاب السعوديين يتولون الإعداد المحلي للعمل.

ومن المشاريع الأخرى التي يتم تحضيرها مسلسل "عرابة بيروت" وأكتبه أنا ونور الشيشكلي. العمل مؤلف من١٢ حلقة من إنتاج "ايغل فيلم" ولم يتحدد اسم المخرج أو الأبطال بعد. ولدي عمل كوميدي عراقي مؤلف من عشر حلقات بعنوان "أنا والمديرة" من إخراج سامر حكمت لصالح منصة ten time وسيتم تصوير العمل قريبا".

تجذبني الفكرة وأميل للكوميديا

قدم مازن الكثير من الأعمال الكوميدية للتلفزيون، أين يجد نفسه في الكتابة، بالكوميديا أم غيرها من أنواع الدراما التلفزيونية أجاب بقوله "أميل أكثر إلى الأعمال الكوميدية. لكن ما يجذبني الفكرة. وحالة التحدي في أي مشروع أقدم عليه. انحاز دائما إلى كل ما هو جديد سواء كان كوميديا أو تراجيديا".

وحول رؤيته للأدب الساخر أوضح مازن طه "كان للأدب الساخر دور أساسي في رفد الحركة الأدبية والثقافية في سورية، وبرزت على الساحة أقلام رسخت أدب السخرية في القصة القصيرة والمسرح، كحسيب كيالي وزكريا تامر ومحمد الماغوط وعبد السلام العجيلي وآخرون. ولعل الدراما السورية في بداياتها قد نهلت من هذا الأدب وتأثرت به، وشكل القاص الشعبي حكمت محسن ظاهرة فريدة حيث قدم للإذاعة عشرات الأعمال يمكن أن نصنفها في خانة الكوميديا الشعبية والواقعية. وكتب الماغوط عدة أعمال للتلفزيون السوري في بداياته وساهم عدد من الأدباء في تشكيل المشهد الدرامي السوري الذي لم تغب عنه الكوميديا إلى أن جاءت مرحلة نهاد قلعي التي أغنت مكتبة الدراما بأعمال خالدة، واستمر الألق الدرامي الساخر في مرحلة الثمانينيات والتسعينيات، وصولا إلى مرحلة الانتشار العربي للدراما السورية، حيث يعود الفضل لهذا الانتشار لأعمال الكوميديا الرائدة، كأعمال دريد لحام وياسر العظمة. ما أريد قوله إن الكوميديا السورية لم تكن وليدة صدفة بل تمتد جذورها إلى عشرات السنوات وقد خرجت من عباءة الأدب الساخر، ولابد أن نذكر في هذه العجالة أن الإعلام الساخر فرض نفسه بشدة أيضا فقد شهدت سورية إصدار عدة صحف ومجلات متخصصة بالسخرية كالمضحك المبكي والدومري..الخ، والسؤال الآن هل نمر الآن بفترة انحسار للأدب الساخر أو الكوميديا في العصر الراهن. أنا أرى إننا فعلا نمر بمرحلة من الخواء والقحط الإبداعي لأسباب عديدة، أولها أن الحياة الأدبية والثقافية تمر بمرحلة سكون وانكسار، وأصوات المبدعين قد خفتت وتقهقرت لصالح الثقافة الاستهلاكية المعلبة، فغاب المبدع الحقيقي أو تم تغييبه وترك الساحة للمتطفلين وأشباه المبدعين، المشكلة إذا في المناخ العام السائد والبيئة الحاضنة للثقافة والإبداع. المبدع بحاجة إلى منبر سواء دار نشر أو وسيلة إعلامية أو محطة فضائية أو مؤسسة ثقافية. وللأسف الشديد فإن هذه المنابر يسيطر عليها الجهلة. وسألخص كل ما قلته في جملة واحدة قد تفي بالغرض، يوجد إبداع ولاتوجد فرص ليصل هذا الإبداع كما ينبغي.

معاناة الدراما السورية

*قلت ذات يوم أن درامانا ليست بخير. ماذا عن واقع الدراما السورية...وهل ما يشير إليهم البعض من انحدار الدراما صحيح...وماهي الأسباب برأيك؟

لا شك أن الدراما السورية تعاني حاليا من عدة مشاكل أهمها مشكلة التسويق، إضافة لهجرة الكادر البشري الذي كان أحد اهم عوامل نجاح درامانا. ومن الطبيعي أن تتأثر هذه الصناعة بالظروف الراهنة. لكن أنا على يقين أن الدراما السورية ستتجاوز هذه المحنة وتعود للانتشار حين تتوفر الشروط المناسبة لإعادة انطلاقها.

*غرقت الأعمال السورية في العقدين الأخيرين في نقل الواقع الاجتماعي المزري لنقل أي الصور السلبية من الواقع. وباتت تسمى دراما الوجع...وتروج لأفكار تنافي أخلاقيات المجتمع كالخيانة والغدر وغيرها...هل باعتقادك هذا هو فقط دور الدراما. تصوير الواقع والوجع السوري...؟

لا يجب أن ينحصر الإنتاج الدرامي بتقديم الواقع أو نقل صورة عنه، هذه الصناعة تسمى في العالم صناعة الترفيه، وهذا يقتضي تنوع المواضيع والطروحات والبحث عن فضاءات أرحب في المحتوى المقدم، والخروج من حالة النمطية والاستسهال. نحن نعيش حاليا العصر الذهبي للتلفزيون، والتنافس العالمي على أشده، ولكي نتمكن من المنافسة من جديد نحن بحاجة إلى تطوير ذهنية الإنتاج، ومواكبة كل ما هو جديد وطارئ على هذه الصناعة شكلا ومضمونا.

الأعمال العربية المشتركة طوق نجاة

*كثرت الأعمال التلفزيونية المشتركة، وقلت إنها التفاف للخروج من عنق الزجاجة هل أفادت الدراما السورية، أم الدراما العربية هي المستفيدة. بمعنى من اخرج الآخر من الزجاجة...؟

الدراما المشتركة قدمت الفائدة لطرفي المعادلة، فالمبدع السوري وجد فيها مناخا مناسبا ليبقى على قيد الإبداع. ورئة يتنفس منها، والدرامات العربية استفادت من الخبرات السورية، وبغض النظر عن تباين مستوى هذه الأعمال وطبيعة الأفكار التي تطرحها أنا اتحدت عن حالة إنتاجية كانت ومازالت طوق نجاة وكان بالإمكان توظيف هذا الأمر بتقديم أعمال ذات قيمة عالية ولاننكر أن بعض هذه الأعمال حظيت بجماهيرية واسعة وكرست نجومية الكثير من الأسماء على صعيد التمثيل والإخراج والتأليف.

تسير على الطريق الصحيح

*كونك في الخليج حاليا وقدمت أعمالا خليجية، كيف ترى الدراما الخليجية وهل نافست الدراما المصرية والسورية بمعالجاتها ...؟

الدراما الخليجية تتطور حاليا على صعيد الصورة والشكل والتقنيات ومنظومة الإنتاج وتسعى حاليا للتطور على صعيد المحتوى، واعتقد أن هذا الأمر يحتاج بعض الوقت لكنها تسير على الطريق الصحيح، موضوع المنافسة شأن آخر، فالدراما الخليجية موجهة أساسا للجمهور الخليجي. ولكن مع دخول المنصات إلى سوق العرض بدأت تتغير المفاهيم وأصبح التفكير بمساحات أكبر للانتشار أمرا واجبا، والمنصات الكبرى تبحث عن الانتشار الأفقي، ولاتستهدف جمهور معين. لذلك من الطبيعي أن نرى كل الدرامات المحلية تشترك في المنافسة على المستوى العربي فالمستهدف الآن الجمهور الناطق بالعربية داخل الوطن العربي وخارجه.

فائدة مشتركة

* زوجتك الكاتبة نور، أي منكما يستفيد من وجود الآخر أكثر فيما تكتبان..؟

لا شك أن الفائدة مشتركة، فوجود كاتبين يعيشان تحت سقف واحد يعتبر فرصة ذهبية لمناقشة كل الأفكار والمقترحات. وتطويرها، فانا القارئ الأول لكل ما تكتبه نور وهي أيضا القارئة الأولى لكل ما أكتبه.