99
99
الملف السياسي

منتدى دافوس - «ناد» يدافع عن مصالحه الاقتصادية ولا يبرر الأوهام المؤامراتية

28 يناير 2021
28 يناير 2021

رأى جان كريستوف غراز أستاذ العلاقات الدولية في جامعة لوزان أن «هناك حدودا لسلطة دافوس»، معتبرا أن المنتدى الذي يحمل الاسم نفسه وافتتح الاثنين الماضي هو «ناد» يدافع عن مصالحه الاقتصادية، من غير أن يبرّر ذلك الأوهام المؤامراتية.

يعرف الجمهور العريض المنتدى الاقتصادي العالمي باسم «منتدى دافوس»، في اشارة الى محطة التزلج التي يجمع فيها هذا الحدث كل عام النخبة الاقتصادية والسياسية العالمية. وهذه السنة، التأم المنتدى من الاثنين الى اليوم الجمعة في شكل افتراضي بالكامل.

سؤال: اتهم وثائقي «هولد آب» منتدى دافوس باستعباد سكان العالم. هل ترون أن هذا النادي النخبوي لا يزال يغذي الأوهام المؤامراتية؟

جواب: «طبعا، هناك تأثير في دافوس، لأن المشاركين فيه أناس يمسكون بزمام السلطة، ولكن ينبغي النظر الى حدود السلطة في دافوس لأنه ينبغي رغم ذلك ترجمة القرارات التي تتخذ في إطار المؤسسات الموجودة على صعيد قانوني ومعياري. لا يكفي ان يتوافق خمسة رؤساء دول وحكومات على أمر ما ليحصل. إذا منحنا كثيرا من الصدقية للسلطة في دافوس، فإننا نقع في نظرية المؤامرة».

سؤال: ينطوي خطاب منظمي المنتدى الاقتصادي العالمي احيانا على نبرة مفاجئة. مثلا، يدعو مؤسسه كلاوس شواب الى «إعادة صياغة مفهوم الرأسمالية» ويؤكد أن «النيوليبرالية» زالت وأن انعدام المساواة يثير القلق. هل هذه أمور جديدة؟

جواب: «الامور تتخذ هذا المنحى منذ ثلاثين عاما. هذا جزء من آلية العمل نفسها. للمنتدى وجه علني. إنه يؤكد أنه هنا للتفكير في الصالح العام وليكون في خدمة تحسين النظام العالمي، وأن النخب تتحمل مسؤولية حيال المناخ أو انعدام المساواة. لكنه يبقى ناديا حصريا لا يشمل الجميع. كذلك، يتيح هذا الخطاب امتلاك أجندة إصلاحية طموحة جدا، ولكن من دون مراجعة هذا النظام الاقتصادي حيث يتم تحديد قرارات الشركات الكبرى المدرجة في البورصة من جانب مساهمين يسعون الى حد أقصى من الربح على المدى القصير.

إنها حدود هذا النوع من الخطاب الذي يفترض انه تقدمي، في حين أن هناك حلولا بسيطة نسبيا لقلب هذا التوجه إلى تزايد انعدام المساواة، على مستوى الضرائب على الشركات التي يمكن أن تكون أكثر حدة، والضرائب على التبادلات في البورصة وحتى ضرائب الإرث. لقد حان وقت إرساء قليل من العدالة، خصوصا بالنسبة الى الثروات الهائلة». سؤال: سيكون الرئيس الصيني شي جينبينغ نجم هذه النسخة. كيف تفسرون هذا الاهتمام الذي تبديه الصين بدافوس؟

جواب: «في زمن دونالد ترامب، استغل الصينيون دافوس لإظهار طموحاتهم لأن يكونوا سلطة تحظى باحترام وأن يجسدوا عولمة مسؤولة. يهم السلطة الصينية أن تقدم نفسها كبديل ذي صدقية من العولمة، وخصوصا لدى كل الدول التي تسعى بكين الى إقامة علاقات دائمة معها في إطار مشروع طرق الحرير أو في إفريقيا.

قبل دونالد ترامب، وحده بيل كلينتون توجه الى دافوس في حين اعتبر الآخرون أن رئيسا أمريكيا يفوق باهميته هذا المنتدى ولا يحتاج الى الذهاب لدافوس للقاء من يشاء. لكن ترامب (الذي حضر المنتدى مرتين) رأى ان (دافوس) هو المكان المثالي لاعلان سياسته على صعيد العمليات التجارية، كون دافوس ليس واجهة عامة فحسب، بل أيضا مكان تطرح فيه ملفات ويتم فيه ممارسة النفوذ».