1576304_228
1576304_228
عمان اليوم

باحثون يقدمون دراسة حول «أثر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على تنشئة الطفل في المجتمع العماني»

22 يناير 2021
22 يناير 2021

تسبب انعزال الطالب وقلة مهارات الكتابة والتعبير -

الآثار التعليمية لوسائل التواصل الاجتماعي جاءت بالمرتبة الأولى .. تليها الاجتماعية والنفسية ثم الصحية تحديات يعاني منها الوالدان لضبط استخدام الأبناء لوسائل التواصل وخصوصا الذكور سلبياتها تفوق إيجابياتها من وجهة نظر الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين أعدتها للنشر- وردة بنت حسن اللواتية شارك أعضاء بجمعية الاجتماعيين العُمانية بتقديم دراسة إلى وزارة التنمية الاجتماعية بعنوان: أثر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على تنشئة الطفل في المجتمع العماني «التعليمية، الاجتماعية، والنفسية، والصحية». والأعضاء هم: د. سلطان بن محمد الهاشمي، وأ. عالية بنت هلال السعدية، وزيانة بنت عبد الله امبوسعيدية، ووضحاء بنت شامس الكيومية، وجليلة بنت راشد الغافرية، ورية بنت سليمان الخزيرية، وحسن بن علي الدرمكي. ويقول الباحثون في بداية الدراسة: شهدت المجتمعات الإنسانية توسعا في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي خلال السنوات الأخيرة، وخاصة استخدام الأطفال لها، وتأثرهم بما يعرض من مضامين ومحتويات، والذي رفع من المتطلبات الضرورية للأسرة والمدرسة في ضبط العملية التفاعلية بين الأطفال ووسائل التواصل الاجتماعي، ويقع العبء الأكبر في عملية التنشئة الاجتماعية على الأسرة والمدرسة خصوصا خلال السنوات الأولى من حياة الإنسان، في ظل عدم القدرة على عزلهما عن المجتمع على اعتبار أنهما نسقان من أنساق البناء الاجتماعي تتفاعل وتتأثر به. إن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كظاهرة اجتماعية وثقافة حديثة تترتب عليها مجموعة من الآثار الإيجابية والسلبية في المجالات التعليمية والاجتماعية والنفسية والصحية، وبناء على ذلك جاءت الدراسة بعنوان: أثر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على تنشئة الطفل في المجتمع العماني «التعليمية، الاجتماعية، والنفسية، الصحية»، وهدفت للتعرف إلى واقع استخدام الطفل لوسائل التواصل الاجتماعي في المجتمع العماني، والكشف عن آثارها التعليمية والاجتماعية والنفسية والصحية عليه، وتسليط الضوء على دور الوالدين والأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين في توجيه الطفل نحو الاستخدام الأمثل لوسائل التواصل الاجتماعي في المجتمع العماني، وتحديد أثر وسائل التواصل الاجتماعي على أساليب التنشئة الاجتماعية في المجتمع العماني، والخروج بدليل توجيهي للأسرة والأخصائيين الاجتماعيين والأخصائيين النفسيين حول الكيفية المثلى للتعامل مع الطفل عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. وأشاروا إلى أن الدراسة توصلت للعديد من النتائج أبرزها: يعد الهاتف المحمول أبرز الأجهزة التي يمتلكها ويستخدمها طلبة المدارس في السلطنة، وأن الآثار التعليمية لوسائل التواصل الاجتماعي جاءت بالمرتبة الأولى تليها الآثار الاجتماعية والنفسية ثم الآثار الصحية، ويعاني أولياء الأمور والأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين من وجود بعض التحديات في عملية ضبط عملية استخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي، ووجود بعض الفروقات الإحصائية لمتغيرات النوع والعمر والمحافظة على أبعاد الدراسة، وخرجت الدراسة بعدد من التوصيات منها: ضرورة تشكيل فريق عمل من جهات مختلفة يقوم بإعداد خطة تنفيذية تحتوي على برامج وأنشطة وفعاليات تسهم في التوعية في كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لمختلف شرائح المجتمع والحد من آثارها السلبية ومتابعة تنفيذها وتقييمها بشكل مستمر. وذكر الباحثون أن أهداف الدراسة تمثلت في التعرف إلى واقع استخدام الطفل لوسائل التواصل الاجتماعي في المجتمع العماني، والتعرف إلى حجم انتشار استخدام الطفل لوسائل التواصل الاجتماعي في المجتمع العماني، وكذلك الكشف عن الآثار التعليمية، الصحية، الاجتماعية والنفسية المترتبة على استخدام الطفل لوسائل التواصل الاجتماعي في المجتمع العماني. إلى جانب تسليط الضوء على دور الوالدين في توجيه الطفل نحو الاستخدام الأمثل لوسائل التواصل الاجتماعي في المجتمع العماني، والوقوف على دور الأخصائيين الاجتماعيين والأخصائيين النفسيين نحو الاستخدام الأمثل لوسائل التواصل الاجتماعي في المجتمع العماني، وتحديد أثر وسائل التواصل الاجتماعي على التنشئة الاجتماعية وكذلك من ضمن الأهداف التعرف على فروق ذات دلالة الإحصائية تعزى للمتغيرات الآتية: (النوع، والعمر، والمحافظة، وعدد ساعات استخدام وسائل التواصل، وفتراتها) على استخدام عينة الدراسة حول أثر وسائل التواصل الاجتماعي على التنشئة الاجتماعية. والخروج بدليل توجيهي تدريبي للأسرة والأخصائيين الاجتماعيين والأخصائيين النفسيين حول الكيفية المثلى للتعامل مع الطفل عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. الآثار وذكر الباحثون أنه بالنسبة للنتائج المتعلقة بالآثار التعليمية والاجتماعية والنفسية والصحية لاستخدام الطفل العماني لوسائل التواصل الاجتماعي من وجهة نظر الطلبة والأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين والوالدين، فقد كشفت نتائج الدراسة أن الآثار التعليمية لوسائل التواصل الاجتماعي جاءت في المرتبة الأولى على الطفل في المجتمع العماني تليها الآثار الاجتماعية والنفسية، ثم الآثار الصحية. كما أظهرت نتائج الدراسة أبرز الآثار الاجتماعية والنفسية لاستخدام الطفل العماني لوسائل التواصل الاجتماعي، والتي تتمثل في الحزن عند فقدان أو نسيان كلمة المرور لأي حساب في وسائل التواصل الاجتماعي، واستخدامها في تكوين صداقات وعلاقات اجتماعية، كما اعتبرتها عينة الدراسة أنها جزء من روتينهم اليومي. كما أكدت الدراسة وجود آثار اجتماعية ونفسية ناتجة عن استخدام طلبة المدارس لوسائل التواصل الاجتماعي، وأن آثارها السلبية تفوق آثارها الإيجابية من وجهة نظر الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين، ومن أبرز آثارها على سبيل المثال لا الحصر: انعزال الطالب وانطواؤه، وجاء هذا كنتيجة لطول ساعات الاستخدام والوقت الذي يقضيه الطفل على وسائل التواصل الاجتماعي في ظل ضعف الرقابة الوالدية، وغياب الضبط والرقابة الذاتية. وأفصحت نتائج الدراسة أن الآثار الاجتماعية والنفسية لاستخدام الطلبة لوسائل التواصل الاجتماعي تعتمد بشكل رئيس على تنشئة الوالدين للطفل، وقدرتهم في وضع مجموعة من المعايير والضوابط للكيفية المثلى في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى الرغم من تغير شكل الأسرة وتحولها من الأسرة الممتدة إلى الأسرة النووية الأمر الذي تبعه تغيرات جذرية في عملية التنشئة الاجتماعية، إلا أنها لا زالت تلعب دورا أساسيا في عملية التنشئة الاجتماعية وتعد أداة ضبط للأبناء فيما يتعلق باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتعليم الطفل مختلف المهارات والمعارف واكتساب السلوكيات. وأضاف الباحثون أن النتائج أشارت إلى أن أبرز الآثار التعليمية لاستخدام الطفل العماني لوسائل التواصل الاجتماعي في التواصل مع الزملاء لمناقشة الدروس والمهام المدرسية، واستغلالها في مجال التعليم والتعلم، والحصول على معلومات ومشاركتها مع الآخرين، والتعبير من خلالها عن أفكارهم وآرائهم. وكذلك أوضحت نتائج الدراسة وجود آثار تعليمية إيجابية وسلبية لاستخدام طلبة المدارس لوسائل التواصل الاجتماعي من وجهة نظر الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين، والتي تمثلت أبرز الآثار التعليمية الإيجابية في: سهولة وسرعة البحث عن المعلومات في مختلف المجالات، ثم الالتحاق بالدورات التدريبية، وتعلم مهارات ولغات ومصطلحات جديدة، في حين جاءت أبرز الآثار السلبية في: الاشتغال عن المذاكرة، الذي يؤدي إلى تدني المستوى التحصيلي، وقلة مهارات الكتابة والتعبير والحصيلة اللغوية. وقد أوضحت نتائج الدراسة المعنية بالوالدين أن الآثار التعليمية لاستخدام أبنائهم من طلبة المدارس لوسائل التواصل الاجتماعي تتضح بشكل أكبر في الجوانب الإيجابية، وتمثلت أبرزها في كتابة التقارير والبحث عن كلمات ومعاني جديدة، وتعلم مهارات مختلفة. وكشفت نتائج الدراسة أن مستوى الآثار الصحية لاستخدام الطفل العماني لوسائل التواصل الاجتماعي جاء في المستوى المتوسط والمستوى الضعيف متمثلة في الشعور بالآلام في الرقبة والظهر عند الاعتكاف على وسائل التواصل، والإصابة بالصداع. كما أن بيانات نتائج الدراسة أوضحت أبرز الآثار الصحية لوسائل التواصل الاجتماعي من وجهة نظر الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين والوالدين، وهي: ضعف النظر وجفاف العين وتشنجها، الصداع، ألم الرقبة، والظهر، الأرق واضطرابات النوم، وتشتت الذهن وقلة التركيز، وظهور عادات غذائية غير صحيحة. دور الوالدين أما بالنسبة للنتائج المتعلقة بدور الوالدين نحو الاستخدام الأمثل لوسائل التواصل الاجتماعي من وجهة نظر الطلبة والوالدين والأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين، فقد أظهرت نتائج الدراسة أن أبرز أدوار الوالدين للاستخدام الأمثل لوسائل التواصل الاجتماعي من وجهة نظر الطلبة في تقديم النصيحة، والمساعدة في حل المشكلات التي يقع فيها الأبناء عند استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي، والحرص على متابعة حسابات الأبناء في وسائل التواصل، ويشير هنا الدور المحدود للوالدين إلى انخفاض مستوى وعيهم بآليات التعامل المثلى، وممارستهم للدور العلاجي مع الطفل أكثر من الدور الوقائي والإنمائي الذي يحتاج للغرس منذ السنوات الأولى من عمره. أيضا أوضحت نتائج الدراسة من وجهة نظر الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين والوالدين إلى تراجع أدوار المؤسسات الاجتماعية على وجه العموم (الأسرة، والجيرة، والأقارب، والمدرسة، والمسجد، والأقران) في عملية التنشئة الاجتماعية للأبناء، وظهور مؤسسات اجتماعية افتراضية تشاركها في عملية تنشئة الأبناء. وأن أبرز الأدوار الوالدية في ضبط عملية الاستخدام الأمثل لوسائل التواصل الاجتماعي على أبنائهم تمثلت في: تخصيص أوقات معينة ومحددة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ومحاولة تفعيل آليات الخصوصية والحماية في أجهزة أبنائهم وأجهزتهم الخاصة، ومتابعة حسابات أبنائهم ومتابعة ما يقومون بنشره والتعليق عليه، إلى جانب استخدام أسلوب الحوار والمناقشة وتقديم النصح والتوجيه فيما يتعلق باستخدام وسائل التواصل. وقد عكست نتائج الدراسة إلى وجود بعض التحديات التي يعاني الوالدان منها في عملية ضبط استخدام الأبناء لوسائل التواصل الاجتماعي وخصوصا الذكور، ولجوء أبنائهم للعديد من الحيل لاستخدام شبكة الانترنت (Wi-Fi) واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الأوقات غير المسموح بها في المنزل. دور الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين وذكر الباحثون أنه بالنسبة للنتائج المتعلقة بدور الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين نحو الاستخدام الأمثل لوسائل التواصل الاجتماعي من وجهة نظر الطلبة وأولياء الأمور والأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين، فقد بينت نتائج الدراسة أن أبرز أدوار الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين المقدمة لطلبة المدارس للاستخدام الأمثل لوسائل التواصل الاجتماعي من وجهة نظر الطلبة تتمثل في تفعيل الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين لائحة شؤون الطلبة عند إحضار الهاتف في المدرسة، تليها تقديم محاضرات توعوية حول الاستخدام الأمثل لوسائل التواصل الاجتماعي. وقد أكدت نتائج الدراسة قيام الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين بالعديد من الأدوار في مجال التوعية بالاستخدام الأمثل لوسائل التواصل الاجتماعي في المدارس، وتنوعت هذه الأدوار والأساليب. توصيات الدراسة في ختام الدراسة توصل الباحثون إلى بعض التوصيات التي يمكن أن تساعد المسؤولين والمعنيين على تقليل الأثر السلبي لاستخدام الطفل لوسائل التواصل الاجتماعي، كما قد تساعد على تفعيل دور التنشئة الاجتماعية وآليات التعامل مع الأطفال لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، بحيث يكون من مهامها تشكيل فريق عمل من جهات مختلفة يقوم بوضع خطة ومتابعة تنفيذها وتقييمها فيما يتعلق بأساليب التنشئة وآليات التعامل مع الأطفال لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بحيث يكون من مهامها: •    التوعية باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والحد من آثارها السلبية وتعزيز دورها الإيجابي في المجتمع وبالقوانين المنظمة لها. •    متابعة عمل المختصين في التعامل مع حالات الاستخدام الخاطئ وتجاوزات وسائل التواصل الاجتماعي والحرص على رفع كفاءتهم وتعيينهم في مختلف الجهات •    متابعة تنفيذ الدراسة والبحوث التي من شأنها تعزيز الجوانب الإيجابية لوسائل التواصل الاجتماعي والحد من آثارها السلبية. •    مراجعة القوانين والإجراءات المنظمة لعملية ضبط الأجهزة والتجاوزات التي تحدث باستخدام وسائل التواصل ووضع مسار واضح لها وتتبعها مع ضرورة توعية القائمين بتطبيقها كالأخصائيين الاجتماعية والفنيين والعاملين في الجهات الحكومية. أيضا من ضمن التوصيات إعداد مادة علمية توعوية حول أساليب التنشئة الاجتماعية الضابطة لوسائل التواصل الاجتماعي والتي تستهدف الأسرة والمدرسة على اعتبار أنهما بيئة التأسيس والتنشئة الحاضنة للأطفال لفترات زمنية طويلة. إلى جانب رفع مستوى كفاءة الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين في التعامل مع مختلف الحالات والقضايا التي قد تواجههم كحالات الاستخدام الخاطئ لوسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك توفير قاعدة بيانات علمية ُّومعرفية فيما يتعلق بحالات التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي.