5454
5454
الرئيسية

32 قتيلا و110 جرحى في تفجيرين انتحاريين بوسط بغداد

21 يناير 2021
21 يناير 2021

إدانات عربية ودولية وتأكيد على دعم العراق -

عواصم - (وكالات): قتل 32 شخصا وأصيب 110 آخرون بجروح امس الخميس في تفجيرين انتحاريين في وسط بغداد، في اعتداء أوقع أكبر عدد من الضحايا في العاصمة العراقية منذ ثلاث سنوات. ووقع الاعتداء في سوق البالة في ساحة الطيران التي غالبا ما تعج بالمارة والتي شهدت قبل ثلاث سنوات تفجيرا انتحاريا أوقع 31 قتيلا. وكما في 2018، يأتي الاعتداء في وقت تناقش السلطات تنظيم انتخابات تشريعية، وهو استحقاق غالبا ما يترافق مع أعمال عنف في العراق. وأوضح بيان لوزارة الداخلية العراقية أن انتحاريا أول فجر نفسه في سوق البالة الذي تباع فيه ملابس مستعملة، في ساحة الطيران في وسط العاصمة "بعد أن ادعى أنه مريض فتجمع الناس حوله". وأضاف أن الانتحاري الثاني فجر نفسه "بعد تجمع الناس لنقل الضحايا الذين أصيبوا في التفجير الأول". وأفاد وزير الصحة حسن التميمي أن عدد القتلى ارتفع الى 32، مشيرا الى إصابة 110 أشخاص آخرين بجروح، وقد غادر معظمهم المستشفيات. وكانت حصيلة سابقة أشارت الى وقوع 28 قتيلا على الأقل. وسمع دوي الانفجار في كل أنحاء العاصمة. وانتشر جنود في الساحة بكثافة وأغلقوا الطرق المؤدية الى مكان الانفجار، وفق ما أفاد صحفيون في وكالة فرانس برس. وكان عدد منهم يساعدون فرق الإسعاف على انتشال المصابين. ولم تتبن أي جهة الاعتداء حتى الآن. واستخدم تنظيم داعش الذي سيطر لسنوات على أجزاء واسعة من العراق هذا الأسلوب في مناطق عدة. ونجحت القوات العراقية في القضاء على التنظيم في نهاية العام 2017 بعد معارك دامية. لكن خلايا منه لا تزال تنشط في بعض المناطق البعيدة عن المدن. وتستهدف بين وقت وآخر مواقع عسكرية في تلك المناطق. ووقعت تفجيرات أوقعت قتلى في بغداد في يونيو 2019. انتخابات وانسحاب أمريكي تقترح السلطات السياسية حاليا إرجاء الانتخابات المبكرة المقرّرة في يونيو الى أكتوبر من أجل افساح الوقت أمام اللجنة الانتخابية لتنظيمها. ويبقى القرار معلقا على تصويت في البرلمان لحل نفسه. وعلّق الرئيس العراقي برهم صالح على الانفجارين في تغريدة على حسابه على "تويتر" قائلا "الانفجاران الإرهابيان ضد المواطنين الآمنين في بغداد، وفي هذا التوقيت، يؤكدان سعي الجماعات الظلامية لاستهداف الاستحقاقات الوطنية الكبيرة وتطلعات شعبنا في مستقبل يسوده السلام"، وأضاف "نقف بحزم ضد هذه المحاولات المارقة لزعزعة استقرار بلدنا". ووصفت بعثة الأمم المتحدة في العراق التفجيرين ب"العمل المروع"، مشيرة الى أنهما "لن يوقفا مسيرة العراق نحو الاستقرار والازدهار". وأدانت عدة دول، امس الخميس، التفجير الانتحاري في بغداد، مؤكدةً دعمها للعراق. السفارة التركية في بغداد، أدانت بشدة التفجير، مؤكدةً وقوف تركيا مع العراق. وغرد السفير التركي في بغداد، فاتح يلدز، قائلا: "أدين وبشدة المجاميع المجردة من الإنسانية التي أظهرت اليوم وجهها القبيح في بغداد مجددا بعد فترة طويلة من الزمن". من جانبه، أدان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، التفجير، مقدما تعازيه لأسر الضحايا، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (وفا) وأضاف عباس: "نتضامن مع العراق رئيسا وحكومة وشعبا، جراء العمل الإرهابي البشع، الذي استهدف الأبرياء العزل". الخارجية الأردنية، أدانت واستنكرت بشدة التفجير، مؤكدةً الوقوف إلى جانب العراق في وجه كل ما يهدد أمنه. ووصف المتحدث باسم الوزارة، ضيف الله الفايز، في بيان، التفجير بـ"الفعل الإرهابي الجبان الذي يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار ويتنافى مع القيم والمبادئ الدينية والإنسانية". كما استنكرت الخارجية القطرية، بشدة التفجير بالعاصمة بغداد، مجددةً موقف الدوحة الثابت من رفض العنف والإرهاب، مهما كانت الدوافع والأسباب. وقدمت الوزارة في بيان، التعازي لذوي الضحايا ولحكومة وشعب العراق، وتمنياتها للجرحى بالشفاء العاجل. بدورها، أدانت مصر التفجير، معربةً عن خالص التعازي والمواساة لحكومة وشعب العراق الشقيق في ضحايا "هذا العمل الإرهابي الخسيس"، والتمنيات بالشفاء العاجل للمُصابين. وأكدت الخارجية المصرية، في بيان، "وقوفها إلى جانب العراق الشقيق في مساعيه الرامية إلى الحفاظ على الأمن والاستقرار ومجابهة كافة صور الإرهاب والتطرف". في السياق، استنكر السفير الكندي لدى بغداد، ولريك شانون، بشدة التفجير، واصفا إياه بـ"الحدث المقرف"، وأضاف شانون مغردا: "ببالغ الحزن والأسى تلقيت خبر الهجوم الإرهابي في منطقة الباب الشرقي"، متمنيا الشفاء العاجل للمصابين والغفران للقتلى. اما التحالف الدولي ضد "داعش"، اعتبر أن "هجوم بغداد هو مثال آخر على قيام الإرهابيين بقتل العراقيين وإيذاء الساعين للسلام". وأكد التحالف (تقوده الولايات المتحدة)، في بيان، على الاستمرار "في دعم الحكومة العراقية لتحقيق الأمن والاستقرار". كذلك، يأتي الاعتداء في وقت باشرت فيه الولايات المتحدة خفض عدد جنودها في العراق الى 2500 عنصر. وعزا وزير الدفاع الأمريكي كريستوفر ميلر قرار الانسحاب ب"تزايد قدرات الجيش العراقي". وقال إن هذا التخفيض "لا يعني تغييرا في سياسة الولايات المتحدة"، مشيرا إلى أن "الولايات المتحدة وقوات التحالف تبقى في العراق لتأكيد هزيمة دائمة" لتنظيم داعش. لكن هذا الانسحاب جاء أيضا في ظل تصاعد التوتر في العراق بين مجموعات مسلحة وواشنطن منذ اغتيال رئيس فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب قائد قوات الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس السنة الماضية في ضربة جوية أمريكية في مطار بغداد. وتعرضت مصالح أمريكية لهجمات. فيما طالب البرلمان العراقي بانسحاب الجنود الأمريكيين. وتقود الولايات المتحدة تحالفا دوليا منذ 2014 في العراق لمكافحة تنظيم داعش. وغادرت معظم القوات المشاركة في التحالف من دول أخرى، العراق، في بداية انتشار وباء كوفيد-19 في العام 2020.