oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

عن بدايات كورونا.. والتوجه المستقبلي !

19 يناير 2021
19 يناير 2021

في كثير من الأحيان فإن عودة الأمور إلى الوراء - وهذا مستحيل طبعا - سوف يفتح الطريق نحو رؤية المشكلات بطريقة مختلفة، ما قد يساهم في الحل المنشود، وحتى لو أن ذلك غير ممكن على المستوى العقلاني لأن كل ما يندفع إلى الأمام لن يعود، فإن ذلك ممكن في إطار التخيل والاشتغال الذهني ما يساعد بشكل معين، في حلول المشكلات التي يمر بها الإنسان في الحياة عامة.

تطرح جائحة كورونا المستجد التي يعاني منها العالم منذ أكثر من عام مثل هذا النوع من التفكير، الذي يأخذ الإطار أو البعد الفلسفي، ماذا لو أن؟ وماذا لو حدث كذا؟

مثل هذه الطريقة في الأسئلة لاشك أنها تساهم ليس في حل مشاكل كورونا المعقدة في المسائل العلاجية كاللقاحات أو درء الوباء بشكل عام، بل أيضا ما يترتب عن الفيروس من انعكاسات على صعيد كافة أشكال الوجود الإنساني وقطاعات الإنتاج الاقتصادية وكل مسارات الحياة.

وقد خلص الخبراء المستقلون المكلفون بتقييم الاستجابة العالمية لأزمة وباء كوفيد-19 بعد زيارة إلى الصين وموطن البداية لفيروس كورونا، بأنه كان بإمكان منظمة الصحة العالمية وبكين التحرك بشكل أسرع في بداية الأزمة، ما كان سوف يغير بوصلة التاريخ أو حركته مع الوباء، غير أن الفيروس الذي «كان مخفيا إلى حد كبير، أسهم في الانتشار العالمي». هذه النتائج بقدر ما تتكلم عن الماضي أو ما حدث، فهي بالأسلوب من التفكير المشار إليه تشرح أن العودة إلى التاريخ وما وقع بالفعل يمكن أن يساعدنا في رؤية المستقبل للقضايا المختلفة بشكل أفضل، أن نساعد أنفسنا في درء المشكلات أو ابتكار الحلول الجديدة.

ويشير التقرير الثاني الذي أصدرته المنظمة الدولية عبر لجنة الخبراء الذي راقبت الوضع في الصين، إلى أنه «بالعودة إلى التسلسل الأولي للمرحلة الأولى من الوباء، نستنتج أنه كان بالإمكان التحرك بشكل أسرع بناءً على المؤشرات الأولى».

صحيح أن كورونا باتت أزمة مستفحلة عالميا ليس لها من نهاية واضحة إلى اليوم، برغم التوصل إلى اللقاحات من مختلف الشركات، بيد أن مجمل صورة هذا الوباء العالمي وما ترتب عنه سواء بشكل مباشر أو غير مباشر يفتح التساؤلات والاستفهامات والفكر الإنساني عموما لرؤية الكثير من الإشكاليات بوجهة جديدة.

بالفعل فإن الأزمة ساعدت في تحركات سريعة على مستويات الابتكار والاستفادة من الأنظمة التقنية الحديثة وكافة وسائل العصر التي كان بعضها شبه منسي، حيث أصبحت اليوم مستخدمة بطريقة فاعلة كما في أسلوب التعليم الإلكتروني عن بعد، أو في تعزيز وسائل التجارة الإلكترونية وغيرها من الحلول العديدة.

هذه المساعدات والنتائج التي حدثت كانت جراء الصدمة والألم وأيضا الاستفادة من موقف الأزمة لجعله إيجابيا، ويبقى أن الأبعاد لدراسة هذه الأزمة منذ البدايات، سوف يفتح الأفق لقراءات جديدة على مستويات العلم والثقافة والمعرفة الإنسانية عموما.