oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

قيمة التطوع كما يجسدها التبرع بالدم

17 يناير 2021
17 يناير 2021

بدأت أمس الحملة الوطنية للتبرّع بالدم تحت شعار «كُن سباقًا للتبرّع بالدم»، التي تهدف بحسب المنظمين للحملة إلى تحفيز المجتمع بشكل عام والشباب العماني بوجه خاص، على المبادرة بالمشاركة في هذا العمل الإنساني الذي يعود بالخير على الآخرين وعلى الإنسان نفسه من خلال الأجر والمشاعر الإيجابية التي تعود للمتبرع.

ومن المدرك أن أي عمل تطوعي يعود بالسعادة لصاحبه، وهذا مثبت في علوم النفس وفي التجربة الإنسانية وفي التراث الديني والمجتمعي، فالناس بطبعها تميل إلى فعل الخير والمشاركة والإيجابية في الحياة، وحتى لو أن بعضا من هذه القيم تضعضع في وقت من الأوقات فإن ذلك لا يعني نهاية هذا الشيء، فثمة من يفعل الخير ويسعى إليه على الدوام ويساهم في مساعدة الناس ونشر الابتسامة والسعادة بين البشر.

وتعتبر ثقافة التبرع بالدم واحدة من تلك الأوجه التي من خلالها يعيش المجتمع في وئام ومحبة، وتتحقق عبرها الكثير من المعاني السمحة، فأنت تتبرع بدمك لتهب حياة للآخرين وتنقلهم إلى مساحة الشفاء بل ربما إنقاذ حياتهم من الموت، وهذا عمل كبير ينعكس على أناس كثيرين، إذ لن تكون دائرة الفرح مغلقة بحدود الشخص المتبرع له فحسب، بل تمتد لأسرته وأقاربه وأصدقائه الخ...

لهذا فالعمل على نشر هذه الثقافة الإنسانية الراقية ونشرها في المجتمع العماني وهي قائمة بحمد الله، يعني ذلك المضي في ذات النسق الموجود في مجتمعنا من حب الخير وإسعاد الآخرين والتمكين لقيم التطوع وكل ما هو إيجابي في سبيل خير الناس.

وفي هذه الظروف التي يمر بها العالم جراء الجائحة الصحية الناتجة عن فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» وتداعيات ذلك على أوجه الحياة المختلفة، فإن هناك حاجة كبيرة إلى تعزيز هذه القيم السمحة، كما أن بنوك الدم تحتاج إلى كل قطرة دم وتنتظر تلك التشاركية من أفراد المجتمع بما يحقق التكافل الاجتماعي والقيم المشار إليها من حب الخير للآخرين.

يجب الإشارة إلى أن هذه الحملة هي عالمية في الأساس، وأن تدشينها في السلطنة جاء بهدف تشجيع الشباب للمشاركة في الأعمال الإنسانية، باعتبارهم الحلقة الأوسط في الأعمار، والفاعلين في بناء المجتمع والتأثير على الفئات الأخرى، فهم صناع اليوم والمستقبل.

ومن خلال الأرقام يتضح أن عدد المتبرعين المتطوعين لعام 2020م بلغ حوالي 59 ألف متبرع، والأمل في زيادة هذا الرقم عبر المزيد من التطوع ومشاركة الشباب الذين تحمل هذه الحملة في شعارها اسمهم، بما يمكن من تلبية حاجة المؤسسات الصحية في السلطنة، وهو عمل عظيم في نهاية الأمر سيعود بالنفع للكل كما سبقت الإشارة.

سيكون واجبا على كل واحد منا قادر على الفعل أن يبادر به، وأن يعمل على حمل مشعل الإضاءة لطريق مطلوب، أن تهب أغلى ما عندك، دمك.