oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

دولة قوية وشعب مكين

10 يناير 2021
10 يناير 2021

تثبت عمان اليوم وهي تحتفل بالذكرى الأولى لتولي جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- أعز الله سلطانه- مقاليد الحكم في البلاد أنها كيان سياسي وحضاري قوي وراسخ لا تهزه الحوادث الطارئة والمتغيرات الطبيعية مهما كانت عظيمة، ومهما كان وقعها وما يمكن أن تحدثه من تأثير. وأن رجالها قادرون على أن يحدثوا التغيير المطلوب وأن الفعل الحضاري على أيديهم لا يتوقف أبدا آخذا طريق ديمومته وسرمديته من ديمومة الحياة نفسها.

وتلك القوة لم تولد بين ليلة وضحاها، بل كانت فعلا تراكميا عبر الحقب التاريخية والحضارية التي مرت بها عمان وصنعها العمانيون على مهل وبرؤية ثاقبة بخبرات ساهمت الجغرافيا إلى جوار فعل الإنسان العماني المثابر والتواق إلى المجد في بلورتها، وتحولت مع الوقت إلى ثقافة شكلت جانبا مهما من هوية هذه البلاد وهوية إنسانها.

وما حققه السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- خلال عام واحد فقط من إنجازات ومن تغيرات جوهرية وصفت «بالإصلاحات الاقتصادية والإدارية» الاستثنائية دليل على أن نهضة هذه البلاد لا تتوقف، وأن سلطانها هيثم بن طارق قادر على صناعة تغيير جوهري جديد متوافق مع متطلبات المرحلة وسابق لزمنه في المنطقة، بل قادر على إرساء دعائم اقتصاد يملك القدرة على التكيف مع المتغيرات المالية والهزات التي تواجه العالم ولا تبقي البلاد رهن مورد متغير.

وإذا كان العام الأول من حكم السلطان هيثم رغم ما شهده العالم من تحديات اقتصادية ومالية ومن جائحة صحية لم تُعهد منذ أكثر من 100 عام قد حقق كل ما حققه من إنجازات ورسخ ما رسخه من بنية صلبة لمرحلة استثنائية آتية؛ فإن القادم سيشهد نهضة عمانية أكثر تسارعا، وأكثر ثباتا لبلاد تخطو نحو المستقبل وفق رؤية «عمان 2040» التي هندس تفاصيلها ومرتكزاتها جلالة السلطان نفسه. إن بناء عمان الذي أخذه جلالة السلطان على عاتقه مهمة عظيمة وأمانة في أعناقنا جميعا، وهذا ما أكده جلالته في أول خطاب له في فبراير من العام الماضي عندما قال: «إن بناء الأمم وتطورها مسؤولية عامة يلتزم بها الجميع، ولا يستثنى أحد من القيام بدوره فيها، كل في مجاله وبقدر استطاعته، فقد تأسست عمان وترسخ وجودها الحضاري بتضحيات أبنائها، وبذلهم الغالي والنفيس من أجل الحفاظ على عزتها ومنعتها، وإخلاصهم لأداء واجباتهم الوطنية، وإعلائهم لمصالح الوطن على المصالح الشخصية، وهذا ما عقدنا العزم على إرسائه وصونه حتى نصل للتطور الذي نسعى إليه والازدهار الذي نسهر على تحقيقه، والنزاهة التي لا بد أن تسود كافة قطاعات العمل وأن تكون أساسا ثابتا راسخا لكل ما نقوم به».

ونحن نعيش اليوم تفاصيل عمان التي تتغير إلى مستوى طموحاتنا ولذلك نعاهد الله أن نسير على خطى جلالة السلطان المعظم، أعزه الله، ونترسم خطاه في طريق بناء عمان والمستقبل.