oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

روح وطنية خالصة وقدرة على العطاء والتضحية لأجل عمان

10 يناير 2021
10 يناير 2021

تمر اليوم الذكرى الأولى لتولي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - مقاليد الحكم في السلطنة، مترسما خطى السلطان الراحل قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه - وناشدا طريق النهضة المتجددة لعمان في ظل تحديات عديدة منها ما هو داخلي ومنها ما هو خارجي مرتبط بالأوضاع العالمية جراء الجائحة الصحية التي ضربت كل الدول، وأثرت على مفاصل الحياة في كل القطاعات.

بالطبع لم تكن تلك السنة الأولى من الحكم سهلة بكل المقاييس بالرجوع إلى حجم المتغيرات الحاصلة في كل الاتجاهات، بيد أن حكمة جلالة السلطان المعظم - أيده الله - وتوجيهاته السديدة بالإضافة إلى تضافر المجتمع العماني لتجاوز التحديات، أسهم كل ذلك بعبور تلك السنة الصعبة إلى الآفاق الجديدة التي ستكون خيرة بإذن الله وتوفيقه وبتعاون الجميع لأجل بناء الغد المشرق لنماء هذه البلاد وسعادة إنسانها.

خلال عام 2020 الذي بدأ بالخبر الحزين والمفجع لرحيل السلطان قابوس ـ رحمه الله ـ كانت البلاد تدخل في اختبارات متتالية، وضاعف من التحديات الانعكاسات الاقتصادية التي حلت على كل الكرة الأرضية، فقد تعطلت سنن الحياة اليومية وتغيرت نواميس العمل ودواليب الإنتاج، وبات الإنسان يفقد صور حياته المعتادة، الأمر الذي انعكس على كل شيء ولم يكن ذلك بالأمر الهين ولا السهل بكل تأكيد.

بيد أن الإرادة الكبيرة وجسارة القيادة وسط هذا الموج المضطرب كانت هي الهادئ والمعين إلى بر الأمان، وتوالت الحلول والتشريعات والقوانين وكل ما يساعد على تلمس المشهد الأفضل للمستقبل، وحيث لا يزال التحدي قائما، بيد أن روح العمل والتفاؤل والرغبة في البناء والتطوير والإصلاح الخ.. كل ذلك يظل مستمرا بروح وطنية خالصة وقدرة على العطاء والتضحية لأجل عمان.

إن ساعات الاختبار والتحدي هي التي تكشف عن معدن الرجال وهي التي تضيء صور الحياة بكل ما في جوانحها من المعاني، بهذا الملمح في الرؤية والتبصر كان لعمان أن تسير إلى المستقبل وهي تتحدى الظروف وتضع العلم والمعرفة والتخطيط والاستراتيجية كدليل على الانطلاق، ليكون عام 2020 عام المنجزات المتعددة والكبيرة والكثيفة التي تقود الوطن إلى الاستعداد والتهيئة لتنفيذ المشروع الوطني الكبير المتمثل في الرؤية المستقبلية «عُمان 2040» التي بدأت بمطلع هذا العام 2021 بالمصادقة السامية على أولى خطط هذه الرؤية وهي الخطة الخمسية العاشرة.

إن بناء الأوطان يقوم على الاستمرار في التمسك بالإرث والمكتسبات والحرص على التطوير والإضافة، فالنهضة طريق يتجدد بالمزيد من العطاء وإرادة النجاح والثقة في أن الغد سيكون أفضل عبر تضافر كل الجهود لتحقيق الازدهاء والنماء والرخاء، ونسأل الله أن تكون المرحلة المقبلة حافلة بإنجاز التطلعات في ظل إيمان قوي بالذات والقدرة على الإنتاج النوعي وتحقيق المعجزات.