oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

طريق إلى النهضة المتجددة باتجاه المستقبل

09 يناير 2021
09 يناير 2021

قبل عام من اليوم، كان الرحيل المر للسلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- مؤسس عمان الحديثة، الذي شيّد دولة عصرية مستوفية الأركان، وقاد الإنسان العماني من براثن التخلف إلى الانفتاح على الحياة الحديثة، واليوم يفخر العمانيون بعد خمسة عقود بأن هناك نهضة غطت كافة جوانب الحياة الإنسانية، يتجدد عهدها مع حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه.

كان رحيل السلطان قابوس حدثا غير عادي، وفيه شعر العمانيون بالحزن الكبير والأسى، غير أن العزاء كان في تلك الوصية التي جاءت بالسلطان هيثم، ليشعر الجميع بالطمأنينة وأن الطريق إلى المستقبل مضيء بإذن الله ورعايته، في ظل الاختيار السديد للسلطان الراحل.

خلال عام من تولي جلالة السلطان هيثم مقاليد الحكم في السلطنة، فقد حدثت الكثير من التحولات والمتغيرات، منها ما يرتبط بالداخل ومنها ما يرتبط بالخارج، بل بكل العالم من جائحة كورونا المستجد «كوفيد 19» التي غيرت ملامح الحياة وجعلت الناس يعيشون في عزلة، وفرضت على المجتمعات والدول لونا غير مسبوق من وقائع الوجود.

برغم ذلك فقد مضت خطوات الإصلاح والتطوير في كافة مجالات وقطاعات الحياة في السلطنة، ورسم جلالة السلطان المعظم- أعزه الله- معالم الطريق إلى الغد المشرق، من خلال ثلاثة خطابات سامية، هي خطاب تولي الحكم وخطاب 23 فبراير والثالث في 18 نوفمبر، مع الاحتفال باليوبيل الذهبي للنهضة العمانية المباركة.

ومن خلال هذه الخطابات السامية اتضحت مسارات المستقبل وخطط بناء الحياة العمانية في كل القطاعات الإنتاجية والمجتمعية والمعرفية الخ.. وتحولت التوجيهات إلى برامج عمل مرئية ركزت على إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة ومؤسسات الحكومة، بالإضافة إلى إعادة تشكيل مجلس الوزراء، وبرامج الترشيد المالي والرقابة الإدارية وغيرها، وتقاطع مع ذلك الحرص على تنفيذ برامج التوازن المالي والحماية الاجتماعية، بحيث تكفل الحياة الكريمة للمواطنين لاسيما ذوي الدخل المحدود من بعض الفئات الاجتماعية.

إن ما تحقق من عام رغم صعوبة الظروف التي مر بها كل العالم خلال 2020 تجعل ذلك العام يوصف بعام الاختبار والجسارة الذي استطاعت السلطنة أن تعبره بكل ثقة واقتدار، بفعل حكمة القيادة وتعاون المواطنين وحرص الجميع على أن يكون الغد أفضل من الراهن، بالطبع فإن ذلك لا يكتمل إلا بالتأكيد التام على مضي التضافر الاجتماعي وتسريع عجلة الإنتاج والعمل لمزيد من التطوير والتحديث.

لا شك أن ثمة ظروفا وتحديات عديدة فجائحة كورونا لم تنته بعد، ما يعني المزيد من الالتزام المطلوب والتقيد بالإجراءات التي وضعتها الجهات المختصة، كذلك فإن المسائل الاقتصادية تتطلب التعاون الذي عماده الإنتاج والتنفيذ الدقيق لخطط وبرامج الرؤية المستقبلية «عُمان 2040» التي بدأت مع مطلع هذا العام، عبر أول خطة تنموية من خطط الرؤية وهي الخطة الخمسية العاشرة. والرهان على المواطن والعمل والإرادة والتفاؤل ليكون المستقبل أكثر إشراقا بإذن الله.