العرب والعالم

تحليل :الحكومة اليمنية الجديدة .. بين الانقسامات والتحديات

31 ديسمبر 2020
31 ديسمبر 2020

دبي-أ ف ب: بعد أقل من شهر على ولادتها، تقف الحكومة اليمنية الجديدة التي تعرضت لاستهداف عند وصولها إلى مطار عدن جنوب اليمن، أمام مجموعة من التحديات الداخلية، من السياسة إلى الأمن والاقتصاد. وأدى الهجوم الذي استهدف مطار عدن بتفجيرين على الأقل الأربعاء إلى مقتل 26 شخصا لدى نزول أعضاء الحكومة اليمنية من طائرة أقلتهم للعاصمة المؤقتة للسلطة المعترف بها دوليا لتباشر مهامها منها.

- من هم أعضاء الحكومة ؟- شكلت الحكومة الجديدة مناصفة بين شمال اليمن وجنوبه بعد معارك وخلافات بين أفرقاء المعسكر الواحد، برعاية السعودية التي تقود في اليمن تحالفا عسكريا منذ مارس 2014 دعما للسلطة المعترف بها دوليا في مواجهة جماعة أنصار الله.

وتضم الحكومة المؤلّفة من 24 وزيرا إلى جانب رئيسها معين عبد الملك، أعضاء موالين للرئيس المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي وآخرين مؤيدين للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذراع السياسية للانفصاليين الجنوبيين، إضافة إلى ممثلين لأحزاب أخرى.

ويرى ماجد المذحجي من مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية أن «ما يميز هذه الحكومة أنها تعكس جميع الأطراف»، موضحا أنها تضم حتى المنادين بالانفصال عن الدولة اليمنية الموحدة في إشارة إلى المجلس الانتقالي الجنوبي.وكان الجنوب دولة مستقلة قبل الوحدة مع الشمال سنة 1990.ويشير المحلل إلى أن «نطاق عمل الحكومة سيكون في المناطق المحررة (الخاضعة لسيطرة الحكومة)» بعيدا عن مناطق المتمردين الحوثيين الذين سيطرون على كامل الشمال اليمني باستثناء مأرب. وأبصرت الحكومة النور هذا الشهر بدعم من السعودية بعد مخاض عسير على أمل إنهاء الخلافات في معسكر السلطة الساعية لمنع المتمردين من السيطرة على آخر معاقلها الشمالية.وبحسب المذحجي فإن «السعودية الضامن الأساسي لبقاء الحكومة موحدة». - ما أولويات هذه الحكومة؟- يشكو السكان في اليمن وخصوصا في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، من ارتفاع الأسعار والانهيار الحاد في قيمة العملة المحلية حيث بلغ سعر الصرف في عدن 675 ريالا للدولار الواحد في الأيام الأخيرة.

وإلى جانب ذلك، تهدّد المجاعة في بلد يشهد أكبر أزمة انسانية في العالم بحسب الامم المتحدة، ملايين اليمنيين الذين باتوا بغالبيتهم يعتمدون على المساعدات للاستمرار.ويرى المذحجي أن الحكومة الجديدة لديها «ثلاث أولويات أساسية».

ويتوجب عليها التعامل مع الوضع الاقتصادي المنهار عبر «وقف النزيف في سعر العملة اليمنية مقابل الدولار وإعادة ترتيب الأوضاع الاقتصادية في المناطق المحررة». وبالإضافة إلى ذلك، يتوجب على الحكومة أيضا «إفراغ عدن ومحيطها من المعدات العسكرية الثقيلة والدفع بها على الجبهات» التي تقاتل جماعة أنصار الله بعدما كانت تُستخدم للاقتتال بين أفرقاء المعسكر الواحد.

وأخيرا يتوجّب على الحكومة وقف «الخسائر على الأرض «أمام جماعة أنصار الله الذين بدأوا بالتقدم في عدد من الجبهات خصوصا في مأرب. - ما هي أبرز التحديات؟ - عملت السعودية منذ أكثر من عام على تشكيل الحكومة الجديدة لإنهاء الخلافات والتفرغ لمقاتلة جماعة أنصار الله الذين كثّفوا هجماتهم ضد المملكة في الأشهر الأخيرة عبر الصواريخ والطائرات المسيرة. وتواجه الحكومة تحديا عسكريا كبيرا بتمثل في استعادة المبادرة على الأرض ووقف تقدمهم المتواصل منذ سنوات. وقد تمكن المتمردون من إحراز تقدم على الأرض هذا العام حيث سيطروا في مطلع مارس الماضي على مدينة الحزم كبرى مدن محافظة الجوف القريبة من مأرب في شمال اليمن.

لكن التحدي الأكبر هو «الحفاظ على الحكومة موحدة وتجاوز الانقسامات السياسية بين الأطراف المشكلة فيها، خصوصا الحساسيات بين التجمع اليمني للإصلاح والمجلس الانتقالي الجنوبي»، بحسب المذحجي. ويتهم الانفصاليون الحكومة اليمنية برئاسة عبدربه منصور هادي بالسماح بتنامي نفوذ الإسلاميين وتأثيرهم على قراراتها السياسية والعسكرية، وخصوصا من قبل حزب «التجمع اليمني للاصلاح» المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين.

لكن الهجوم الذي وقع الأربعاء قد يشكل «فرصة لتوحيد الحكومة خلف فكرة أن هناك عدوا أخطر أمام الأطراف المشكلة لها جميعا»، وفقا للمحلل.