oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

رصيد وطني لأرضية البحث العلمي

29 ديسمبر 2020
29 ديسمبر 2020

يمثل البحث العلمي أحد المؤشرات والدلائل على تقدم الدول، خاصة إذا ما ارتبط ذلك الأمر بالمقتضيات الموضوعية للحياة المعاصرة وحاجيات الإنسان والأسواق والمجتمعات بشكل عام.

وفي هذا الباب فإن ثمة تأكيد دائم على الاهتمام الذي توليه الدولة بالبحث العلمي، عبر كافة أبعاده المختلفة، سواء المؤسسات التي تشرف عليه أو تقوم به أو تساهم فيه.

الإشارة هنا تأتي إلى تكريم جامعة السلطان قابوس لعدد من الباحثين والمصنفين ضمن قائمة الـ2 بالمائة الأفضل على مستوى العالم لعام 2019، هذا التكريم الذي يعني الاحتفاء بالعلم والمعرفة وعصر التغييرات الكبرى على مستوى الثقافة الإنسانية في مساراتها العديدة، خاصة أننا نعيش مرحلة مفصلية في التاريخ العالمي مع الجائحة الصحية التي أثرت على مجمل قطاعات الحياة حاليا، وحيث سوف يبرز بلاشك دور البحث العلمي في حل المشاكل ومواجهة التحديات في سبيل بناء المستقبل الأفضل عبر الفكر الجديد والاستفادة من مكتسبات العصر الراهن والتقنيات والثورة الصناعية الرابعة وغيرها من صور التحديث.

في إطار نسبة الـ 2 بالمائة فقد صدرت قائمة نشرها باحثون من جامعة ستانفورد الأمريكية تحوي أسماء مجموعة من الباحثين الأفضل على مستوى العالم خلال عام 2019م، وأظهرت هذه القائمة تميز 43 باحثا من السلطنة 23 منهم في مجالات عديدة وحيوية، ومنهم 5 عمانيين من منتسبي جامعة السلطان قابوس.

وغطت المجالات التي شملتها الأبحاث العلمية فضلا عن الباحثين المشار إليهم مجال الطاقة والهندسة الكيميائية وعلوم البيئة وعلوم النبات والأحياء وطب الأعصاب، وهي جميعها مجالات وموضوعات حيوية تساهم في الأفق المستقبلي لاسيما في ظل التوجه إلى تحقيق الرؤية المستقبلية «عُمان 2040» التي تربط بين المعطيات الجديدة وصور البحث العلمي الحديثة والأهداف بعيدة المدى المنشودة.

واعتمد تصنيف الباحثين بشكل كبير على مدى استشهاد الباحثين من مختلف دول العالم بأبحاثهم المنشورة، وهو ما يدل بحسب الجامعة الأمريكية المذكورة، على جودة المخرجات العلمية على مستوى السلطنة، كذلك هناك جانب آخر يتعلق باستخدام المراجع لمختلف الأبحاث عالميا.

إن قضية البحث العلمي والباحثين ترتبط اليوم بقضايا التنمية المستدامة والشاملة والتطور في كافة أنشطة الحياة الإنسانية، كذلك فهي تؤشر إلى مدى تطور الجامعات والمؤسسات الأكاديمية والعلمية، وهو ما يشكل بوابة لرؤية أفضل للكثير من الجوانب في هذا الباب، من حيث الاستدلال بمثل هذه النتائج العلمية في تشكيل رصيد وطني يمكن الانطلاق منه نحو الإجادة والتمكين وصناعة أفق البحث العلمي المستقبلي الأكثر إضافة ومساهمة في الواقع العملي.