oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

التحصين ضد كورونا .. ومسؤولية مستمرة

26 ديسمبر 2020
26 ديسمبر 2020

مع بدء السلطنة اليوم الحملة الوطنية للتحصين بلقاح «فايزر بيونتيك» المُضاد لفيروس كورونا «كوفيد-19»، تدخل المعركة مع الوباء مرحلة جديدة لا تعني بأي حال من الأحوال نهاية الخطر، بقدر ما تشير إلى حاجز من حواجز الحماية التي تشكل درعًا للوقاية، في حين تبقى المهمة الأساسية والكبيرة في الاستمرار بالمحافظة على الإجراءات الصحية العامة للأفراد والمجتمع ككل.

يأتي اللقاح في كل العالم مع تفشي السلالة الجديدة من فيروس كورونا في بريطانيا وبعض الدول الأخرى، الأمر الذي أدى لإغلاق المطارات والموانئ في السلطنة أمام المسافرين لأسبوع، ذلك الإجراء الذي اتخذته العديد من دول العالم، وهي تستفيد حتمًا من التجربة السابقة، فقد تشكل إرثا من الإجراءات والشروط الاحترازية التي اكتسبتها الدول خلال الصراع الذي استمر لعام مع هذه الجائحة الصحية غير المسبوقة على مستوى العالم وفي التاريخ الإنساني الحديث على الأقل.

السلطات الصحية في السلطنة أكدت على أن المرحلة الأولى من اللقاح تستهدف الفئات الأكثر عُرضة للإصابة بالمرض، ومن ضمنها العاملون في الخطوط الأمامية والمصابون بالأمراض المزمنة وكبار السن، بما يشكل لهم درعًا واقية، لا سيما أن العاملين في الخط الأمامي هم أكثر الناس عرضة للفيروس حيث يتعاملون بشكل مباشر مع المرضى.

وإذا كانت الأيام الماضية قد شهدت نقصانًا ملحوظًا في معدلات الإصابات والوفيات، فهذا شيء جيد وإيجابي يتكامل مع وصول اللقاحات، بيد أنه من الجدير التذكير مجددًا بأن ذلك لا يعني نهاية المعركة مع هذا الوباء الغريب والذي استهلك الطاقة البشرية وهدد الموارد الاقتصادية والإنسانية في جميع قطاعات الحياة.

هذا التذكير يعني أن ثمة شروطًا صحية يجب علينا جميعا الامتثال لها والاستمرار في التمسك بها لأجل وقاية أنفسنا والناس من حولنا، ولا بد أن ما تحقق حتى الآن من نتائج إيجابية ملحوظة سبب هو التعامل المدرس والممنهج والالتزام من قبل أغلب أفراد المجتمع، بما انعكس على الواقع العملي في الأرقام التي أمامنا.

تهدف وزارة الصحة من خلال الخطة التي وضعت للقاح إلى تغطية 60 بالمائة من سكان السلطنة، على عدة مراحل، حيث من المفترض أن تغطي المرحلة الأولى نسبة 20 بالمائة، ويعزي ذلك كما أشارت الجهات المختصة إلى محدودية التوريد، ولاحقًا سوف يتم توسيع دائرة التوريد بحيث تصل إلى النسب المنشودة، وفق قناعات الأفراد في التطعيم، حيث لا يوجد إلزام في الأمر.

لقد سبقت هذه المرحلة من وصول اللقاح عمليات مستمرة من التكاتف الوطني والعمل الدؤوب الذي تكلل بالوصول إلى هذه المرحلة، الأمر الذي يستحق الإشادة بلا شك، حيث يأتي كل ذلك في إطار الجهد الوطني للتصدي لجائحة «كوفيد-19» التي أقلقت الجميع بدون فرز، في كل دول العالم.

أخيرًا ما يجب التركيز عليه هو التشديد المستمر على كل أساليب وطرق الوقاية الممكنة، بما يحفظ صحة الجميع ويُمكِّن من اجتياز المرحلة المقبلة بسلام بإذن الله.