1562371
1562371
العرب والعالم

الصحة العالمية: اللقاحات توفر مخرجا للعالم من هذه المأساة.. والتطعيم سيستغرق وقتا

26 ديسمبر 2020
26 ديسمبر 2020

اليوم.. أوروبا تبدأ حملات التطعيم وسط انتشار سلالة كورونا الجديدة -

عواصم -وكالات: عشية بدأ حملات التطعيم في «القارة العجوز»، حذّر مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس الجمعة من أن «اللقاحات ستوفر مخرجا للعالم من هذه المأساة.. لكن تطعيم العالم بأسره سيستغرق وقتا».

وأضاف في رسالة عبر الفيديو «خلال هذا العام الفظيع، رأينا التضحيات التي قدمها الكثير من الناس لحماية حياتهم والحفاظ عليها. يجب ألا نضيع هذه التضحيات».

من المقرر أن تبدأ حملات التطعيم في جميع دول الاتحاد الأوروبي الـ27 اليوم الأحد، بعدما أقرّت الجهات المنظمة لقاح فايزر-بايونتيك في 21 ديسمبر.

سُجّلت أكثر من 25 مليون إصابة بفيروس كورونا المستجدّ في أوروبا حيث يثير الفيروس المتغّير الذي ظهر في بريطانيا القلق أكثر فأكثر، ومنطقة أوروبا التي تضمّ 52 دولةً (وتصل إلى الشرق وتشمل أذربيجان وروسيا) هي الأكثر تضرراً في العالم من حيث عدد الإصابات، تليها منطقة الولايات المتحدة وكندا (19,188,172 إصابة) وأمريكا اللاتينية والكاريبي (15,024,469) وآسيا (13,617,004)، حسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس الجمعة.

وكانت أوروبا أولى المناطق التي تجاوزت عتبة نصف مليون وفاة في 17 ديسمبر.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، دخل 61 لقاحا مرحلة التجارب على البشر من بينها 16 لقاحا في المرحلة الأخيرة من التجارب. على خط موازٍ، يتمّ تطوير 172 لقاحا آخر.

وكان الاتحاد الأوروبي قد بدأ السبت تسلّم أولى جرعات لقاح كوفيد-19 عشية بدء حملات التطعيم، في وقت أُجبرت دول عدة في التكتل على فرض تدابير إغلاق جرّاء ظهور سلالة جديدة من كورونا تواصل تفشيها من بريطانيا ويعتقد أنها معدية أكثر.

وأودى الوباء بحياة أكثر من 1,7 مليون شخص ولا يزال يتفشى في معظم أنحاء العالم، لكن إطلاق حملات التطعيم مؤخرا عزز الآمال بأن تخف وطأة كوفيد في العام 2021.

وفي حين وصلت أولى جرعات لقاح «فايزر-بايونتيك» إلى باريس السبت، أكدت وزارة الصحة الفرنسية في وقت متأخر الجمعة اكتشاف أول إصابة في البلاد بسلالة الفيروس الجديدة لدى مواطن عاد من بريطانيا.

وسجّلت عدة دول إصابات بالسلالة الجديدة، ما يثير قلق الهيئات الصحية التي تعاني أساسا من الضغط.

وغابت مظاهر الازدحام المعهودة في الأسواق بمناسبة «بوكسينغ داي» (اليوم الذي يلي عيد الميلاد ويشهد تنزيلات) عن شوارع سيدني السبت، إذ التزم معظم السكان بدعوات رئيس الوزراء ملازمة منازلهم في ظل اكتشاف مجموعة إصابات جديدة.

وقالت المتسوّقة ليا غوناوان لصحيفة «ذي سيدني مورنينغ هيرالد» «حتى عندما دخلنا المتجر، كان هناك أقل من عشرة أشخاص».

وفي تطور لافت، أعلنت سلطات منطقة مدريد السبت تسجيل 4 إصابات بسلالة فيروس كورونا المستجد المتحوّرة التي ظهرت مؤخرا في بريطانيا ويعتقد أنها أقدر على نقل العدوى. وهي الأولى التي يتم اكتشافها في إسبانيا.

وقال المسؤول الثاني في سلطات المنطقة الصحية أنتونيو زاباتيرو للصحفيين إن الحالات الأربع جميعها اكتشفت لدى أشخاص وصلوا مؤخرا من المملكة المتحدة.

وأكد أن «المرضى ليسوا في حالة صحية حرجة. نعلم بأن هذه السلالة معدية أكثر، لكنها لا تتسبب بأعراض أكثر خطورة... لا داعي للهلع».

وأشار إلى وجود 3حالات أخرى يشتبه في أنها إصابات بالسلالة المتحوّرة لكن نتائج الفحوص التي جرت لهؤلاء لن تظهر قبل الثلاثاء أو الأربعاء.

ودفع ظهور السلالة الجديدة من كورونا أكثر من 50 دولة بينها إسبانيا إلى فرض قيود على السفر من المملكة المتحدة.

ومنعت مدريد منذ الثلاثاء دخول جميع القادمين من المملكة المتحدة باستثناء المواطنين الإسبان والمقيمين.

« سلالة جديدة »

وفي فرنسا اكتُشفت أول إصابة بسلالة فيروس كورونا المستجد المتحوّرة لدى مواطن مقيم في بريطانيا وصل من لندن في 19 ديسمبر، بحسب وزارة الصحة الفرنسية، ولم تظهر عليه أي أعراض بينما عزل نفسه في منزله في تور (وسط فرنسا)، في حين تمت عملية تعقب للموظفين الصحيين الذين خالطوه.

ودفعت السلالة الجديدة من الفيروس، التي يخشى الخبراء من أنها تنتقل بشكل أسرع، أكثر من 50 بلدا إلى فرض قيود على السفر من المملكة المتحدة حيث ظهرت لأول مرة.

لكن لا تزال تسجّل إصابات بالسلالة الجديدة في أنحاء العالم. وأكدت اليابان الجمعة تسجيل خمس إصابات بها لدى ركاب قدموا من المملكة المتحدة بينما سجّلت حالات كذلك في الدنمارك ولبنان وألمانيا وأستراليا وهولندا.

كما اكتشفت جنوب إفريقيا طفرة مماثلة لدى بعض المصابين، لكنها نفت الجمعة التصريحات الصادرة من بريطانيا التي أفادت بأن سلسلتها أخطر ومعدية أكثر من تلك المكتشفة في المملكة المتحدة.

وتسبب إغلاق الحدود بين المملكة المتحدة وفرنسا باختناقات مرورية إذ توقفت ما يقارب من 10 آلاف شاحنة في جنوب شرق إنجلترا حيث علق سائقوها لأيام في فترة الأعياد.

لكن رئيس الهيئة المشغلة لميناء كاليه قال لفرانس برس إن «المسألة ستحل بالكامل» بعد بقاء المنفذ مفتوحا خلال عيد الميلاد.

« قيود جديدة»

من جهة أخرى، أعيد فرض حجر في النمسا وإيرلندا وإيطاليا خلال أعياد نهاية العام، وستكون إيطاليا، أكثر دول أوروبا تضررا من الفيروس (70 ألف وفاة)، في ظل حجر حتى 6 يناير، يشمل تقييد التنقل، أما إيرلندا والنمسا فتعيشان الحجر الثالث، حتى مع السماح لأكثر من 400 محطة تزلج بالنشاط. وسوف تفرض النمسا حظرا للتجول اعتبارا من السبت وحتى 24 يناير.

وأغلقت الدنمارك الجمعة متاجرها غير الضرورية، وتدخل تدابير جديدة حيز النفاذ في كيبك بينها إجبارية العمل من المنزل وغلق المتاجر غير الضرورية حتى 11 يناير.

أما أمريكا اللاتينية، بدأت المكسيك وتشيلي وكوستاريكا، حملات التطعيم بعد تسلمها أولى الدفعات من الجرعات الأولى من لقاح فايزر/بايونتيك.

وقالت ماريا ايريني راميريز وهي ممرضة مكسيكية تبلغ 59 عاما أثناء تلقيها الحقنة في مستشفى مكسيكو العام، «إنها أفضل هدية يمكن أن نحصل عليها في 2020».

وتسلّمت الأرجنتين ثاني دولة رخّصت استخدام اللقاح الروسي «سبوتنيك-في» بعد بيلاروس، 300 ألف جرعة ويُفترض أن تبدأ التلقيح الأسبوع المقبل.

وتأثر الملايين في المملكة المتحدة بتشديد القيود، بحسب «بي بي سي» إذ أن التدابير الأشد المفروضة في إنجلترا تشمل 40 % من سكانها. وتشمل الإجراءات إغلاق جميع الأعمال التجارية غير الأساسية والحد من العلاقات الاجتماعية.

ورصدت بريطانيا السلسلة الجديدة من سارس-كوف-2، هي الدولة حيث يتفشى الوباء بأسرع وتيرة (+61%) بين الدول التي سجّلت أكثر من ألف إصابة يومية خلال الأيام السبعة الماضية.

وتُؤكد دراسة نُشرت الخميس عبر الإنترنت لكنها لم تصدر بعد في مجلة علمية، أن هذه السلالة الجديدة معدية أكثر من السلالات القديمة بنسبة تراوح بين «50% و74%».

ويثير ذلك القلق. وقد رُصدت إصابة بالفيروس المتحوّل للمرة الأولى في ألمانيا، لدى امرأة على متن طائرة قادمة من لندن.

وبحسب باحثين في «مدرسة لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة» الذين أعدّوا الدراسة، فإنه في حال عدم اتخاذ تدابير وقائية أكثر صرامة «سيبلغ عدد حالات الاستشفاء والوفيات نتيجة كوفيد-19 مستويات أعلى في عام 2021 من تلك المسجلة عام 2020».

في المقابل، أعلن وزير الصحة في جنوب إفريقيا زويلي مخيزي عدم وجود دليل على أن السلالة الجديدة لفيروس كورونا المستجدّ التي رُصدت في جنوب إفريقيا أخطر أو معدية أكثر من تلك المكتشفة في بريطانيا.

في كلمتها بمناسبة عيد الميلاد، حاولت الملكة إليزابيث الثانية بعث الأمل الحاضر «حتى في الليالي الأكثر قتامة»، خاصة وأن الفيروس أضر بشدة ببلدها حيث أودى بحياة نحو 70 ألف شخص.

وقالت الملكة البالغة 94 عاما «بالنسبة لكثيرين، هذا العام مليء بالحزن، يبكي البعض على خسارة شخص عزيز، ويشتاق الأصدقاء والعائلات إلى بعضهم، في حين يرغبون في عيد الميلاد بعناق بسيط أو لمسة يد». وتابعت «إن كانت هذه حالتكم، فأنتم لستم وحدكم».

كما تدخل تدابير إغلاق جديدة حيّز التنفيذ في اسكتلندا وأيرلندا الشمالية السبت، بينما أعادت ويلز كذلك فرض القيود بعدما خففتها خلال عيد الميلاد.

«لقاحات للجميع»

من جانبه، تطرّق البابا فرنسيس في رسالته بمناسبة عيد الميلاد إلى الأمر داعيا إلى تأمين « لقاحات للجميع، وخاصة للفئات الأكثر ضعفاً واحتياجاً في جميع مناطق الأرض» مشيراً إلى أن «قوانين السوق وبراءات الاختراع» يجب ألا تكون «فوق قوانين الحب والصحة والبشريّة».

« نشر الجيش «

وفي ألمانيا، تم رصد أولى الإصابات بالسلالة الجديدة من الفيروس لدى امرأة عادت من لندن عبر الطائرة، وفي لبنان لدى مسافر عائد كذلك من لندن.

وعقب الإعلان عن اكتشافها في المملكة المتحدة، دفعت الخشية عشرات الدول إلى قطع الرحلات الجوية والبحرية والبرية معها بداية الأسبوع، ما سبب فوضى في تزويد البلد ببعض السلع الطازجة.

في بريطانيا، أمضى آلاف السائقين عيد الميلاد في شاحناتهم، بعدما علقوا في منطقة دوفر، المرفأ البريطاني الرئيسي على بحر المانش، وبدأوا الخضوع لفحص الكشف عن كوفيد-19 والانطلاق نحو القارة والعودة إلى منازلهم.

ونشر الجيش البريطاني 1100 عسكري في المنطقة للمساعدة في إجراء الفحوص وتوزيع المياه والغذاء.

وبفضل هذه العملية، تمكنت أكثر من 4500 شاحنة من مغادرة المملكة المتحدة منذ الأربعاء كما أجري أكثر من 10 آلاف فحص، وفق السلطات البريطانية.

بدورها، أعلنت فرنسا إرسال أكثر من ألف وجبة للسائقين العالقين على حدود بريطانيا.

وتزايدت أعداد الشاحنات القادمة من السواحل البريطانية، في كاليه في شمال فرنسا، وفق ما أعلنت إدارة المرفأ.