1561539
1561539
العرب والعالم

ترامب يتحدى الكونجرس بتعطيله موازنة الدفاع الأمريكية.. ويصدر قرارات عفو جديدة مثيرة للجدل

24 ديسمبر 2020
24 ديسمبر 2020

مؤكدا عزمه على «ضرب كل المعايير السياسية حتى نهاية ولايته» -

واشنطن-(أ ف ب) - عطّل الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب الأربعاء موازنة دفاع الولايات المتحدة التي سبق أن أقرها الكونجرس بغالبية ساحقة، مؤكدا بذلك عزمه على ضرب حتى نهاية ولايته كل المعايير السياسية وحتى معسكره الجمهوري.

وكان مجلسا النواب والشيوخ اقرا قبل أسبوعين بغالبية ساحقة موازنة بقيمة 740,5 مليار دولار تسمح في حال أكد النواب الذين أيدوا النصّ في تصويتهم الأول، بتجاوز الفيتو الرئاسي عبر التصويت عليه مجددا بالغالبية الموصوفة. واتهمت رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي الرئيس باستخدام «ساعاته الأخيرة في السلطة لإحداث الفوضى» بهذا «العمل غير المسؤول»، وأعلنت أن النواب سيعودون من إجازة يوم الإثنين «لتجاوز الفيتو». وقبل أربعة أسابيع من تنصيب خلفه جو بادين رئيسا، سيشكل ذلك سابقة ومهمة خلال ولاية ترامب الرئاسية الوحيدة. وقال ترامب في رسالة رسمية للكونغرس «من المؤسف أنّ نص القانون هذا لا يتضمّن إجراءات أساسية للأمن القومي» و«لا يتوافق مع جهود حكومتي لجعل أمريكا في الصدارة على صعيد الأمن القومي والسياسة الخارجية»، معتبرا أنه يشكل «هدية الى الصين وروسيا».

ويلحظ نص الموازنة الذي أعيد الاربعاء الى الكونجرس زيادة رواتب موظفي قطاع الدفاع بنسبة 3%.

لكنّ ترامب كان هدد باللجوء إلى الفيتو لأن النص لا يشمل خصوصا إلغاء قانون معروف باسم «المادة 230» يحمي الوضع القانوني لشبكات التواصل الاجتماعي التي يتهمها الرئيس بالتحيز ضده.

«حيوي إلى حد كبير»

قال ترامب في رسالته الى النواب إن «المادة 230 تسهل انتشار المعلومات الأجنبية المضللة على الإنترنت ما يشكل تهديداً خطيراً لأمننا القومي ونزاهة انتخاباتنا».

ويأخذ ترامب أيضا على قانون تمويل البنتاجون أنه ينص على إعادة تسمية قواعد عسكرية تكرم جنرالات المعسكر الكونفدرالي الذي كان يدافع عن العبودية خلال الحرب الأهلية الأمريكية. وقال «من هذه القواعد انتصرنا في حربين عالميتين» منتقدا نية في «نسيان التاريخ».

ويرفض ترامب أيضا تدابير «تناقض جهوده لإعادة قواتنا الى الديار (...) من أفغانستان وألمانيا وكوريا الجنوبية».

وتابع ترامب «لكل هذه الأسباب لا يمكنني دعم هذا النص الذي يضع مصالح الطبقة السياسية في واشنطن فوق مصالح الشعب الأمريكي».

ويرفض ترامب حتى الآن الاعتراف بهزيمته في الانتخابات في نوفمبر ويبدو أنه يطبق سياسة الأرض المحروقة مع اقتراب موعد خروجه من البيت الأبيض.

وانتقل الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب إلى فلوريدا حيث سيمضي آخر عيد ميلاد كرئيس للبلاد بمزاج سيء وبرغبة بالانتقام، بعدما تخلى عنه الكثير من الحلفاء وأنهكته نظريات المؤامرة مع خوضه مواجهة مباشرة مع الكونجرس في نهاية ولايته.

ودان معارضوه أيضا موقفه من موازنة الدفاع التي تتم المصادقة عليها باجماع يتخطى الأحزاب السياسية.

وقال تشاك شومر زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ ان «الديمقراطيين سيصوتون لتجاوز هذا الفيتو».

لكن المعارضة الرئاسية تضع معسكرها في موقف محرج.

وأكد رئيس لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ الجمهوري جيم انهوف دعمه للنص «الأساسي لأمننا القومي وقواتنا»، مشيدا بأداء ترامب لصالح العكسريين.

ومشروع القانون هذا مختلف عن نص الموازنة الذي يضم خطة دعم للاقتصاد الأمريكي الذي يلوح ترامب أيضا بفرض الفيتو عليها للحصول على مال أكثر للعائلات واضعا النواب الجمهوريين تحت ضغط كبير.

قرارات عفو جديدة مثيرة للجدل

من جهة أخرى ، أصدر دونالد ترامب الأربعاء مزيدا من قرارات العفو الرئاسية المثيرة للجدل التي شملت عددا من شخصيات طالها التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات وكذلك والد صهره ومستشاره جاريد كوشنر. وأعلن البيت الأبيض مساء الأربعاء لائحة تضم قرارات عفو عن نحو ثلاثين شخصية وإجراءات أخرى لتخفيف عقوبات.

بين المستفيدين من قرارات العفو هذه بول مانافورت المدير السابق لحملة دونالد ترامب في 2016 ومستشاره السابق روجر ستون، وهما شخصيتان متورطتان بالتحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها ترامب. وكتب مانافورت في تغريدة على تويتر «الكلمات لا تكفي للتعبير عن امتناننا». وكان يمضي عقوبة بالسجن سبع سنوات ونصف السنة بسبب عمليات احتيال تم الكشف عنها في إطار تحقيق المدعي العام روبرت مولر الذي استمر سنتين حول تواطؤ محتمل بين روسيا وفريق ترامب.

وقد وضع في الإقامة الجبرية في مايو الماضي بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد.

وقال النائب الديمقراطي آدم شيف الذي يرأس لجنة الاستخبارات في المجلس في تغريدة على تويتر «خلال تحقيق مولر، طرح محامي ترامب العفو على مانافورت. سحب مانافورت تعاونه مع المدعين، كذب، وأدين ثم امتدحه ترامب»، معتبرا أن «عفو ترامب يكمل الآن مخطط الفساد».

«عصابة مجرمين»

واتُهم دونالد ترامب على الفور باساءة استخدام حقه في إصدار العفو، مرة أخرى. ففي نهاية نوفمبر أصدر بالفعل عفواً عن مايكل فلين مستشاره السابق للأمن القومي المتورط في القضية نفسها.

وكتب السناتور الجمهوري بن ساسي «فاسد حتى النخاع»، بينما كتب النائب الديمقراطي عن ولاية تكساس لويد دويت على تويتر «ترامب أصدر للتو عفوا عن عصابة أخرى من المجرمين من زمرته».

وتضم اللائحة التي نشرتها الأربعاء السلطة التنفيذية الأمريكية والد جاريد كوشنر صهر ترامب ومستشاره. وحُكم على تشارلز كوشنر في 2004 بالسجن لمدة عامين بتهمة التهرب الضريبي. وانتقد ديفيد أكسلرود المستشار السابق لباراك أوباما «هذا الاستعراض المثير للاشمئزاز دائما. ولم ينته بعد!».

«الولاء قبل كل شيء»

كان ترامب خفّف عقوبة السجن الصادرة بحقّ صديقه ستون الذي كان حُكم عليه بالسجن لمدة 40 شهراً في إطار التحقيق حول تدخّل روسيا في الانتخابات. وستون مدان بسبع تهم بينها عرقلة سير العدالة والإدلاء بشهادات زور والتلاعب بشهود.

وكان الرئيس الأمريكي أعلن مساء الثلاثاء عفوا عن 15 شخصا وتخفيفا في عقوبات خمسة آخرين.

وقد استفاد من هذه القرارات خصوصا أربعة عملاء سابقين لشركة الأمن الخاصة بلاكووتر أدينوا بقتل 14 مدنيا عراقيا في 2007 في بغداد.

ودان القضاء هؤلاء بفتح نيران مدافع رشاشة وإلقاء قنابل يدوية على تقاطع مزدحم في بغداد أثناء تجوالهم في عربات مدرعة، في مجزرة أثارت غضبا عالميا. وقال البيت الأبيض مساء الأربعاء إن الرجال الأربعة وكلهم جنود سابقون، لهم «تاريخ طويل في خدمة الأمة».

لكن في بغداد أعرب الضابط في الشرطة العراقية الذي حقق في إطلاق النار عن غضبه. وقال فارس السعدي لوكالة فرانس برس «أتذكر كما لو كان البارحة». وأضاف «كنت أعلم أننا لن نرى العدالة».

وقالت السناتورة الديمقراطية السابقة كلير مكاسكيل التي كانت عضوا في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ «كل هذا يثير الاشمئزاز». وأضافت أن «هذا العفو إهانة لا يمكن وصفها لجيشنا».

وشركة بلاكووتر التي لم تعد موجودة، أسسها إيريك برانس أحد أشد المؤيدين لترامب وشقيق وزيرة التربية بيتسي ديفوس.

ورأت مجموعة مكافحة الفساد «مواطنون من أجل المسؤولية والأخلاق» في واشنطن أن «رسالة ترامب واضحة: العدالة لا تنطبق عليك إذا كنت مواليا له».

وذكرت الصحف الأمريكية أن ترامب يفكر أيضا في منح عفو وقائي لأبنائه ولجاريد كوشنر ومحاميه الشخصي رودي جولياني، قبل أن يغادر البيت الأبيض في يناير.

وأضافت المصادر نفسها أن ترامب يدر إمكانية إصدار عفو عن نفسه عن الجرائم التي قد يُحاكم عليها بسبب ولايته. وفي 2018، قال إن لديه «الحق المطلق» في اتخاذ هذا الإجراء، والذي سيكون سابقة.